اخبار الإقليم والعالم

مسؤول أممي: 1% من إنفاق العالم على الأسلحة يكفي لإنقاذ غزة والملايين عبر العالم

وكالة أنباء حضرموت

حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أزمة تمويل هائلة تهدد قدرة المنظمة الدولية على إنقاذ ملايين المدنيين، مؤكدا أن 1% فقط من إنفاق العالم على السلاح يكفي لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة والملايين عبر العالم.

جاء ذلك في مقابلة مطولة أجرتها هادلي غامبل، كبير مذيعي IMI الدوليين، مع فليتشر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك.

وأشار فليتشر إلى أن هذا الأسبوع شهد زخما دبلوماسيا غير مسبوق داخل أروقة الأمم المتحدة، لافتا إلى أن اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعطى دفعة قوية لجهود صنع السلام، خصوصا في ملفات أوكرانيا والسودان، حيث تحقق تقدم عملي في إيصال المساعدات الإنسانية وتحريك مسارات وقف إطلاق النار.

وأوضح فليتشر أن الأولوية القصوى في غزة تتمثل في وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لتدفق المساعدات الإنسانية بشكل واسع النطاق، مؤكدا أن المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يحتاجون إلى أفق سياسي واضح يقوم على حل الدولتين باعتباره الخيار الواقعي الوحيد لتحقيق الأمن والعدالة والاستقرار.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة وغيرها من مناطق النزاع تتطلب دعما ماليا عاجلا، لافتا إلى أن نداءات الأمم المتحدة لم تُموَّل سوى بنسبة 20% فقط، ما يفرض تحديات وجودية على قدرة المنظمات الإنسانية في إنقاذ حياة الملايين.

وأضاف فليتشر أن ملفات سوريا ولبنان لا تزال في صميم اهتمامات الأمم المتحدة، إذ أعرب عن تفاؤله الحذر بمسار الانفتاح السوري الأخير، مشددا على ضرورة ضمان مشاركة النساء في مستقبل البلاد، فيما شدد على أن لبنان قادر على النهوض مجددا إذا توقفت التدخلات الخارجية وتوافرت ظروف تمكن شعبه من إدارة شؤونه بنفسه.

وإلى نص الحوار:
حدثني عما حققته هذا الأسبوع من وجهة نظرك.
كثيرون بدأوا هذا الأسبوع وهم يظنون أن الدبلوماسية فقدت قيمتها، وأن العالم بات قائمًا على الصفقات ومبدأ البقاء للأقوى. لكن ما شهدناه هنا أثبت العكس، إذ كان هناك زخم وطاقة حقيقية في النقاشات واللقاءات. الأهم لم يكن مجرد الكلمات على المنصات بل الحوارات الثنائية التي أحرزت تقدمًا ملموسًا، خصوصًا اللقاء بين الرئيس الأمريكي والأمين العام (للأمم المتحدة)، حيث ركّزا على العمل المشترك من أجل السلام، ما أعطى دفعة قوية للنظام الدولي. أعتقد أننا أحرزنا تقدمًا عمليًا في ملفات أوكرانيا والسودان، حيث التقيت بقيادات عدة وأجرينا مناقشات جدية لإيصال المساعدات ووقف إطلاق النار. أما فيما يتعلق بغزة، فهناك بارقة أمل في تغيير الديناميكية السائدة، وآمل أن نحقق اختراقا قريبا.

عندما تفكر في الخطوات لإنهاء الحرب في غزة، ما الذي لا يزال ينبغي القيام به؟
وقف إطلاق النار الفوري. هذا شرط أساسي لتهيئة الظروف لتوسيع نطاق المساعدات، بمئات الشاحنات يوميا، من دون قيود على الدخول إلى الشمال والجنوب. ما يسمح به الآن ضئيل جدا مقارنة بالاحتياجات. الوضع الإنساني كارثي: جوع، دمار، نزوح. إذا استطعنا إرساء الاستقرار الإنساني، يمكننا حينها إعادة الحديث عن السلام وحل الدولتين، رغم الصعوبات وانعدام الثقة.

