تقارير وحوارات

هل يوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وعلى إسرائيل بعد اتفاق غزة

وكالة أنباء حضرموت

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيذ التنفيذ الجمعة، يبرز تساؤل جوهري حول موقف جماعة الحوثي اليمنية، وهل ستوقف هجماتها على إسرائيل وعلى الملاحة في البحر الأحمر كما تعهدت أم ستستمر في عملياتها كوسيلة للضغط ودعم الفلسطينيين.
وأكد عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة، الجمعة أن جماعته ستظل في حالة “انتباه وجهوزية تامة”، مشيرا إلى أن مراقبة تنفيذ الاتفاق ستكون العامل الحاسم في أي قرار يتعلق بتعليق الهجمات.

وأوضح الحوثي أن جماعته نفذت منذ بداية الحرب في غزة نحو 1835 عملية عسكرية تشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة وزوارق حربية، معتبرا أن هذه العمليات كسرت المعادلة التي حاولت الولايات المتحدة فرضها على المنطقة لمنع أي دعم مباشر لغزة.

ولم تكن الهجمات الحوثية على إسرائيل والملاحة في البحر الأحمر مجرد رسائل رمزية، بل حملت أبعادا إستراتيجية وإقليمية، إذ استهدفت السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل وتعرضت لها الموانئ البحرية الحيوية، بينما شنت ضربات جوية إسرائيلية متكررة على مواقع الحوثيين في صنعاء، بما في ذلك موانئ ومحطات طاقة ومطار صنعاء الدولي، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، بينهم كبار المسؤولين الحوثيين.

الهجمات الحوثية ليست مجرد رد فعل على الأحداث في غزة، بل أداة إستراتيجية لتعزيز النفوذ داخل اليمن وعلى الصعيد الإقليمي

وعلى الرغم من الترحيب الرسمي للحوثيين بالاتفاق باعتباره خطوة لتخفيف معاناة الفلسطينيين وحماية حقوقهم، إلا أن التصريحات الحوثية تؤكد أن تعليق الهجمات ليس تلقائيا، بل سيكون مشروطا بالالتزام الفعلي لتنفيذ الاتفاق ورفع الحصار عن غزة.

ويرى خبراء في الشؤون اليمنية أن الحوثيين استغلوا الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لتعزيز شرعيتهم الإقليمية والداخلية، وتقديم أنفسهم كمدافعين عن الفلسطينيين، وهو ما منحهم مبررا لمواصلة عملياتهم العسكرية.

ويشير المحلل السياسي نبيل البكيري إلى أن “الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وعلى إسرائيل ليست مجرد رد فعل على الأحداث في غزة، بل أداة إستراتيجية لإظهار القدرة على التأثير في الصراعات الإقليمية، وتعزيز نفوذ الجماعة داخل اليمن وعلى الصعيد الإقليمي”.

وتتوقع بعض الدراسات الأمنية أن الحوثيين قد يقلصون هجماتهم إذا التزمت إسرائيل بالكامل ببنود الاتفاق، بما في ذلك رفع الحصار عن غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية، إلا أن أي خرق من الجانب الإسرائيلي أو استمرار السياسات السابقة قد يؤدي إلى تصعيد سريع، لأن الجماعة تعتبر الالتزام الإسرائيلي مقياسا حاسما لوقف عملياتها.

وفي هذا السياق، يشير تقرير مجموعة الأزمات الدولية إلى أن الحوثيين أبدوا استعدادهم لتحديد أهداف هجماتهم في البحر الأحمر على السفن المرتبطة بإسرائيل، ما يوضح أن التهدئة ممكنة لكنها مشروطة بشكل صارم بمدى التزام إسرائيل وحركة حماس بالاتفاق.

وفي ضوء ذلك، يظل موقف الحوثيين متشابكا بين الرغبة في دعم القضية الفلسطينية والحاجة إلى الحفاظ على نفوذهم السياسي والعسكري، وهو ما يجعل البحر الأحمر وإسرائيل نقطتين حساستين في هذه المعادلة.

