اخبار الإقليم والعالم

من غزة لموسكو.. طموحات ترامب للسلام تصطدم بـ«واقع معقد»

وكالة أنباء حضرموت

ما بين سلام هش في الشرق الأوسط ومساعٍ مرهقة لوقف حرب أوكرانيا، تواجه طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديات ضخمة.

وفي أحدث تطور لجهود السلام في أوكرانيا، أجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططه لعقد قمة ثانية سريعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قائلا إنه لا يريد إضاعة وقته وفي الوقت نفسه سارع نائبه جي دي فانس، إلى الشرق الأوسط حيث لا يزال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس صامدًا بصعوبة.

قد يشعر منتقدو ترامب ببعض الارتياح لأن خططه الكبرى مُهددة بالتعثر بعد مبالغته في تصوير الأحداث على أنها اختراقات تاريخية لكن الأمر قد يكون ملائما خاصة وأن الاستقرار العالمي وآلاف الأرواح يعتمدان على نجاح ترامب.

وتكشف التعقيدات الحالية بشأن مساعي ترامب للسلام مدى الحاجة إلى مشاركة أمريكية مستمرة، إلى جانب اهتمام الرئيس الشخصي وذلك وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية في تحليل لها.

وبعد الإنجاز الكبير الذي حققه ترامب في وقف القتال في غزة، ارتفعت الآمال بشأن إمكانية إطلاق محاولة جديدة لإنهاء حرب أوكرانيا، بعدما تعثرت جهود سابقة عقب قمته مع بوتين في أغسطس/آب الماضي.

لكن ترامب أعلن أمس الثلاثاء بشكل مفاجئ إلغاء قمته مع بوتين في بودابست، معتبرا أنها لم تعد على رأس أولوياته حيث قال "لا أريد تضييع وقتي".

كان ترامب يأمل في ظهور بوادر تحولات سياسية حقيقية من روسيا لتبرير إعادة إطلاق دبلوماسيته الشخصية مع بوتين الذي اتصل بنظيره الأمريكي قبل يوم واحد من استضافته لزيلينسكي في البيت الأبيض وذلك بهدف تخفيف الضغوط الأمريكية الجديدة وغضب الرئيس وإحباطه.

وبصفة عامة، كان الأيام الماضية مربكة وشهدت تحولا كبيرا في المواقف حيث كان ترامب يستعد لإرسال صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا ليصبح بإمكانها الوصول إلى عمق روسيا لكنه سحب الفكرة بعد حديثه مع بوتين، وهاجم زيلينسكي بدلاً من ذلك.

بعدها، أظهرت المكالمة بين وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الإثنين أن أي قمة جديدة ستعكس مأزق قمة بوتين وترامب السابقة في ألاسكا حيث لم تغير روسيا موقفها الذي لا يمكن أن تقبله أوكرانيا وهو التنازل عن أراضي لوغانسك ودونيتسك.

كررت هذه الدراما حلقة مكررة حيث رد بوتين عندما بدا ترامب وكأنه قد يفرض ثمنا على روسيا ثم ضغط الرئيس الأمريكي على أوكرانيا للتنازل عن أراض ثم اصطدمت العملية بحائط صد مرة أخرى، مما ترك ترامب محبطًا.

بالتزامن، تهدف محاولة فانس لتعزيز التقدم في الشرق الأوسط إلى منع اتفاق سلام غزة من مواجهة مصير مشابه لجهود ترامب في أوكرانيا.

كان السؤال الأهم دائمًا هو كيفية سد الفجوة بين الهدنة الأولية في القتال بين إسرائيل وحماس وخطة السلام الطموحة التي تقترح تخلي حماس عن سلاحها وفك ارتباطها السياسي ويسعى فانس الآن إلى خلق زخم يمنح المفاوضين الوقت لمحاولة ملء الفراغات.

وواجه وقف إطلاق النار في غزة أزمة بعدما اتهمت إسرائيل حماس بقتل جنديين لتشن بعدها موجة من الغارات الجوية أسفرت عن مقتل العشرات في غزة.

ويسعى فانس لمنع تدهور الوضع أكثر حيث سعى إلى إعادة تأكيد الصورة الكبيرة في تحذير رمزي لإسرائيل وحماس للالتزام بشروط الاتفاق.

ويُمثل الوقت أيضًا مشكلة في غزة، فالفترة الفاصلة الحالية بين اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ الخطوات اللاحقة من اتفاق ترامب تسمح بتصاعد التوترات وتزايد التهديدات لصمود الاتفاق حيث استغلت حماس انتهاء القتال لإعادة تأكيد سيطرتها من خلال عمليات قتل انتقامية ضد المتعاونين مما أثار الشكوك في أنها ستلقي سلاحها يومًا.

ومن المقرر تشكيل قوة سلام دولية للحفاظ على السلام الدائم في قطاع غزة، ولكن إلى أن يتم تشكيلها، سيظل وقف إطلاق النار هشًا.

وكانت زيارة فانس بمثابة إشارة لنتنياهو على مدى أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار بالنسبة لترامب، ولدول المنطقة بضرورة مواصلة الضغط على حماس للالتزام بخطته المكونة من 20 نقطة.

وسيسعى المفاوضان الأمريكيان، غاريد كوشنر، صهر ترامب وستيف ويتكوف مبعوث البيت الأبيض إلى استخدام الغطاء الذي يوفره فانس لمحاولة تحقيق بعض التقدم للحفاظ على زخم المفاوضات.

وقبل أيام، قال كوشنر في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس" الأمريكية: "هناك حوالي 10 أولويات من الدرجة الأولى، ونحن نعمل عليها جميعًا بالتوازي".

لكن دينيس روس، المفاوض الأمريكي السابق في شؤون السلام اعتبر في تصريحات لـ"سي إن إن" أن "المسألة الحاسمة الآن هي البدء في تشكيل الإدارة البديلة.. يبدأ ذلك بمجلس السلام، مدعومًا بإدارة فلسطينية تكنوقراطية، ويزداد تعزيزه بوجود قوة الاستقرار الدولية". وأضاف "يجب تنفيذ كل ذلك عاجلًا وليس آجلًا.. هذا يُعطي زخمًا بحد ذاته".

ومع ذلك، لم تتجاوز القوة الدولية المرحلة النظرية حتى الآن، مما دفع ترامب إلى محاولة دفع القوى الإقليمية إلى الإسراع في تشكيلها لكن لا توجد دول إقليمية تصطف علنًا لإرسال جنودها لحشرهم بين القوات الإسرائيلية وقوات "حماس".

احتجزهم الحوثيون لأيام.. الأمم المتحدة تجلي 12 موظفا دوليا من صنعاء


رئيس فرنسي سابق بالسجن.. جولة في زنزانة ساركوزي


هل اعتزل وامتهن الزراعة؟ كان أورغانجي أوغلو يحسم الجدل من الجونة


مفاجأة.. عقد سري لتونالي في نيوكاسل