احتجاجات العمال في الأهواز وبقية المدن الإيرانية: مواجهة مستمرة مع النظام الإيراني

شهدت مدينة الأهواز يوم  الأثنین ۲۹ سبتمبر موجة احتجاج واسعة شارك فيها أكثر من ألف عامل من عمال "المجموعة الوطنية لصناعة الفولاذ" في مواجهة مباشرة مع إدارة الشركة ومسؤولين محليين، احتجاجاً على تأخر دفع الأجور لشهري آب وسبتمبر، وانقطاع الحوافز والمكافآت، وتعطيل خطوط الإنتاج التي تهدد مستقبلهم المهني. تجمع العمال أمام مبنى محافظة خوزستان، ثم ساروا في مسيرة إلى مبنى القائمقامية مردّدين شعارات قوية تعكس غضبهم مثل: "العامل يموت ولا يقبل الذل"، و"وعد كاذب، وحقوق مهدورة".

تمتد هذه الاحتجاجات لتشمل مدن ومناطق أخرى في جنوب البلاد. ففي ماهشهر، نفّذ نحو ٣٠٠ عامل من خدمات البلدية اعتصاماً احتجاجياً، مطالبين بتنفيذ زيادة الأجور الرسمية، وصرف الرواتب المتأخرة، وتأمين التأمين الصحي المكمل، وإعادة العمل بالبدلات الإضافية. وفي عسلويه، اعتصم عمال مشروع المرحلة ١٤ في منطقة بارس الجنوبي، احتجاجاً على عدم دفع مستحقاتهم لعدة أشهر، وقطع التأمين الصحي، مطالبين بتدخل الجهات المعنية لمعالجة الأزمة.

تظهر الاحتجاجات كذلك في قطاع المتقاعدين، حيث خرج المتقاعدون في مدن مثل طهران، أصفهان، كردستان وكرمانشاه، مطالبين بصرف متأخراتهم وتحسين معاشاتهم وفقاً لسياسات "المساواة في الحقوق". أما في بوشهر، فقد نظم الصيادون اعتصاماً ضد ما يعرف بقوانين "ته لنجی" التي تحد من حقوقهم، وفي رفسنجان، تجمع موظفو شركة مس إيران أمام مبنى القضاء احتجاجاً على تأخر الرواتب ومشاكل حقوقية أخرى.

وتبرز هذه الاحتجاجات على خلفية سياسات النظام الإيراني الاقتصادية الفاشلة، التي أدت إلى تدهور القدرة الشرائية وارتفاع التضخم وتأخر دفع الرواتب، مما فاقم حالة الاحتقان الاجتماعي. الاحتجاجات لا تقتصر على قطاع أو مدينة واحدة، بل تمثل صرخة جماعية لمجموعة واسعة من الشعب الإيراني، من عمال ومهنيين ومتقاعدين، ضد سياسات النظام القمعية التي تترك المواطنين عرضة للفقر والاضطراب.

تشير التحليلات إلى أن استمرار تجاهل مطالب العمال والمواطنين سيؤدي إلى توسع نطاق الاحتجاجات، وقد يشمل ذلك مزيداً من المدن والقطاعات، ما يزيد من الضغوط على النظام الإيراني ويجعل الأزمة الاجتماعية أكثر عمقاً. بينما يستمر النظام في الوعود الفارغة، يزداد إصرار الشعب على المطالبة بحقوقه الأساسية ومحاسبة المسؤولين عن الفشل الاقتصادي والاجتماعي.