منوعات
اليوم العالمي للتوائم الملتصقة 2025.. حالات ولادة شديدة الندرة
في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يُحتفل باليوم العالمي للتوائم الملتصقة، الذي اعتمدته الأمم المتحدة عام 2024، بهدف رفع الوعي بالتحديات الصحية والاجتماعية والنفسية لهذه الفئة، وضمان توفير رعاية مناسبة لهم.
يمثّل هذا اليوم محطة دولية لتأكيد أحقية الأطفال الملتصقين في الحصول على دعم طبي واجتماعي حقيقي، بما يضمن لهم بيئة قادرة على التعامل مع أوضاعهم الخاصة منذ اللحظة الأولى، كما يعكس التزامًا عالميًا بتعزيز النظرة الإنسانية تجاه الاختلافات الخَلقية وتوفير ما يلزم من رعاية علمية وصحية تتيح لهم فرصًا أفضل للنمو والتطور.
بداية الاحتفال باليوم العالمي للتوائم الملتصقة
أعلنت الأمم المتحدة خلال عام 2024 تخصيص يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للتوائم الملتصقة، في خطوة تُسهم في توجيه الانتباه إلى هذه الفئة من منظور طبي وحقوقي على حد سواء، مع دعوة الدول الأعضاء إلى تطوير بنية صحية قادرة على التعامل مع الولادات المعقدة وتشجيع المبادرات التي تسهم في تحسين سبل الرعاية والدعم.
يأتي هذا اليوم ليذكّر العالم بأن التوائم الملتصقة أطفال لهم حقوق كاملة في الرعاية الصحية المتقدمة والدعم الاجتماعي والنفسي المناسب. ويهدف اعتماد هذا اليوم إلى:
تعزيز الجهود البحثية المرتبطة بدراسة حالات الالتصاق.
دعم المستشفيات والمراكز المتخصصة.
تشجيع المجتمع على استيعاب هذه الفئة دون تمييز.
نشر معرفة واضحة حول طبيعة التحديات التي تواجهها الأسر منذ لحظة تشخيص الحالة وحتى ما بعد الجراحة.
اليوم العالمي للتوأم الملتصق 2025
متى تحدث حالات التوائم الملتصقة؟
تحدث هذه الحالة عندما لا ينقسم الجنين إلى جزأين مستقلين خلال المراحل المبكرة من الحمل، رغم بدئه كتوأم متماثل ناتج عن بويضة واحدة. ويؤدي عدم اكتمال الانقسام إلى بقاء الجنينين متصلين في موضع أو أكثر، وقد يتشاركان أعضاءً حيوية مثل القلب أو الكبد أو الجهاز الهضمي.
وتُعد النسبة عالمية نادرة، تتراوح بين حالة واحدة لكل 50 ألفًا إلى 100 ألف ولادة. وتشير البيانات الطبية إلى أن نحو 70% من الحالات تكون لإناث، وأن جزءًا كبيرًا من المواليد لا يتمكن من تجاوز الأشهر الأولى نتيجة تعقيدات صحية حادة.
أنواع التوائم الملتصقة
تختلف أشكال الالتصاق تبعًا للموضع ودرجة التشابك، ومن أبرز الأنواع:
التصاق في منطقة الرأس، ويعد من أكثر الأنواع صعوبة على صعيد التدخل الجراحي.
التصاق في منطقة الحوض أو العمود الفقري.
عمليات الفصل الجراحي
تُعد عمليات فصل التوائم الملتصقة من أكثر الإجراءات الطبية تعقيدًا، إذ تتطلب تجهيزات متقدمة وفريقًا يضم جراحين من تخصصات دقيقة، وقد تمتد العملية لأكثر من 20 ساعة متواصلة. وتعتمد فرص النجاح على حالة كل طفل ومدى تشارك الأعضاء الحيوية بينهما. ومن أشهر نماذج للتوائم الملتصقة حول العالم ما يلي:
أبيجيل وبريتاني هينسل (الولايات المتحدة): من أبرز الحالات المعروفة عالميًا، حيث تتشاركان جسدًا واحدًا برأسين ونظامين عصبيين مختلفين، وقد أنهتا دراستهما الجامعية وتعملان في سلك التعليم، ما يعكس قدرة عملية على التعامل مع طبيعة وضعهما الخاص.
تشانغ وإنج بانكر (تايلاند – الولايات المتحدة): توأم تاريخي ارتبط اسمهما بمصطلح "التوائم السيامية". عاشا حتى تجاوزا سن الستين، وتزوج كل منهما وأنجبا، وبلغ مجموع أطفالهما 21 طفلًا، وتبقى قصتهما من أهم المحطات في فهم العالم لحالات الالتصاق.
جوزيف ولوكا باندا (زامبيا): وُلد التوأم متصلين من منطقة الرأس في واحدة من أصعب صور الالتصاق، وخضعا لعملية فصل استمرت نحو 28 ساعة شارك فيها فريق دولي من الجراحين، ونجحت العملية ليبدأ كل منهما حياته بشكل مستقل بدرجة كبيرة.
كريم وياسر (السعودية – مصر): من الحالات المعروفة عربيًا، إذ وُلد التوأم ملتصقين من منطقة البطن، وتم فصلهما في المملكة العربية السعودية ضمن برنامج متخصص لفصل التوائم الملتصقة يشرف عليه فريق طبي سعودي، ويُعد من البرامج البارزة عالميًا في هذا المجال.