اخبار الإقليم والعالم

طشقند 2025: ميرضيائيف يحول آسيا الوسطى من جيران إلى شركاء استراتيجيين

وكالة أنباء حضرموت

تعود طشقند لتكون نقطة التقاء حاسمة في منتصف نوفمبر، تستضيف العاصمة الأوزبكية الاجتماع التشاوري السابع لرؤساء دول المنطقة، محولةً المدينة إلى مركز إقليمي نابض يعكس طموحات شعوب خمس دول. 

هذا الحدث ليس مجرد لقاء دبلوماسي عابر، بل رمز حي لمرحلة جديدة من الوحدة، حيث يتحول الحوار إلى إنجازات ملموسة، ويصبح التعاون العملي أداة للازدهار المشترك.

 تحت قيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف، تبرز أوزبكستان كمحرك رئيسي لهذه الديناميكية، مدعومة بسياسة انفتاح استراتيجي غيرت وجه الإقليم.


حيث ييُعد الاجتماع التشاوري السابع خطوة محورية في مسيرة آسيا الوسطى نحو الاستقلالية. بدأت هذه المنصة في مارس 2018 بأستانا، ولم يكن أحد يتوقع أن تتحول إلى آلية دائمة لتنسيق المواقف ومعالجة القضايا الملموسة اليوم، تجاوزت الاجتماعات الطقوس الدبلوماسية لتصبح أداة فعالة في تحقيق الأهداف المشتركة. 

في اجتماع العام الماضي بأستانا، اعتمد القادة مفهوم "آسيا الوسطى - 2040"، وثيقة تحدد أهداف الشراكة طويلة الأمد، بهدف توحيد الجهود وتحويل المنطقة إلى مركز مستقل للنمو والاستقرار.


وتكمن أهمية قمة طشقند في صياغة أجندة جديدة للشراكة الإقليمية. 


تُعد طشقند وثائق مفاهيمية لتقوية الأساس القانوني والتنظيمي، مع طرح مبادرات لتعميق الحوار السياسي، توسيع ربط وسائل النقل، تكثيف التجارة عبر الحدود، وإطلاق دوافع اقتصادية جديدة. تركز القمة أيضًا على التضافر في المياه والطاقة، العمل المناخي، والإدارة المستدامة للموارد. 


برئاسة أوزبكستان، اعتمد إطار عمل قيادي وجدول فعاليات مشتركة، شمل اجتماعات لأمناء مجالس الأمن، رؤساء الاستخبارات، وزراء الصناعة، الطاقة، إدارة المياه، والبيئة، بالإضافة إلى منتديات إعلامية وشبابية.

 وقبل نهاية العام، يُنتظر منتدى برلماني مشترك، اجتماعات لوزراء الدفاع، التجارة، والنقل، وسلسلة مبادرات ثقافية وإنسانية.


سياسة الرئيس شوكت ميرضيائيف نحو الانفتاح كمحرك للوحدة بدأت مرحلة جديدة من الإقليمية في 2016، عندما شرعت أوزبكستان، بقيادة ميرضيائيف، في بناء علاقات ثقة مع جيرانها أُزيلت العوائق القديمة بسرعة: رفع نظام التأشيرات مع طاجيكستان، إعادة الاتصالات الجوية والسكك الحديدية، وبدء ترسيم الحدود. 

أدى ذلك إلى تنشيط الشراكة، دفع التجارة، السياحة، والتواصل بين الشعوب. 
أكد ميرضيائيف خلال زيارته إلى تركمانستان في اجتماع تحضيري: "النهج المنسق والمتماسك من جانب دول آسيا الوسطى سيسمح لنا بتحقيق الأهداف المشتركة للتنمية والازدهار الإقليمي".


كما تلعب أوزبكستان دورًا محوريًا، ليس فقط باستضافة القمة، بل بمبادرة تشكيل المنصة منذ البداية. أطلق ميرضيائيف الاجتماعات، مدفوعًا بسياسة الانفتاح وحسن الجوار، التي أعادت تنشيط العلاقات الإقليمية.

 في الاقتصاد، نمت التجارة البينية بأكثر من 80% خلال خمس سنوات، متجاوزة 11 مليار دولار، مع إمكانية الوصول إلى 15 مليار.


وفي 2024، ارتفع حجم التبادل التجاري بين أوزبكستان وكازاخستان بنسبة 22%، متجاوزًا 5 مليارات دولار لأول مرة. يقترح ميرضيائيف إنشاء سوق إقليمية موحدة كهدف استراتيجي، بدءًا بمجلس اقتصادي يجتمع فيه نواب رئيس الوزراء بانتظام.

 قال: "نحن بحاجة إلى دوافع جديدة ونموذج جديد للشراكة الاقتصادية طويلة الأمد.


بلداننا شركاء تجاريون طبيعيون، واقتصاداتنا الوطنية تتكامل. ينبغي أن يكون هدفنا الاستراتيجي تشكيل سوق إقليمية موحدة على المدى الطويل".


في النقل، تتحول أوزبكستان من دولة غير ساحلية إلى مركز إقليمي. تسمح الاستثمارات الواسعة في الموانئ الجافة ومراكز النقل متعددة الوسائط والسكك الحديدية بتقوية مكانتها في ممر بحر قزوين. يربط هذا الممر الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى والقوقاز وتركيا، مما يفتح آفاقًا جديدة لتنويع الروابط الاقتصادية الخارجية.


تواجه تحديات مثل قدرة عبور الحدود وتوحيد الإجراءات الجمركية، لكن أوزبكستان تعمل منهجيًا مع شركاء دوليين 


أمنيًا، يؤكد ميرضيائيف على مفهوم شامل للأمن الإقليمي، خاصة مع التحديات الأفغانية.


في السياحة، يقترح منتج "جولة واحدة - منطقة بأكملها" والاعتراف المتبادل بالهويات، لدفع الروابط الإنسانية والدفعة الاقتصادية.


لذلك طشقند تُتوج مسيرة الوحدةعلى مدى ثماني سنوات، تعلمت دول آسيا الوسطى الإنصات والحلول المشتركة، محولةً التظلمات إلى طرق مفتوحة ومشاريع مشتركة. يعود الفضل الأكبر إلى قيادة ميرضيائيف، التي حوّلت الاجتماعات إلى آلية تولد مبادرات حقيقية

 قمة طشقند ستؤكد هذا المسار، خطوة نحو آسيا الوسطى الواثقة والموحدة، حيث تتفاعل قياداتها على قدم المساواة مع العالم. بهذه الرؤية، يصبح الإقليم قوة مستقلة، جاهزة لمستقبل مزدهر.

البرهان يعلن تعبئة عامة في السودان.. طبول الحرب تطغى على دعوات السلام


«ديمقراطية معطلة».. استطلاع يكشف رؤية الغرب للسياسات الانتخابية


السودان وإساءة استخدام المنظمات الدولية.. أهداف مشبوهة وفشل متكرر


«3 تعديلات» تحشد دعما لمشروع قرار أمريكي بشأن غزة.. وروسيا على الخط