تقارير وحوارات
السفيرة كارلا ساندز : لا مكان لبزشكيان في الأمم المتحدة، والحل هو الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة
في 23 سبتمبر 2025، نظم آلاف الإيرانيين الأحرار وأنصار المقاومة الإيرانية مظاهرة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، احتجاجًا على حضور رئيس نظام الملالي، مسعود بزشكيان، في الجمعية العامة. وقد شارك في هذا الحدث عدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية البارزة من الولايات المتحدة ودول أخرى، الذين ألقوا كلمات قوية دعمًا لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية. وكان من بين المتحدثين الرئيسيين السفيرة كارلا ساندز، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الدنمارك (2017-2021)، التي وجهت خطابًا مؤثرًا للحشد والعالم. وفيما يلي النص الكامل لكلمتها:
كلمة السفيرة كارلا ساندز
أصدقائي، أيها الأحرار، وأنتم أيها المجتمع الإيراني الشجاع المجتمعون هنا اليوم، أرى هنا الكثير من الفرح والغضب المشروع. إنه لشرف عظيم لي أن أكون معكم اليوم أمام الأمم المتحدة في قلب مدينة نيويورك، لأقول الحقيقة عن إيران وعن النضال المستمر من أجل الحرية؛ نضال امتد لستة عقود. أشكركم على قدومكم من جميع أنحاء العالم إلى هذه المظاهرة.
نحن هنا اليوم لأن الشعب الإيراني قد أُجبر على الصمت في بلده، ولكن هنا، في هذا المكان بالذات، نسمع صوته عاليًا وواضحًا وبشكل عاجل. دعونا نبدأ بالسلاح الأكثر وحشية لدى النظام: الإعدامات الجماعية. في شهر أغسطس وحده، أعدم النظام الإيراني 170 شخصًا. فكروا في هذا الأمر، 170 حياة أُزهقت في شهر واحد فقط. وفي يوليو، أُعدم عضوان من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، واليوم يواجه 15 آخرون خطر الإعدام الوشيك. هذه ليست عدالة، بل هي جريمة قتل؛ قتل منهجي برعاية الدولة من قبل نظام يرتعب من شعبه. وفي ظل هذا الرئيس المسمى بـ”المعتدل”، بزشكيان، تم تنفيذ ما يقرب من 1800 عملية إعدام حتى الآن. هذا هو أعلى رقم في عهد أي رئيس إيراني منذ مجزرة عام 1988 ضد السجناء السياسيين. لذا، يجب أن نقول بوضوح: لا مكان لبزشكيان في الأمم المتحدة، ويجب ألا يتم الترحيب به في مدينة نيويورك. الولي الفقيه علي خامنئي وجميع شركائه يجب أن يمثلوا أمام محكمة دولية ويحاسبوا على أربعة عقود من الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
يحاول الحكام الدينيون في إيران أن يغرقوا صرخات الحرية بالدم، ولكن مهما أعدموا من أناس، فإن شوق الشعب للحرية يزداد قوة. وبينما يشدد هذا النظام الخبيث قبضته في الداخل، فإنه يواصل خداع العالم في الخارج. مرة أخرى، تنخرط حكومة طهران في محادثات نووية لا نهاية لها. ولكن لنكن صادقين، هذه ليست مفاوضات، بل هي تكتيكات للمماطلة والاقتراب أكثر من السلاح النووي. كل يوم من التأخير، وكل تنازل، يقرّب العالم من ثيوقراطية مسلحة نوويًا. وهذا ليس تهديدًا للشعب الإيراني فحسب، بل هو تهديد إقليمي وعالمي لسلامنا وأمننا. يجب على المجتمع الدولي أن يتوقف عن مكافأة هذا النظام على أكاذيبه. السياسة الآمنة الوحيدة هي القوة والضغط الأقصى.
