اخبار الإقليم والعالم
البرهان يعلن تعبئة عامة في السودان.. طبول الحرب تطغى على دعوات السلام
متجاهلًا دعوات السلام، أعلن قائد الجيش في السودان عبدالفتاح البرهان التعبئة العامة.
وجاء إعلان البرهان دعوته للتعبئة العامة خلال زيارة ميدانية، الجمعة، إلى منطقة السريحة بولاية الجزيرة.
وبدت دعوة الحرب كردٍّ على إقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالإجماع، تشكيل بعثة تقصّي حقائق للتحقيق في الانتهاكات الموثقة في مدينة الفاشر بالسودان، وسط تحذيرات من تفاقم أزمة الجوع والمخاطر الصحية في البلاد.
ويعيش السودان على وقع الحرب منذ أبريل/نيسان 2023، حين تنصّل المجلس العسكري الذي يقوده البرهان من التزامات تسليم السلطة للمدنيين، واندلعت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعا مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، طرفي الصراع في السودان إلى توقيع هدنة فورًا ودون تأخير، بما يؤكد انسجام رؤية واشنطن مع جهود الرباعية (الإمارات ومصر والسعودية وأمريكا) لإيقاف الحرب ووقف جميع أشكال التسليح وحماية المدنيين.
وأشار إلى أن الرباعية أكدت مبادئ رئيسية وردت في بيان 12 سبتمبر/أيلول الماضي، منها ضرورة وقف الحرب ووقف كافة أشكال التسليح لأطراف القتال، كما أكدت الموقف ضد الجماعات الإرهابية، وعدم الاعتداء على المدنيين وحمايتهم من كافة أشكال الانتهاكات.
وعند إطلاق بيان الرباعية الداعي إلى هدنة وبدء مفاوضات في السودان، أعلن الجيش رفضه للسلام وتعهد بمواصلة القتال.
وبينما كان البرهان يقرع طبول الحرب في الجزيرة، واصل أتباعه محاولات الترويج لروايات من أجل التعمية على فظائع ما يجري في البلد العربي الأفريقي.
في محاولة «يائسة لتضليل المجتمع الدولي والتغطية على مسؤوليتها عن الدمار الذي لحق بالسودان»، يواصل الجيش السوداني «استغلال كل منبر متاح لترويج الأكاذيب ضد دولة الإمارات».
هذا ما أكده السفير جمال المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، خلال جلسة عقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية حول الأوضاع في مدينة الفاشر بالسودان.
وقال المشرخ إنّه «بدلًا من توجيه جهودها نحو وقف الحرب الأهلية التي أشعلتها، تُسخِّر القوات المسلحة السودانية طاقاتها لحملات تضليل وتشويه، بهدف إطالة أمد الحرب وعرقلة أي مسار حقيقي للسلام».
وذكّر مندوب دولة الإمارات بتقارير الأمم المتحدة التي وثّقت ارتكاب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع جرائم حرب وانتهاكات مروعة للقانون الدولي.
وأشار إلى أن القوات المسلحة السودانية رفضت الهدنة الإنسانية «رغم الجهود المكثفة التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية ضمن المجموعة الرباعية، بدعم دولة الإمارات، والتي كان من شأنها تجنب التصعيد الأخير في مدينة الفاشر وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية».
قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان
وأكد دعم دولة الإمارات الكامل لجميع الدعوات الرامية إلى وقفٍ فوريٍ وشاملٍ لإطلاق النار، داعيًا طرفي النزاع إلى الالتزام بمسؤولياتهما القانونية والإنسانية، ووضع مصلحة الشعب السوداني الذي يدفع وحده ثمن هذه الحرب العبثية.
وشكّل البيان المشترك للرباعية حول السودان الصادر في سبتمبر/أيلول الماضي خطوة تاريخية في مسار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، إذ قدّم تشخيصًا دقيقًا لطبيعتها ورسم خريطة طريق واضحة لمعالجتها، من خلال هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة، مجددًا التأكيد على أنه لا حلّ عسكريًا للأزمة السودانية، وأن التوافق الإقليمي والدولي الذي عكسه البيان يمثل دعمًا مهمًا لمسار السلام ووحدة السودان.
ورغم أن هذه التوافقات تؤكد أن صوت السلام الذي رفعته دولة الإمارات عاليًا أصبح مدعومًا بإرادة دولية وإقليمية قوية، ويضع الأسس لعملية انتقالية شفافة وقيادة مدنية قادرة على إعادة السودان إلى طريق الوحدة والاستقرار والكرامة لشعبه، إلا أن سلطة بورتسودان وذبابها الإلكتروني حاولوا تحريف تصريحات روبيو عن مسارها وإعادة تأويلها في إطار محاولاتهم العبثية المستمرة للنيل من جهود الإمارات.