ويشير مراقبون إلى أن الهجمات الحالية ليست مجرد رد فعل تلقائي، بل أداة ضغط إستراتيجية، والجماعة تشير بوضوح إلى أنها ستعيد تقييم عملياتها بناءً على النتائج الفعلية للاتفاق.

وهذا يعكس نمطا من الحذر الإستراتيجي، فالهدوء العسكري ليس خيارا مطلقا، وإنما يعتمد على مدى تحقيق الاتفاق لأهدافه الإنسانية والسياسية، بما في ذلك رفع الحصار، الإفراج عن الأسرى وضمان وصول المساعدات إلى غزة.

ويُظهر موقف الحوثيين أن مستقبل هجماتهم مرتبط بتنفيذ الاتفاق على الأرض وبمدى التزام إسرائيل، وهو ما يجعل أي تقييم لتهدئة الجماعة أمرا مشروطا بالتحقق من الواقع الميداني.

ويؤكد خبراء أن الحوثيين سيستمرون في استخدام مواقعهم الإستراتيجية في البحر الأحمر ومجالات قدرتهم العسكرية كوسيلة للضغط على إسرائيل والدول الإقليمية، وفي الوقت نفسه كرسالة سياسية مفادها أن أي تهدئة ستكون مشروطة بالالتزام الكامل لحقوق الفلسطينيين وتحقيق أهداف الاتفاق، ما يجعل أي توقع بشأن توقف الهجمات رهينا بالتحولات السياسية والميدانية المقبلة.

وفي ضوء ذلك، يمكن تصور سيناريوهين محتملين لمستقبل الهجمات الحوثية: إما الالتزام بالهدنة أو استئناف الهجمات.

مستقبل هجمات الحوثيين مرتبطة بتنفيذ الاتفاق على الأرض وبمدى التزام إسرائيل، وهو ما يجعل أي تقييم لتهدئة الجماعة أمرا مشروطا بالتحقق من الواقع الميداني

وإذا التزمت إسرائيل بالكامل بتنفيذ بنود الاتفاق، بما في ذلك رفع الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، فقد يؤدي ذلك إلى تهدئة جزئية أو كاملة في البحر الأحمر وعلى الأراضي الإسرائيلية.

وفي هذا السيناريو، سيستمر الحوثيون في مراقبة الوضع عن كثب، مع إمكانية خفض الهجمات أو تعليقها مؤقتا، معتبرين أن أهدافهم الإنسانية والسياسية تحققت وأن دعم الفلسطينيين يتم بطرق غير مباشرة.

وقد يعزز هذا السيناريو فرص استقرار نسبي في المنطقة ويقلل من خطر التصعيد الإقليمي، لكنه سيظل رهينا بالمتابعة الدقيقة لتنفيذ الاتفاق.

وأما إذا اعتبرت الجماعة أن الاتفاق لم يحقق أهدافه، أو استمر حصار غزة أو استهدفت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين، فقد يستأنف الحوثيون هجماتهم كوسيلة ضغط واستعراض قوة.

وفي هذا السيناريو، ستستهدف العمليات السفن التجارية والموانئ الإسرائيلية وربما مواقع إستراتيجية أخرى، ما سيزيد من التوتر في البحر الأحمر ويجعل أي محاولات دبلوماسية للتهدئة أكثر صعوبة.

ويشير خبراء إلى أن هذا السيناريو يعكس سياسة ردع واضحة من الحوثيين، ويُظهر استعدادهم لاستخدام قوتهم العسكرية في أي لحظة لضمان مصالحهم الإقليمية ودعم الفلسطينيين.

مكاسب محتملة لسوريا من اتفاق أمني مع إسرائيل لكن المخاطر كبيرة


اليمن يضبط 3 آلاف قطعة تدخل في صناعة المسيرات


نوبل تخذل ترامب: الجائزة ليست رشوة للحكام


نتائج المونديال لا تهم.. البرازيل تحسم مستقبل أنشيلوتي