برشلونة ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ تتسابق للحصول على خدمات مدافع يوفنتوس الهولندي
دي ليخت يسطّر اسمه بحروف من ذهب في سجل المدافعين العمالقة
يقول دي ليخت: «أهم شيء بالنسبة لي هو تحقيق الفوز. في يوفنتوس، إذا فزنا بهدف دون رد ولعبنا بشكل سيئ، أعتقد بصراحة أن الجميع سيظلون سعداء. وإذا لعبنا بشكل رائع وخسرنا بهدفين مقابل هدف فلن يكون أحد سعيداً. كل فريق لديه سمته المميزة، وهذا الأمر يختلف من نادٍ إلى آخر. وإذا لعبت بطريقة تعتمد على الدفاع المتقدم وخسرت بخمسة أهداف دون رد أو بأربعة أهداف نظيفة، فربما يعني ذلك أنه من الأفضل تغيير طريقة اللعب والعودة إلى الخلف قليلاً».
لا يزال دي ليخت يتحدث بمودة كبيرة عن الفترة التي قضاها في أياكس؛ ذلك الفريق الشاب الرائع الذي كان قريباً جداً من الفوز بلقب الدوري الأوروبي عام 2017 ودوري أبطال أوروبا عام 2019. ولا يزال على اتصال بكثير من زملائه السابقين في أياكس، مثل دوني فان دي بيك، وحكيم زياش، وفرينكي دي يونغ. والأهم من ذلك كله، أنه ما زال يتذكر الدروس التي تعلمها في الحياة خلال تلك الفترة. يقول عن ذلك: «لقد تعلمت كثيراً من الأشياء في أياكس، مثل الانضباط في العمل الجاد، وأن أكون لطيفاً مع الناس، وأن أحترم الجميع، وما زلت أحتفظ بهذه الصفات في كل مكان أذهب إليه».
لكن لا يزال من الغريب أن نتحدث عن دي ليخت بصيغة الماضي، نظراً لأنه يبلغ من العمر 22 عاماً فقط. يقول المدافع الهولندي الشاب ضاحكاً رداً على سؤال حول «أيام شبابه»: «أنا حقاً كبير في السن، أليس كذلك؟». لكن دي ليخت كان لاعباً مثيراً للاهتمام حقاً منذ بداياته في عالم كرة القدم، فرغم صغر سنه، حصل على كثير من الجوائز والبطولات وجرت مقارنته بأكبر اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة، فهو أصغر لاعب يشارك في نهائي أوروبي كبير، وأصغر لاعب يشارك في التشكيلة الأساسية لمنتخب هولندا الأول منذ عام 1931. وبالعودة إلى بدايته المذهلة، فهل كان من المبرر الحديث عنه بكل هذا الاهتمام، وهل كان من الصعب عليه التعامل مع كل هذه الضجة الإعلامية المثارة من حوله، وهل كانت هناك مبالغة بشأنه؟
يرد دي ليخت قائلاً: «كان هناك كثير من الأشياء التي حدثت لي في سن مبكرة، كما كان هناك كثير من الكلام بشأني. ولو ارتكبت أي خطأ صغير كان يتم تضخيمه بشكل مذهل. لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن ترى الصورة ككل، فعندما تفوز بجائزة الفتى الذهبي كأفضل لاعب شاب، على سبيل المثال، فإن هذا يضع عليك مزيداً من الضغط. لكن يتعين على اللاعب الجيد أن يتعامل مع هذه الضغوط ويحبها، لأنها تؤكد أنك لاعب جيد في نهاية المطاف. إن رؤية الأمور بهذه الطريقة تجعلني أفكر بشكل أفضل».
لقد كانت السنوات الثلاث الماضية عبارة عن فترة انتقالية صعبة بالنسبة لنادي يوفنتوس، إذ تعاقب على النادي عدد من المديرين الفنيين المختلفين، وفشل النادي في الاحتفاظ بلقب الدوري الإيطالي الممتاز، وبدأ الفريق الموسم الحالي بشكل كارثي ووجد نفسه بعيداً عن المنافسة على اللقب مرة أخرى. لكنه بدأ العام الجديد بشكل قوي وأعاد نفسه إلى المنافسة على اللقب مرة أخرى. وكان من المفترض أن الاستمرار في المنافسة بدوري أبطال أوروبا من شأنه أن يخفف قليلاً من الضغط على المدير الفني ماسيميليانو أليغري خلال فترة ولايته الثانية مع النادي، وهو الأمر الذي لم يحدث.
