تقارير وحوارات
النظام الإيراني أسوأ جلاد للنساء في العالم
النظام الإيراني أسوأ جلاد للنساء في العالم
النظام الإيراني أسوأ جلاد للنساء في العالم
بقلم سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
کثيرة هي الاسماء النسائية التي تصدرت عناوين الاخبار على مر ال46 عاما الماضية من تأسيس النظام الکهنوتي المتحجر في إيران، والملفت للنظر إن لکل اسم منها حکايتها الخاصة ولکن القاسم المشترك الذي يجمعهن هو مقدار الظلم والعدوانية التي يواجهنها من قبل هذا النظام الذي سلبهن کافة حقوقهن الاساسية وجعل منهن أسيرات قوانين وأنظمة صارمة لا يمکن تجاوزها.
قتل المرأة تحت التعذيب في السجون أو إعدامها أو قتلها في البيت أو في أي مکان آخر ولأي سبب کان، کل ذلك حدث ويحدث ويتکرر في ظل هذا النظام المتميز بکراهيته وعدوانيته الشديدة للمرأة، وحتى إن الانتفاضة الاخيرة في 16 سبتمبر2022، کانت شرارتها قتل الفتاة مهسا أميني تحت التعذيب من قبل دوريات النظام الارهابية المسماة کذبا بالارشاد.
عداء نظام الملالي وکراهيته الشديدة للمرأة والذي أصبح محورا للمواضيع المختلفة التي تتناولها المنظمات المعنية بحقوق المرأة والانسان من أجل توضيح الماهية العدوانية الشريرة لهذا النظام تجاه المرأة، صار هو الآخر منبرا لطرح وکشف وفضح جرائم هذا النظام بحق المرأة، والحقيقة إن عنوان مقالنا هذا مأخوذ أساسا من عنوان تقرير مفصل ومٶثر تم نشره بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، في صحيفة"ديلي میل" البريطانيـة حيث سلطت الصحيفة الضوء على الكيفية التي تحول بها النظام الإيراني إلى أسوأ جلاد للنساء في العالم. ومن خلال شهادات شخصية مروعة لناشطات إيرانيات دمر النظام أسرهن، يرسم التقرير صورة لنظام وحشي يستخدم المشانق كأداة رئيسية لسحق المعارضة، خاصة بعد الانتفاضات الشعبية الأخيرة التي هزت أركانه.
ويروي التقرير قصة نغمة رجبي، وهي ناشطة تعيش في المنفى، والتي فقدت اثنتين من عماتها على يد النظام. عمتها الأولى، أفسانة رجبي، كانت طالبة هندسة تبلغ من العمر 22 عاما عندما تم إعدامها رميا بالرصاص في عام 1981 لمجرد تحديها لديكتاتورية الملالي. وقبل إعدامها، تعرضت لتعذيب وحشي لدرجة أن قدميها "أصبحت سوداء ومتورمة وتنز صديدا"، كما تروي نغمة. أما عمتها الثانية، زهراء رجبي، وهي مهندسة معمارية وناشطة سياسية، فقد تم اغتيالها على يد عملاء النظام في اسطنبول عام 1996.
كما ينقل التقرير شهادة صفورا سديدي محمدي، وهي ناشطة حقوقية أعدم النظام سبعة من أقاربها، بمن فيهم والدها صدر الدين سديدي في عام 1988. تقول صفورا : "لا أعتقد أنك ستجد إيرانيا لم يفقد أحد أحبائه في ظل هذا النظام".
ويؤكد التقرير أن وضع النساء في إيران قد تدهور بشكل كبير في السنوات الأخيرة. فبعد انتفاضة عام 2022 التي اندلعت إثر مقتل مهسا أميني، شعر النظام بانعدام الأمن، ورد بمضاعفة وتيرة إعدام النساء. ووفقا لإحصائيات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قفز عدد النساء اللواتي تم إعدامهن من 15 امرأة في عام 2022 إلى 38 امرأة في الأشهر التسعة الأولى فقط من عام 2025. وفي الفترة ما بين 30 يوليو و30 سبتمبر 2025، أعدم النظام 14 امرأة، أي بمعدل امرأة كل أربعة أيام. ويأتي هذا في سياق موجة إعدامات عامة شهدت إعدام ما يقرب من 1200 شخص في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "تصعيد مذهل" يجري على "نطاق صناعي".
ويوضح التقرير، نقلا عن المجلس الوطني للمقاومة، أن النساء يعدمن بشكل أساسي لسببين. الأول هو جرائم المخدرات؛ حيث يتم استغلال النساء الفقيرات من قبل شبكات مافيا مرتبطة بحرس النظام لتهريب المخدرات، وعندما يتم القبض عليهن، يواجهن عقوبة الإعدام. أما السبب الثاني، فهو القتل العمد للزوج. ففي ظل قانون يمنع المرأة من الطلاق ويخضعها لإرادة زوجها، تضطر الكثيرات للدفاع عن أنفسهن في مواجهة العنف الأسري، لكن النظام القمعي يعدمهن بتهمة القتل.
وتتفق الناشطات اللواتي تحدثن للصحيفة على أن هذه الوحشية ليست علامة قوة. فكما تقول صفورا سديدي: "لم يكن النظام ضعيفا كما هو اليوم، ولم يكن أبدا بهذا القدر من العدوانية في إعدام الناس". وتضيف نغمة رجبي تشبيها قويا: "النظام الإيراني في أضعف حالاته. ولهذا السبب هناك مثل هذه الزيادة في الإعدامات. إنه أشبه بحيوان جريح". وفي الختام، تؤكد الناشطات أن تضحيات أسرهن هي ما يدفعهن لمواصلة النضال، وأن "تغيير النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة هو السبيل الوحيد للحصول على إيران حرة وديمقراطية".