تصطف السيارات في طابور أمام محطة وقود في طهران الثلاثاء 26 أكتوبر 2021
إيران تعيد شبكة محطات الوقود بعد الهجوم السيبراني
أعادت إيران ربط كل محطات الوقود في البلاد بالشبكة الإلكترونية المخصصة للتوزيع، وفق ما أفادت مصادر رسمية، بعد أسبوع من هجوم سيبراني اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراءه.
وعقدت لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني اجتماعاً طارئاً لمناقشة الهجوم السيبراني. وقال المتحدث باسم اللجنة، النائب مصطفى نخعي لوكالة «مهر» الحكومية، إن «حكومة (حسن) روحاني أهملت تحديث النظام». وقال: «ليس بمقدورنا حالياً التعليق على الهجوم، ويتطلب المزيد من الدراسة». وأشار إلى فقدان معلومات خادم الموقع بعد الهجوم، وهو ما تسبب في تعطل محطات توزيع الوقود، لافتاً إلى أن «الأجهزة الأمن والمخابراتية تحقق في الهجوم».
وقالت المتحدثة باسم الشركة الوطنية لتوزيع المشتقات النفطية فاطمة كاهي أمس (الثلاثاء): «حاليا، كل محطات توزيع الوقود في البلاد باتت متّصلة بالنظام المركزي لتوزيع المحروقات». وأضافت «بات في إمكان كل محطات المحروقات في البلاد (التي يناهز عددها 4300)، تعبئة الوقود المدعوم باستخدام البطاقة الالكترونية»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي الإيراني.
أدى الهجوم الالكتروني في 26 أكتوبر(تشرين الأول)، إلى تعطّل النظام الذكي المخصص لتشغيل مضخات محطات وقود، والعامل باستخدام بطاقات إلكترونية تتيح الحصول على حصة شهرية من الوقود المدعوم. وفي حال تم استنفاد هذه الحصة، تتم تعبئة الوقود وفق السعر «الحر» غير المدعوم.
وأدى العطل إلى تعطل كامل المحطات وتشكّل طوابير من السيارات والدراجات النارية في انتظار التعبئة. وسارع فنيون من وزارة النفط إلى فصل المضخات عن النظام الذكي للتوزيع للسماح بتعبئة الوقود بطريقة يدوية، قبل أن يعمدوا الى إعادة ربطها بالنظام تدريجا، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانية.
وأتاحت تلك الإجراءات للمحطات في بادئ الأمر إعادة تزويد المركبات بالوقود بالسعر «الحر»، وهو ضعف السعر المدعوم، قبل أن تعود لتوفيره بالسعر المدعوم مع إعادة ربطها بالنظام الآلي.
وقال رئيس منظمة الدفاع المدني غلام رضا جلالي إن واشنطن وتل أبيب، ودولة ثالثة لم يذكرها بالاسم، تقف وراء الهجوم، مضيفا في الوقت نفسه أن التحقيق ليس نهائيا. وصرح للتلفزيون الرسمي بأن الهجوم على محطات الوقود، يشبه من الناحية «التقنية» هجومين سابقين «نفذهما بلا شك أعداؤنا، الولايات المتحدة والنظام الصهيوني»، واستهدفا شبكة السكك الحديدية في يوليو (تموز) 2021، وميناء في جنوب البلاد مايو (أيار) 2020».
وحاولت السلطات تهدئة الشارع الإيراني، نظرا لقرب الذكرى السنوية الثانية لاحتجاجات البنزين في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، حيث سقط أكثر من مائتي محتج بنيران قوات الأمن وفق إحصائية وردت على لسان وزير الداخلية في الحكومة السابقة، بينما تقول منظمة العفو الدولية إنها رصدت أكثر من 300 حالة. وقال مسؤولون بعد شهر من الاحتجاجات لوكالة «رويترز» إن عدد القتلى وصل إلى 1500، بعد أوامر من «المرشد» علي خامنئي بإخماد الاحتجاجات.
شكلت محاولات الهجمات المعلوماتية أحد محاور التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل في الأعوام الماضية. وتعود إحدى أبرز الهجمات الإلكترونية التي أصابت إيران إلى سبتمبر (أيلول) 2010، حين ضرب فيروس «ستاكسنت» منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي، في عملية اتهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بالضلوع فيها.