دعوني أتطرق إلى خطر آخر، وهو وهم البدائل الزائفة. البعض يسعى لإحياء الأنظمة الشاه الفاشلة من الماضي. رضا بهلوي يقدم نفسه كقائد مستقبلي، ولكن دعونا نراجع خارطة طريقه. إن خطته هي خطة للديكتاتورية، تتمركز فيها السلطة في يد رجل واحد، بلا انتخابات، وبلا مساءلة. هذه ليست ديمقراطية، بل هي ديكتاتورية. لقد رفض الشعب الإيراني بالفعل كلًا من الشاه والملالي. إنهم لن يعودوا إلى الوراء. لن يستبدلوا عمامة بتاج. لقد أطاحوا بالملكية قبل 46 عامًا ولن يحييوها مرة أخرى.
ولكن هناك بديل حقيقي، بديل ديمقراطي، وحركة منظمة. على مدى 60 عامًا، صمدت منظمة مجاهدي خلق في وجه كلا الطغيانين، الشاه والملالي. كانت منظمة مجاهدي خلق هي أول من كشف عن برنامج الأسلحة النووية السري للنظام. ولولا شجاعتهم، لربما لم يعرف العالم أبدًا ما كان الملالي ينوون فعله. أدت هذه الفضحية إلى عقوبات وضغوط دولية لا يزال النظام يخشاها حتى اليوم. ولهذا السبب يستثمر النظام الكثير في شيطنة مجاهدي خلق، لأنهم يعلمون أن هذه الحركة هي تهديد وجودي لهم. وفي الأسبوع الماضي في بروكسل، تجمع عشرات الآلاف من الإيرانيين من جميع أنحاء أوروبا في مظاهرة ضخمة بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق، وكان أبرز ما في الأمر هو حضور جيل الشباب الذين وقفوا جنبًا إلى جنب مع آبائهم وأجدادهم. وهذا يثبت أن المقاومة ليست حية فحسب، بل تحظى بدعم الشعب الإيراني.
وداخل إيران، تقوم وحدات المقاومة، المؤلفة من شباب وشابات شجعان تابعين لمجاهدي خلق، بتوسيع أنشطتهم في كل مدينة، ليُظهروا للنظام أن أيامه أصبحت معدودة. أود أن أشارككم أمرًا شخصيًا. لقد أتيحت لي الفرصة للقاء السيدة رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، عدة مرات. وفي كل مرة، كنت أتأثر بشدة بالتزامها وتضحياتها وقيادتها، ووضعها للنساء في أعلى مراتب المقاومة. في منطقة تعاني فيها النساء أكثر من غيرهن من كراهية النساء، جعلتهن هي في قلب النضال من أجل الحرية. إنني أؤيد من كل قلبي خطتها ذات النقاط العشر من أجل جمهورية ديمقراطية وعلمانية وغير نووية في إيران.
إنها رؤية متجذرة في حقوق الإنسان والمساواة والعدالة. إنها خارطة طريق للحرية وبديل يجب على العالم أن يدعمه. فإذًا، لنكن واضحين، النظام الحاكم في طهران غير قابل للإصلاح. سجله مكتوب بالدم، بالإعدامات الجماعية، والإرهاب، والخداع النووي، وعقود من الاستبداد. الحل ليس الاسترضاء، والحل ليس الحرب. الحل هو الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. لقد حان الوقت للأمم المتحدة ولكل دولة ديمقراطية في العالم أن تحاسب هذا النظام على جرائمه ضد الإنسانية. حان الوقت للمطالبة بوقف الإعدامات، خاصة إعدام السجناء السياسيين. حان الوقت لتفعيل آلية الزناد للعقوبات ضد النظام الإيراني وبرنامجه النووي. وقبل كل شيء، حان الوقت للاعتراف بحق الشعب الإيراني في الإطاحة بهذا الطغيان وإقامة إيران حرة وديمقراطية وعلمانية.
إن رسالة بروكسل، ورسالة أشرف 3، ورسالة المظاهرات مثل مظاهرة اليوم هنا، واضحة جدًا. الشعب الإيراني يرفض الديكتاتورية، سواء كانت بالعمامة أو بالتاج. إنهم يريدون الحرية، يريدون الديمقراطية، ويريدون إيران حرة.
فلنقف بحزم، ولنرفع أصواتنا، ولنقل الحقيقة، ولنعلن بإيمان: لا للديكتاتورية، نعم للديمقراطية، ونعم لإيران حرة. كونوا جريئين وأقوياء، لقد حان وقتكم.