اخبار الإقليم والعالم
«الليزينغ الاجتماعي» في فرنسا.. امتلاك سيارة كهربائية بأقل من 200 يورو شهرياً
بعد النجاح الكبير الذي حققته المرحلة الأولى من برنامج «الليزينغ الاجتماعي» المخصص لتمكين الأسر ذات الدخل المحدود، من الحصول على سيارات كهربائية بإيجار ميسّر، تعود الحكومة الفرنسية لإطلاق النسخة الثانية من هذا المشروع الطموح اعتبارًا من 30 سبتمبر/أيلول 20
المشروع، الذي يجمع بين وعود رئاسية طموحة وقيود مالية صارمة، يبدو مرشحًا لتحقيق نجاح مماثل – وربما أكبر – مما عرفه العام الماضي، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
من وعود الإليزيه إلى واقع على الأرض
"نحن نحب السيارة، وأنا أعشقها"، بهذه الكلمات لخص الرئيس الفرنسي موقفه من السيارات الكهربائية كخيار استراتيجي لمستقبل النقل في البلاد.
وقد انعكس هذا التوجه في النسخة الأولى من البرنامج عام 2024، حينما تجاوزت التوقعات مع تسجيل 50 ألف طلب خلال شهر ونصف فقط. هذا الإقبال الكبير دفع الحكومة إلى تجديد التجربة وتوسيع نطاقها بدءًا من نهاية سبتمبر 2025، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
ما هو "الليزينغ الاجتماعي"؟
البرنامج يقوم على تأجير سيارات كهربائية للأسر متوسطة وذات الدخل المحدود مقابل مبلغ لا يتجاوز 200 يورو شهريًا، دون الحاجة إلى دفعات أولية ضخمة أو شروط تعجيزية.
أبرز ملامحه: السعر يبدأ من 100 إلى 200 يورو شهريًا حسب نوع السيارة، كما أن الأولوية للأسر ذات الدخل المحدود والعاملين الذين يضطرون لاستخدام السيارة بشكل يومي.
والتعاقد يتم عبر شركات مصنّعة معتمدة مثل رينو، بيجو، وستروين، إضافة إلى بعض الطرازات الأوروبية الجديدة.
الدعم الحكومي يغطي جزءًا من التكلفة، ما يخفّض السعر الحقيقي للإيجار.
أهداف البرنامج
اجتماعية: تخفيف العبء المالي على الأسر التي لا تستطيع شراء سيارة كهربائية نقدًا أو عبر قروض مصرفية.
بيئية: تسريع الانتقال إلى النقل النظيف وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
اقتصادية: دعم الصناعة الفرنسية والأوروبية للسيارات الكهربائية في مواجهة المنافسة الصينية.
التحديات
رغم النجاحات، يواجه البرنامج عدة عقبا، أبرزها قيود الميزانية، لكون الدعم الحكومي يكلف الدولة مئات الملايين من اليوروهات، والقدرة الإنتاجية، إذ أن الشركات المصنّعة قد لا تتمكن من تلبية الطلب المتزايد بسرعة، والبنية التحتية، لأنه ما زال توزيع محطات الشحن غير متوازن بين المدن الكبرى والمناطق الريفية.
ماذا ينتظر المستفيدين؟
وابتداءً من 30 سبتمبر 2025، ستُفتح منصة إلكترونية مخصصة لتلقي الطلبات، حيث يتوقع أن يسجل عشرات الآلاف من المواطنين.
وبحسب وزارة الانتقال الطاقي، سيتم توفير دفعة أولى من 50 ألف سيارة، مع إمكانية مضاعفة العدد إذا سمحت الميزانية.
ومن بين الطرازات المتوقعة: رينو ميغان إي-تك، وبيجو إي-208، وستروين إي-سي 3، وسيارات أوروبية مدمجة أخرى.
ردود الأفعال
الجمعيات البيئية رحبت بالمبادرة واعتبرتها "خطوة عملية" نحو خفض الانبعاثات، والنقابات العمالية طالبت بضمانات إضافية لتوسيع الاستفادة لتشمل أكبر عدد ممكن من العمال، وشركات السيارات أبدت حماسة، لكنها حذرت من الضغط على قدراتها التصنيعية.
وبين الرغبة في تحقيق العدالة الاجتماعية ودفع التحول البيئي، يشكّل "الليزينغ الاجتماعي" تجربة فريدة قد تتحول إلى نموذج أوروبي. ومع فتح باب الطلبات في نهاية سبتمبر، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرارية هذا البرنامج دون إرهاق المالية العامة، وفي الوقت نفسه إقناع المزيد من الفرنسيين بأن السيارة الكهربائية لم تعد حلمًا بعيد المنال، بل خيارًا يوميًا في متناول اليد.