فما رأي دي ليخت في أليغري كمدير فني؟ يقول اللاعب الهولندي الشاب: «أهم شيء هو أنه يفهم أنه ليس من الضروري أن تكون الأمور جيدة طوال الوقت. الأمر كله يتعلق بتحقيق الفوز، وهذه أيضاً هي طريقة التفكير في يوفنتوس. لا يهم ما إذا كنت تلعب بشكل جيد أم لا، فالأمر يتعلق فقط بتحقيق الفوز. وخطوة بخطوة، نحن نفهم أكثر ما يتوقعه أليغري منا».
يأتي توديع يوفنتوس ودي ليخت لدوري أبطال أوروبا في الوقت الذي أكدت فيه تقارير إخبارية أن نادي برشلونة أبدى مجدداً اهتماماً بالتعاقد مع المدافع الهولندي. وذكرت صحيفة «توتو سبورت» الرياضية الإيطالية أن «السيدة العجوز» يسعى لإقناع دي ليخت بتجديد عقده الذي سينتهي في صيف 2024. وانضم دي ليخت إلى يوفنتوس في صفقة كان برشلونة يسعى للتعاقد معها ليظفر وقتها فقط بمواطنه، لاعب الوسط فرينكي دي يونغ. وحسب المصدر، فإن يوفنتوس يقترح على دي ليخت التجديد لموسم آخر حتى 2025 مع زيادة راتبه، وخفض قيمة الشرط الجزائي في عقده لتصل إلى 120 مليون يورو.
تقارير إخبارية أخرى تحدثت عن انضمام مانشستر يونايتد لركب الأندية المهتمة بدي ليخت، وفقاً لموقع «كالتشيو ميركاتو ويب» الإيطالي. ويسعى يونايتد لإضافة عناصر مميزة في خطه الخلفي. بدوره، يستعد بايرن ميونيخ لرحيل نيكلاس سوله ويطمح لتعويضه بمدافع شاب، ويعد دي ليخت خير بديل. أما برشلونة، فارتبط اسمه بكثير من اللاعبين خلال الفترة الماضية رغم الضائقة المالية التي يعاني منها، وما زال من غير الواضح ما إذا كانت الإدارة قادرة على توفير المبلغ المطلوب لاستقطاب لاعب بحجم نجم يوفنتوس، أم لا.
وكانت إحدى الصحف الإسبانية قد كشفت في وقت سابق عن سبب صادم وراء تعثر انتقال دي ليخت إلى صفوف برشلونة عندما كان لا يزال لاعباً في صفوف أياكس. وكان برشلونة قريباً بالفعل من التعاقد مع دي ليخت في صيف 2019، وهي فترة الانتقالات نفسها التي وقّع فيها النادي مع مواطنه دي يونغ. لكن المدافع الهولندي قرر في النهاية الانتقال إلى صفوف يوفنتوس، بقرار فاجأ الجميع آنذاك.
وأوضحت الصحيفة آنذاك في تقريرها، أن دي ليخت كان مهووساً بفكرة اللعب في برشلونة، ودخل في مفاوضات متقدمة مع النادي، قبل أن يتغيّر موقفه بشكل كامل بسبب اللقاء الذي جمعه مع جيرارد بيكيه. وأضاف التقرير أن دي ليخت التقى مع جيرارد بيكيه بالصدفة في أحد الفنادق بمنطقة البحر الكاريبي خلال قضاء إجازتهما الشتوية، وتبادلا أطراف الحديث حينها بخصوص انتقال مدافع أياكس السابق إلى ملعب الكامب نو.
وطبقاً لتقرير الصحيفة، فإن بيكيه أحبط دي ليخت عندما أخبره بأنّ فرصه باللعب بشكل أساسي ليست كبيرة، بسبب وجوده هو وكليمون لونغليه الذي كان يقدم أداءً ممتازاً، وهذا الأمر جعل النجم الهولندي يشعر بالقلق من هذه الخطوة. لذلك قرر التوقيع ليوفنتوس الذي ضمن له أن يكون لاعباً أساسياً في تشكيلة الفريق، ولم ينفِ طرفا هذه الواقعة أو يؤكدها.