سان فرانسيسكو.. من مدينة الأشباح إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي

قال تقرير نشرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن سان فرانسيسكو تعيش لحظة فاصلة؛ إذ تتجدد روح المدينة كمركز عالمي للابتكار الرقمي والمغامرة المالية.

وروى التقرير إنه قصة فريدريك فيلز-ريتر دانك، خريج أكسفورد البالغ من العمر 29 عامًا، الذي وصل من لندن إلى سان فرانسيسكو قبل ثلاثة أشهر لتأسيس شركته الناشئة Crewline AI المتخصصة في المركبات الإنشائية ذاتية القيادة. لم يأتِ للترفيه، بل لمطاردة «حلم الذكاء الاصطناعي»، كما يقول: "من الواضح أنك إن كنت في التكنولوجيا، فهذا هو المكان الأفضل من حيث المواهب ورأس المال والطموح."

قبل سنوات قليلة، كانت سان فرانسيسكو مدينة أشباح، وسط موجة هجرة واسعة بعد الجائحة وسياسات «العمل من أي مكان». بين 2019 و2024، فقدت المدينة 4% من سكانها، مع انتشار الفقر والإدمان في بعض الأحياء. لكن الرياح تغيّرت بسرعة: منذ 2020، تأسست أكثر من 2400 شركة ذكاء اصطناعي، وظهرت معاقل تجمع مطورين لإطلاق شركات ناشئة، كما نمت حركة التسريع الفعّال (e/acc) التي تؤمن بالتقدم التكنولوجي غير المحدود.

ويقول دارا لاجيفارديان، مؤسس شركة Delphi AI التي تتيح للمستخدمين إنشاء نسخ رقمية من أنفسهم: "كنت أكره هذه المدينة في الماضي، لكنها اليوم مختلفة. الطاقة الإيجابية عادت، والأفكار تتنوع أكثر من أي وقت مضى."

طفرة رقمية
وتعيش المدينة اليوم طفرة شبيهة بانفجار الإنترنت في التسعينيات، مع وفرة في الأفكار والثروات والمغامرات المالية. ارتفعت قيمة شركة Anthropic المطورة لروبوت المحادثة "Claude" إلى 180 مليار دولار في أربع سنوات فقط. واللافت أن الشركات تتيح لموظفيها بيع أسهمهم مبكرًا في صفقات خاصة، ما حول مهندسين عاديين إلى مليونيرات بين عشية وضحاها.

وانعكس ذلك على سوق العقارات: بيع شقة بقيمة 1.6 مليون دولار بعد تلقي 15 عرضًا، وارتفع متوسط إيجار شقة بغرفة واحدة إلى 3100 دولار شهريًا، الأعلى في الولايات المتحدة.

ومع عودة الثروة، عاد الأمن: سياسات العمدة دانيال لوري أدت إلى أول زيادة في عدد أفراد الشرطة منذ 2020، وتراجع معدل جرائم العنف بنسبة 30%، مع افتتاح ملاجئ وبرامج دعم مالي للأسر الفقيرة. ومع ذلك، ما زالت بعض الأحياء تواجه الفقر والإدمان، مما يذكّر بأن التعافي لم يكن كاملاً بعد.

وبين الحماس والتحذيرات، يعيش مطورون شباب لحظات تاريخية. ومن بين هؤلاء مطور عمره 24 عامًا حصل على عقد بـ 250 مليون دولار مع وحدة الذكاء الفائق في ميتا، بينما تبقى المخاوف من فقاعة مالية ضخمة قائمة. لا سيما بعد أن تراجعت قيم شركات التكنولوجيا الكبرى مؤخرًا بأكثر من تريليون دولار وسط مخاوف من أن الحلم بالذكاء العام الاصطناعي (AGI) قد لا يتحقق قريبًا.