تقارير وحوارات
اعتراف صادم بخسائر كورونا في إيران يكشف جريمة كبرى
كشف مساعد الرئيس السابق للنظام الإيراني، محسن منصوري، حقيقة صادمة حيث أعلن أن وباء كورونا أودى بحياة حوالي ۷۰۰ ألف شخص بحلول نهاية حكومة حسن روحاني، وهو رقم يتجاوز بأضعاف ما أعلنته النظام رسمياً. فقد أشارت الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة الإيرانية في أغسطس ۲۰۲۱ إلى أن عدد الوفيات جراء الوباء بلغ ۹۱,۷۸۵ شخصاً، أي أقل بنحو سبعة أضعاف ونصف عن الرقم الحقيقي. واستناداً إلى هذا الاعتراف، يتجاوز العدد الحقيقي للضحايا، حتى نهاية الوباء بعد عام من تولي رئيس السلطة الجديد، مليون شخص، بينما قدرت المقاومة الإيرانية العدد بحذر شديد عبر ۷۳۰ بياناً يومياً عند ۵۳۰ ألف شخص، مما يظهر أن الرقم الفعلي كان ضعف التوقعات تقريباً.
في سياق متصل، كان موقف قيادة النظام متميزاً باللامبالاة، إذ وصف الولي الفقيه علي خامنئي الوباء في مارس ۲۰۲۰ بأنه "فرصة"، معتبراً أن "المحنة يمكن أن تتحول إلى نعمة إذا أحسنا استغلالها". وفي يناير ۲۰۲۱، فرض حظراً صارماً على استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية، مما زاد من معاناة الشعب. وفي هذا الصدد، أدانت السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هذا التصرف، معتبرة أن "منع استيراد اللقاحات جريمة ضد الإنسانية ارتكبها خامنئي، مستغلاً كورونا لحماية نظامه من الانتفاضات". وشددت على أن "المجتمع الدولي مطالب بالتنديد بهذا الفعل وإجبار النظام على فتح الباب أمام اللقاحات"، مضيفة أن هذه الجريمة تتصل أيضاً بقتل المحتجين في انتفاضات ۲۰۰۹ و۲۰۱۷ و۲۰۱۹ و۲۰۲۲.
وثّق منصوري في تصريحاته أن اللقاءات الأخيرة لحكومة روحاني وأولى جلسات حكومة إبراهيم رئيسي سُجلت ونُشرت مقاطع فيديو لها، حيث قارن نائب الرئيس الأسبق، جهانغيري، الوضع الاقتصادي في عام ۱۴۰۰ (۲۰۲۱) بوضع الحرب، مؤكداً على الانقسام الاجتماعي والاضطرابات السياسية والجفاف وتأثير كورونا الذي أودى بحياة ۷۰۰ ألف شخص. وفي حين أعلنت الحكومة في أغسطس ۲۰۲۲، بعد عام من تولي رئيسي، عن ۱۴۲ ألف وفاة، يكشف الرقم الجديد عن تفاوت هائل، مما يبرز محاولة التعتيم على الأرقام الحقيقية. ومنذ مارس ۲۰۲۰، تابعت أمانة المجلس الوطني للمقاومة تقارير المقاومة من مختلف المدن الإيرانية، مؤكدة أن الضحايا تجاوزوا ۵۳۰ ألفاً، لكن الاعتراف الأخير يكشف عن حجم الخيانة.
وفي هذا السياق، من المقرر أن ينظم الإيرانيون الأحرار تظاهرات احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك يومي ۲۳ و۲۴ سبتمبر ۲۰۲۵، للدعوة إلى محاكمة رئيس النظام الإيراني بسبب سفره الأخير إلى نيويورك، وللتنديد بسياساته القمعية، فيما يعبرون عن دعمهم الكامل للسيدة مريم رجوي كزعيمة لمقاومة النظام ومدافعة عن حقوق الشعب الإيراني.
اليوم، وبعد هذا الاعتراف، أكدت السيدة رجوي أن "خيانة وجريمة خامنئي الكبرى ضد الإنسانية قد كشفت، خاصة بمنعه اللقاحات واستغلاله كورونا لقمع الانتفاضات"، داعية إلى محاكمته بسبب هذه الجرائم فضلاً عن عمليات الإعدام الجماعية وقتل المتظاهرين.