خلال 9 أشهر في محافظة إب
صحيفة: حوادث دهس حوثية متفرقة تتسبب بوفاة 13 طفلاً وإصابة 19 آخرين
شكا سكان محافظة إب اليمنية (170 كم جنوب صنعاء) من تزايد حوادث دهس الأطفال من قبل سائقي العربات العسكرية التابعة للميليشيات الحوثية، وهو الأمر الذي أسفر عنه مقتل وإصابة نحو 32 طفلاً خلال 9 أشهر.
وفي ظل ما تشهد المحافظة من فلتان أمني زادت معه نسب الجريمة والقتل والنهب والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، أكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن حوادث دهس الأطفال من مختلف الأعمار ارتفعت خلال الفترة الأخيرة بشكل مخيف ومقلق.
وأشارت المصادر إلى أن المئات من الأطفال في إب ومديرياتها لا يزالون معرضين إما للقتل المفاجئ أو الإصابة بعاهات دائمة، نتيجة استمرار تهور سائقي الجماعة لحظة قيادتهم العربات بسرعة جنونية غير ملتزمين بأنظمة وقواعد المرور.
إلى ذلك تحدث ناشطون محليون في إب بقلق شديد عن تزايد عدد الوفيات والإصابات بين صفوف الأطفال، بسبب تعرضهم لحوادث دهس بعربات يقودها عناصر حوثيون.
وكشف بعضهم لـ«الشرق الأوسط»، عن تلقيهم معلومات تؤكد وفاة 13 طفلاً وإصابة 19 آخرين بعضهم خطيرة جراء حوادث دهس حوثية متفرقة في المحافظة وبعض مديرياتها خلال الفترة من شهر يناير (كانون الثاني) وحتى أواخر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي.
وتوقع الناشطون أن يكون عدد الوفيات والإصابات بصفوف الأطفال وغيرهم من اليمنيين من مختلف الفئات العمرية، نتيجة دهس عربات الميليشيات أضعاف ما ورد في المعلومات التي تحصلوا عليها.
وقالوا إن الميليشيات التي تخضع كل مؤسسات الدولة بما فيها الأمنية في إب لا تزال مستمرة في إخفاء كل المعلومات والأرقام المتعلقة بتلك الحوادث. وتكتفي أجهزة أمن الميليشيات بنشر بعض التقارير الشهرية والدورية والسنوية الخاصة بإجمالي عدد الحوادث المرورية التي تشهدها المحافظة، ومدى الخسائر المادية والبشرية الناتجة عنها، دون التطرق إلى جرائم الدهس التي ارتكبها عناصرها.
وحسب الناشطين، فإن حوادث الدهس الحوثية المتكررة تقع إما بالقرب من مدارس الأطفال أو بنطاق الأحياء التي تقع فيها منازلهم، في حين يعقب تلك الحوادث قيام قادة حوثيين بممارسة ضغوط شديدة بحق ذوي الأطفال المجني عليهم.
ويتحدث مهيوب وهو أحد سكان مدينة إب لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرض طفله (15 عاماً) قبل نحو 7 شهور لحادث دهس بعربة حوثية بأحد شوارع مركز المدينة نتج عنها إصابته بعاهة مستديمة. وقال إنه لا يزال يتابع قضية ابنه الذي لا يزال يرقد بأحد مشافي المدينة، ويطالب أجهزة الميليشيات بالقبض على الجاني، ومحاسبته، وإنصاف طفله وتعويضه لكن دون جدوى، مشيراً إلى أن قضايا عدة مشابهة لقضيته لا تزال نتيجة عمليات الابتزاز الحوثية بحق الأسر حبيسة أدراج بعض المحاكم في المحافظة.
على صعيد متصل، يرى مراقبون محليون أن الأسباب التي تقف وراء تصاعد حوادث دهس العربات الحوثية لعشرات الأطفال في إب ومناطق يمنية أخرى تعود إلى الاستهتار بأرواح اليمنيين، إضافة إلى ما يستخدمه مسلحو الجماعة، خصوصاً من حبوب هلوسة ومواد مخدرة متنوعة تفقد الكثير منهم الوعي والسيطرة أثناء القيادة.
ويتهم المراقبون قادة الميليشيات بأنهم عملوا على تكييف المخدرات، ومنحها طابعاً يمنياً خالصاً من خلال خلطها مع مادة البردقان (الشمة)، التي تجعل عناصر الجماعة يدمنون عليها.
وذكر مواطنون بالمحافظة ذاتها أن آخر تلك الحوادث تمثل بقيام عربة عسكرية حوثية هذا الأسبوع بدهس الطفل محمد الجحدري، في شارع مكتظ بالناس بمنطقة سوق الخميس بمديرية النادرة شمال شرقي إب.
وطبقاً لما أوردته مصادر محلية، فإن الطفل فارق الحياة مباشرة، في حين واصلت العربة الحوثية التي يقودها عنصر في الجماعة من محافظة حجة يكني بـ«أبو رشاش» طريقها، ولم تستجب الجماعة لبلاغات الأهالي بشأن الحادثة.
وعمت حالة من القلق في أوساط سكان مديرية النادرة وسط مطالب بوضع حد لتصرفات العناصر الحوثيين وقيادتهم للعربات العسكرية، التي تتسبب بسقوط ضحايا بمختلف مناطق المحافظة.
وأشار بعض السكان في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى تعرض الكثير من أبناء منطقتهم لحوادث دهس حوثية مماثلة خلال فترات ماضية.
وأفادوا بأن تلك الحادثة سبقها بأيام قيام عنصر حوثي يعمل سائقاً لعربة تابعة للقيادي في الجماعة أبو فتح الصعدي، وهو أحد المشرفين بمديرية النادرة، بدهس مواطن من أبناء قرية خلقة المجاورة لقرية مسور التي يسكن فيها الطفل القتيل الجحدري.
وفي أواخر سبتمبر الماضي، كشفت تقارير محلية في إب عن تلاعب الميليشيات بقضية دهس عربة عسكرية بمركز المحافظة لطفل في السابعة من عمره ما أدى إلى إصابته بكسرين في مشط القدم اليمنى ونزيف حاد في الفم.
وأوضحت المصادر أن عربة عسكرية تتبع القيادي الحوثي المدعو أبو علي العلياني، دهست الطفل مجد يوسف الغباري، قبل هروب سائقها المدعو أبو مقداد الرفاعي من موقع الحادثة.
وسبق تلك الحادثة بفترة تعرض طفل من شريحة المهمشين اجتماعياً، لعملية دهس من قبل عربة حوثية أمام مقبرة الثلاثين بمدينة إب، حسب ما أفادت به المصادر نفسها.