اخبار الإقليم والعالم

من مخازن الاتحاد السوفياتي إلى جبهة الحرب.. روسيا تُعيد تدوير أسلحتها

وكالة أنباء حضرموت

في تصعيد جديد للحرب الروسية على أوكرانيا، لجأت موسكو إلى تطوير ترسانتها من القنابل الانزلاقية السوفياتية القديمة، عبر تزويدها بمحركات نفاثة تمنحها قدرة مضاعفة على قطع مسافات أطول تصل إلى نحو 125 ميلًا، مقارنة بـ50 ميلًا سابقًا.

ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه الدفاعات الجوية الأوكرانية ضغطًا غير مسبوق، بينما يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إظهار تفوق ميداني أمام خصومه الدوليين، ومحاولته إقناع دونالد ترامب بأن الكفة تميل لصالحه، وفقا لصحيفة تليجراف البريطانية.

وخلال الأشهر الأخيرة، تداول مدونون عسكريون أوكرانيون صورًا يُعتقد أنها تُظهر القنابل الروسية المعروفة باسم كيه إيه بي بعد تعديلها، حيث تم تزويدها بمحركات توربينية صينية الصنع يمكن شراؤها عبر موقع “علي بابا” مقابل نحو 18 ألف دولار.

وتُظهر المعلومات أن القنابل المعدّلة باتت أكثر دقة وأطول مدى، بفضل أنظمة تحكم حديثة تمنحها مقاومة أكبر ضد محاولات التشويش الإلكتروني الأوكرانية.

قنبلة انزلاقية روسية

وبحسب اللواء فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، فإن هذه النسخ المطوّرة قادرة على التحليق لمسافة تصل إلى 125 ميلًا، ما يعني إمكانية استهداف مدن ومرافق لم تكن سابقًا ضمن نطاق الخطر. ورغم عدم التحقق من جميع الصور الميدانية، فإن بقايا إحدى تلك القنابل عُثر عليها في منطقة بولتافا، شرقي أوكرانيا، ما يشير إلى استخدامها الفعلي في المعارك.

توسيع رقعة الخطر

ويرى الخبير الأوكراني سيرهي كوزان، رئيس مركز الأمن والتعاون، أن هذا التطوير يمثل تهديدًا استراتيجيًا جديدًا، إذ "يوسّع نطاق الضربات المحتملة ويزيد العبء على الدفاعات الجوية الأوكرانية".

وأضاف: "المدن والبنى التحتية الواقعة ضمن دائرة 200 كيلومتر من خطوط الجبهة، والتي كانت تُعد آمنة نسبيًا، أصبحت الآن عرضة للهجمات الجوية، بما في ذلك مناطق بولتافا ودنيبرو وخاركيف وزابوروجيا وميكولايف وأوديسا.”

وفي شمال شرقي البلاد، أكدت السلطات الأوكرانية أن قنبلة انزلاقية مزوّدة بمحرك نفاث أصابت بلدة لوزوفا، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية، بعد أن قطعت مسافة 85 ميلًا، في مؤشر واضح على فعالية السلاح الجديد.

أوكرانيا في سباق مع الوقت

تزامن هذا التطور مع جهود أوكرانية حثيثة لتعزيز دفاعاتها الجوية وسط موجة جديدة من القصف الروسي الذي يستهدف البنية التحتية المدنية وشبكات الطاقة استعدادًا لفصل الشتاء.

ورغم نجاح القوات الأوكرانية في اعتراض عدد من القنابل المطوّرة، إلا أن كلفة ذلك مرتفعة للغاية، إذ تبلغ قيمة الصاروخ الاعتراضي الأمريكي من طراز "باتريوت" نحو مليون دولار، في حين لا تتجاوز تكلفة القنبلة الروسية المعدلة جزءًا بسيطًا من ذلك المبلغ

وفي ظل هذا الاختلال الاقتصادي والتكتيكي، اضطرت كييف إلى تركيز منظوماتها الدفاعية حول المنشآت الحيوية، ما ترك مساحات واسعة من الأراضي مكشوفة أمام الغارات الجوية الروسية.

تطوير محدود بفعالية كبيرة

بدأت روسيا في تعديل قنابلها من نوع كيه إيه بي عام 2023، بعد النقص المتزايد في مخزونها من الصواريخ المجنّحة، وسعيها إلى شن ضربات من مسافات أبعد لتجنّب الدفاعات الأوكرانية.

وتشير تقديرات كييف إلى أن نحو 40 ألف قنبلة من هذا النوع أُسقطت على الأراضي الأوكرانية منذ بدء استخدامها.

ويرى كوزان أن النسخة الجديدة تمنح الطائرات الروسية قدرة على القصف من خارج مدى الأنظمة الغربية متوسطة المدى مثل إيريس وناسام، مما يمنح موسكو تفوقًا تكتيكيًا محدودًا، لكنه لا يغيّر مجرى الحرب.

ويقول: "علينا أن نفهم أن هذا التطوير خطوة تطورية وليست ثورية في الترسانة الروسية. فالقنابل الجديدة لا تحسم الصراع، لكنها تزيد الضغط على الدفاعات الأوكرانية وتوسّع نطاق الخطر".

ورغم الطابع المبتكر لهذه القنابل، يؤكد مسؤولون أوكرانيون أن روسيا لا تزال بعيدة عن مرحلة الإنتاج الكمي. ويُرجَّح أن استخدامها الحالي يقتصر على التجارب والضربات المحدودة بهدف اختبار فعاليتها ورصد ردود فعل الدفاعات الأوكرانية.

ومع أن هذه التطويرات لا تمثل نقطة تحول حاسمة في الحرب، إلا أنها تُظهر قدرة موسكو على استغلال الموارد القديمة لتوليد تهديدات جديدة بأدوات منخفضة التكلفة، ما يضع كييف أمام تحدٍ مستمر في معركة الدفاع عن سمائها.

الإمارات تواصل جسرها الجوي الإغاثي إلى أفغانستان


مصر.. حظر سير «التوك توك» في شوارع القاهرة


مبادرات استراتيجية في الإمارات للوقاية من المخدرات ورفع الوعي بمخاطرها


«نتفليكس» تشعل حماس الجمهور بمشاهد من «Stranger Things 5»