رئيس الوزراء نتنياهو قال بوضوح إنه لا يؤمن بحل الدولتين.. ماذا سمعت من الجانب الإسرائيلي؟
بحسب علمي، شدد على رفضه لدولة إرهابية، ونحن جميعا نرفض ذلك. لكن فكرة حل الدولتين لا تزال الخيار الوحيد المطروح من المجتمع الدولي، ورغم كل التعقيدات لا بديل واقعيًا عنها.

هل نحن أقرب الآن مما كنا قبل أيام إلى وقف إطلاق النار في غزة؟
نعم أعتقد ذلك. ثمة ضغط عالمي متزايد يطالب بإنهاء الصراع. الدمار هائل والعالم يقول بصوت عال: كفى.

ماذا تنتظرون من دول الخليج؟
نحتاج دعما سياسيا وماليا أكبر. قطر والأردن وغيرهما يبذلون جهودا كبيرة، لكن الاحتياجات هائلة. ثمة مجاعة وتدمير للبنية التحتية. التمويل حاسم لإعادة الأمل لسكان غزة والضفة.

ما حجم الفاتورة برأيك؟
الاستجابة الإنسانية وحدها تكلف مبالغ طائلة لتأمين الغذاء والدواء والمأوى لمئات الآلاف، أما إعادة إعمار غزة فهي مشروع ضخم لا يمكن تقديره الآن، لكنه ضروري لتفادي أزمات متكررة.

بما أنك تعاني من نقص الموارد، ما الذي تحتاجه الآن؟
نداءاتنا لم تموّل سوى بنسبة 20%، أي نصف ما كان العام الماضي. كل ما نطلبه هو 1% فقط مما ينفقه العالم على السلاح لإنقاذ 114 مليون شخص.

هل تعتقد أنكم ستحصلون على هذا التمويل؟
ما زلت متمسكا بالأمل. عندما يرى الناس صور المعاناة من غزة إلى السودان وهايتي والكونغو وأفغانستان، فإن إنسانيتهم تتحرك. نحتاج إلى تعاطف الحكومات والأفراد على السواء.

ما الذي يجعلك متفائلا بشأن سوريا؟
التقيت الرئيس السوري (أحمد الشرع) مؤخرا، وهناك إشارات مشجعة. الطريق لا يزال طويلًا، لكن يجب ضمان شمولية الحكومة وعودة اللاجئين بأمان، مع دور محوري للنساء والفتيات في قيادة المستقبل. آمل أن نسرّع المساعدات الإنسانية ونفسح المجال للتنمية كي يعتمد السوريون على أنفسهم.

كيف ترى لبنان؟
رغم الأزمات المتكررة، أؤمن بقدرة لبنان على النهوض. إذا توقفت التدخلات الخارجية وتوافرت فرصة للشعب لقيادة شؤونه بنفسه، سيحقق نهضة مدهشة.

وماذا عن اللاجئين السوريين في لبنان؟
الاستطلاعات تشير إلى رغبة قوية في العودة. نحو 900 ألف عادوا هذا العام. لكن عودتهم تحتاج إلى ضمانات بالأمن والخدمات الأساسية والتعليم والحقوق.

صعود اليمين المتطرف في أوروبا بسبب الهجرة، هل هي مشكلة عابرة؟
يجب أن نتعامل مع الأسباب لا مع الناس كأرقام. الهجرة ستبقى تحديا عالميا، لكن يمكن إدارتها بدبلوماسية وفهم، وإيجاد سلام داخل المجتمعات نفسها.

الرئيس الأمريكي أكد أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة. هل تراه قادرا؟
لديه نفوذ هائل كرئيس للولايات المتحدة، وقد أظهر قدرته على استخدامه لتحقيق تقدم في أزمات عدة. علينا دعم أي خطوة تعزز فرص السلام.

في كلمة أخيرة، ما الذي تحتاجه الآن؟
ثلاثة أمور: السلام عبر وقف إطلاق النار، ضمان الوصول الإنساني الآمن، والتمويل الكافي. من دونها، حياتنا وحياة من نخدمهم مهددة.

حقيقة وفاة عبير الصغير بعد تناولها مكونا نادرا


إنجاز تقني.. شاومي تكشف قائمة هواتفها المؤهلة لأندرويد 16


محتال ينصب على نجم فرنسي ويستولي على ملايين اليوروهات


فشل الديربي مستمر.. أتلتيكو يعيد لريال مدريد كابوس خماسية برشلونة