اخبار الإقليم والعالم
بوتين يجري تعديلا في قيادة الجيش
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلاً في قيادة الجيش اليوم السبت، بحسب الكرملين.
وذكر مرسوم نُشر على موقع الكرملين الإلكتروني أن بوتين عيّن أندريه بوليغا، وهو أحد نواب وزير الدفاع منذ العام الماضي، نائباً لأمين مجلس الأمن في البلاد. وفي مرسوم آخر، عيّن بوتين الكولونيل جنرال ألكسندر سانشيك، الذي يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، نائباً لوزير الدفاع خلفاً لبوليغا.
وتولى بوليغا، الذي يحمل رتبة لفتنانت جنرال في الجيش الروسي، منصب نائب الوزير المسؤول عن الدعم اللوجستي منذ مارس/آذار 2024. وجاء ذلك قبيل سلسلة من قضايا الفساد التي بدأت في أبريل/نيسان 2024، واعتُقل على إثرها أكثر من 10 أشخاص، من بينهم ثلاثة نواب سابقين لوزراء الدفاع، بتهم منها الاختلاس وتلقي الرشاوى.
وفي مايو/أيار 2024، جرى تعيين وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو أميناً عاماً لمجلس الأمن، وسط فضائح الفساد وانتقادات لأداء القوات الروسية في أوكرانيا.
أداء قيادة الجيش
وخلال سنوات القتال في أوكرانيا، أُثيرت علامات استفهام حول أداء قيادة الجيش، خصوصاً مع سلسلة الإخفاقات في أواخر العام الأول من الحرب، حينما شنت كييف هجوماً مضاداً فقدت معه روسيا أراضي واسعة كانت قد سيطرت عليها. ولجأ الرئيس الروسي في وقت لاحق إلى مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية روسية خاصة كان يديرها يفغيني بريغوجين.
ونجحت فاغنر في إعادة التوازن إلى صفوف الجيش الروسي، لكن الخلافات تفاقمت بين شويغو وبريغوجين، وبلغت حداً دفع مؤسس فاغنر إلى المسير بقواته نحو موسكو مهدداً قادة الجيش. ونجح الجيش الروسي وبوتين في احتواء التمرد، قبل أن يلقى بريغوجين حتفه في حادث تحطم طائرة في أغسطس/آب 2023 لا يزال يكتنفه الغموض.
الموقف العسكري الراهن
وتسعى روسيا عملياً لانتزاع منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وتعد هذا الهدف جوهرياً في إطار العملية العسكرية التي بدأتها عام 2022. وتسيطر روسيا حالياً على نحو 90% من دونباس، التي تضم مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.
وتحشد أوكرانيا جنودها في المركزين الرئيسيين المتبقيين لها في دونيتسك، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك، فيما تُعد مدينة بوكروفسك، حيث يدور القتال حالياً، البوابة الرئيسية لآخر معاقل الجيش الأوكراني في المنطقة. وتحاصر القوات الروسية بوكروفسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، ويُعتبر سقوطها مرحلة جديدة في الصراع بين موسكو وكييف.
الخصم ليس أفضل حالاً
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، طفت على السطح سلسلة من قضايا الفساد داخل الجيش الأوكراني، لتتحول إلى واحدة من أكثر الملفات حساسية في كييف. وكشفت وسائل إعلام محلية ودولية عن تورط مسؤولين عسكريين في صفقات مشبوهة تتعلق بالمشتريات الدفاعية والإمدادات اللوجستية، شملت توريد مواد غذائية بأسعار مبالغ فيها، وعقود تسليح غير شفافة، ما أثار موجة انتقادات داخلية دفعت الحكومة إلى فتح تحقيقات واسعة وتنفيذ تعديلات في وزارة الدفاع.
ورغم الجهود التي بذلتها القيادة الأوكرانية لتأكيد التزامها بمكافحة الفساد، فإن تكرار الفضائح داخل المؤسسة العسكرية أضعف الثقة في إدارة الحرب، وأحرج كييف أمام حلفائها الغربيين الذين يربطون استمرار الدعم المالي والعسكري بإصلاحات ملموسة في منظومة الإنفاق والدفاع. وتُعد إقالة وزير الدفاع السابق أوليكسي ريزنيكوف عام 2023 أبرز مؤشر على حجم الضغوط السياسية والدولية لإنهاء ما وُصف آنذاك بـ«شبكات الفساد داخل الجيش»، في وقت تواجه فيه أوكرانيا تحدياً مزدوجاً يتمثل في خوض الحرب وإعادة بناء مؤسساتها على أسس أكثر شفافية.