معركة دعائية

حرب دراما بين حماس وإسرائيل

بيت لاهيا

يعكس مسلسل تلفزيوني تقوم حركة حماس الفلسطينية بتصويره في الوقت الحالي حربا درامية بين الحركة وإسرائيل، حيث يأتي ردا على سلسلة إسرائيلية سبق وأن تم بثها على منصة “نتفليكس” تدور أحداثها حول وحدة إسرائيلية قامت بالتخفي بين السكان في قطاع غزة لمداهمة معاقل مسلحين تابعين لحماس.

وخرج مسلحون فلسطينيون من النفق وهاجموا دبابة إسرائيلية في وضح النهار حيث تردد صدى إطلاق النار والانفجارات عبر حدود غزة، لكن هذه لم تكن بداية حرب أخرى، لكنه تصوير لمسلسل تلفزيوني من إنتاج قادة حماس العسكريين في المنطقة.

يقدم المسلسل المكون من 30 حلقة بعنوان “قبضة الأحرار” المقاتلين بصفتهم أبطالا يتفوقون على جيش إسرائيلي أفضل تسليحا. وعلى عكس الدراما الإسرائيلية الناجحة “فوضى”، من غير المرجح أن تعرض منصة “نتفليكس” هذا المسلسل. ويعد هذا العمل الدرامي أحدث إنتاج من هذا النوع من قبل الذراع الإعلامية لحركة حماس، التي استثمرت بكثافة في عروضها على الرغم من الحصار الإسرائيلي المصري المفروض على غزة منذ استيلاء الحركة الإسلامية المسلحة على السلطة في 2007.

وسيُبث المسلسل على التلفزيون الذي تديره حماس، وسيبدأ عرضه خلال شهر رمضان، عندما تبثّ الشبكات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم الإسلامي عروضها الضخمة لأول مرة.

ويقول مساعد المخرج سعدي العطار “تتمحور فكرة أفلامنا ومسلسلاتنا حول صراعنا مع العدو”، وإن العرض الأخير يعتبر ردّا على “العدوان الصهيوني”.

وتدور أحداث القصة حول غارة إسرائيلية فاشلة على أرض الواقع في غزة في 2018. وأثارت وحدة متخفية متنكرة في زي عمال إغاثة فلسطينيين الشكوك في بلدة بالقرب من الحدود. وعند كشف أمرها، نشبت معركة بالأسلحة النارية قُتل فيها سبعة من مقاتلي حماس وقائد إسرائيلي.

وفي الواقع، كان السكان المحليون هم من اكتشفوا الوحدة السرية، وكان عدد القتلى غير متوازن ونجحت إسرائيل في إجلاء 16 عميلا سريا. أما في الدراما التابعة لحماس فإن الحركة الإسلامية تتفوق “ببراعة” على الإسرائيليين وتحقق انتصارا كبيرا.

ويرفض العطار أي مقارنات مع “فوضى” التي تركز على وحدة إسرائيلية متخفية بين الفلسطينيين وتنظم مداهمات ضد المسلحين. وتقدم هذه السلسلة شخصيات معقدة تواجه المفاضلات الأخلاقية، ولكن تم انتقادها بسبب التقلبات غير الواقعية ولتصوير الفلسطينيين أشرارا لقتلهم. وقال العطار “نحن لا نرد عليهم”. واعترف بأنه شاهد بعض المشاهد من المسلسل، واصفا إياه بأنه “مضلل”.

وخاضت حماس وإسرائيل أربع حروب والعشرات من المناوشات المحدودة على مر السنين. وتعتبر تل أبيب والعواصم الغربية حماس جماعة إرهابية بسبب تاريخها الطويل من الهجمات على المدنيين الإسرائيليين. وكانت قد فازت بالانتخابات البرلمانية الفلسطينية في 2006، وتصور نفسها على أنها “مقاومة للاحتلال العسكري”، وهي وجهة نظر انعكست في إنتاجاتها الإعلامية.

وأنتجت المجموعة سبعة مسلسلات وعدة أفلام تركزت على الصراع، وبث معظمها عبر شبكة الأقصى الفضائية التابعة لها خلال شهر رمضان.

وفي 2017، نجحت ببناء مكان تصوير كامل على أساس البلدة القديمة في القدس، بما في ذلك نسخة طبق الأصل من قبة الصخرة وهي جزء من موقع مقدس لليهود والمسلمين وكان نقطة اشتعال مستمرة للعنف الإسرائيلي الفلسطيني. وامتنع العطار عن الإفصاح عن المبلغ الذي تم إنفاقه على المسلسل الأخير الذي قال إنه تم تمويله من التبرعات.

لم تكن هناك رافعات، مما جعل التقاط الطلقات العالية يتم بواسطة طائرة دون طيار أو مصور يجلس على أكتاف رجل آخر. واستخدم أفراد الطاقم بطاريات الكاميرات الخاصة بهم لتصوير المتفجرات الوهمية. وكان التصوير في قاعدة عسكرية تابعة لحماس قرب الحدود.

وكان تجنيد طاقم العمل محليا، من السكان الذين لم يكن لديهم اتصال يذكر بالإسرائيليين منذ سيطرة حماس وتشديد الحصار.

ووقع الاختيار على زهير البلبيسي، البالغ من العمر 64 عاما والذي لم تطأ قدمه إسرائيل أبدا، في دور ديفيد، الكوماندوز الإسرائيلي المكلف بالتسلل إلى غزة لاستعادة المعدات عالية التقنية التي استولى عليها نشطاء حماس.

المسلسل سيبدأ عرضه خلال شهر رمضان، عندما تبثّ الشبكات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم الإسلامي عروضها الضخمة لأول مرة

وقال البلبيسي “إنها المرة الأولى التي ألعب فيها دور ضابط مخابرات إسرائيلي”. ووصف شخصيته بأنها “ماكرة للغاية”، ولديها موهبة في الخروج من المواقف الخطرة حتى نفاد حظه، حيث قتل ديفيد بنيران صديقة.

وتذهب الدعاية إلى حد كبير دون رادع داخل غزة، حيث لا تتسامح حماس مع المعارضة. فمنذ توليها السلطة في 2007، سجنت الصحافيين والنشطاء، وحظرت الصحف، وأغلقت المحطات التلفزيونية المنافسة، وفرضت قيودا على عروض الأفلام.

كما شن منافسوها في السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا، والتي تقتصر على أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حملات قمع استهدفت المعارضة.

وتأمل حماس في تحقيق نسبة مشاهدة أكبر لأحدث إنتاجها، حيث تقدم الحقوق مجانا للقنوات في سوريا ولبنان والجزائر وتركيا. لكنها ستكافح من أجل اختراق تشكيلة رمضان، عندما تقدم دور الإنتاج في جميع أنحاء المنطقة أعمالا درامية عالية الجودة مع ممثلين بارزين.

ومن المحتمل أن تواجه حواجز عبر الإنترنت، حيث تفرض منصات فيسبوك ويوتيوب وخدمات البث الأخرى الرقابة على المحتوى الذي يُنظر إليه على أنه يحرض على العنف.

لكن العطار قال إنهم لن يجتمعوا مع نتفليكس حتى لو طلبت الشركة ذلك، لأن المنصة “منحازة للاحتلال”.