اخبار الإقليم والعالم
تناغم «نادر» بين واشنطن وكييف.. النفط الروسي يحترق
وسط مساع للضغط على دول حلف شمال الأطلسي لوقف مشترياتها من النفط الروسي، وجد ذهب موسكو الأسود، نفسه أسير التحذيرات الأمريكية والنيران الأوكرانية.
«حصار» اعتبره مراقبون محاولة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للضغط على نظيره الروسي، للقبول باتفاق لإنهاء حرب أوكرانيا، وخاصة بعد أن صرح بأن «صبره بدأ ينفد تجاه فلاديمير بوتين».
فلليوم الثاني تتعرض منشآت نفطية روسية لهجمات بمسيرات، نسبتها موسكو إلى كييف.
وقال مسؤول روسي إن مسيّرة أوكرانية تحطمت السبت على واحدة من أكبر مصافي تكرير النفط في وسط روسيا متسببة باندلاع حريق وبأضرار طفيفة.
رادي خابيروف حاكم منطقة باشكورتوستان أضاف عبر «تليغرام»: «اليوم تعرضت منشأة باشنيف لهجوم إرهابي شن بواسطة مسيّرات. واندلع حريق تجري مكافحته الآن».
خابيروف أضاف أن إحدى المسيرات أُسقطت فوق موقع إنتاج، مما أدى إلى اندلاع حريق، ويجري العمل على إخماده، مضيفا أن الأضرار التي لحقت بالمنشأة كانت محدودة ولم تقع إصابات.
وأضاف أن طائرة مسيرة ثانية أُسقطت أيضا. لم يذكر خابيروف في منشور «تليغرام» أوكرانيا.
وأظهر مقطع فيديو لم يتم التحقق منه نُشر على قنوات «تليغرام» المحلية جسما يطير داخل المنشأة، تلته كرة نارية كبيرة.
وتقع مدينة أوفا، حيث تقع المنشأة النفطية، على بعد حوالي 1400 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا.
ليس الأول
وكان ألكسندر دروزدينكو حاكم منطقة لينينغراد إن هجوما بطائرات مسيرة على ميناء بريمورسك شمال غرب روسيا أدى إلى اشتعال النيران في سفينة ومحطة ضخ يوم الجمعة، وهو كان أول هجوم بطائرات مسيرة على واحدة من أكبر محطات تصدير النفط والوقود في البلاد.
ومنذ أوائل أغسطس/آب كثفت أوكرانيا من هجماتها على البنية التحتية للطاقة في روسيا، بما في ذلك المصافي وخطوط الأنابيب، إذ لا تزال محادثات السلام متوقفة.
وعدلت روسيا خطتها لتصدير الخام من موانئ غرب البلاد في سبتمبر/أيلول إلى 2.1 مليون برميل يوميا، بزيادة 11% عن الخطط الأولية، إذ أدت هجمات بطائرات مسيرة على المصافي المحلية إلى انخفاض الطلب المحلي على الخام.
وقال دروزدينكو إنه تم إخماد الحريق الذي شب على متن سفينة في ميناء بريمورسك بمنطقة لينينغراد، دون تحديد هوية السفينة، وإنه ليس هناك خطر تسرب لمنتجات نفطية.
وأضاف في منشور على «تليغرام»، أنه تم تدمير أكثر من 30 طائرة مسيرة فوق المنطقة، دون أن يشر إلى الحرب في أوكرانيا.
وذكر الجيش الروسي أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت ودمرت 221 مسيرة أوكرانية خلال ليل الجمعة، بما في ذلك تسع مسيرات فوق منطقة موسكو.
وردا على طلب للحصول على تعليق، قال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الجيش الأوكراني ليس لديه معلومات حتى الآن.
ترامب يضغط
ويوم السبت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات جديدة على روسيا في مجال الطاقة شريطة أن توقف كل دول حلف شمال الأطلسي مشترياتها من النفط الروسي وأن تتخذ إجراءات مماثلة.
وذكر ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: «أنا مستعد لفرض عقوبات كبيرة على روسيا عندما توافق جميع دول حلف شمال الأطلسي على فعل الشيء نفسه وتبدأ في ذلك، وعندما تتوقف جميع دول الحلف عن شراء النفط من روسيا».
وصعدت الولايات المتحدة ضغوطها على دول حلف شمال الأطلسي في الأسابيع القليلة الماضية وحثتها على تشديد عقوبات الطاقة على روسيا سعيا منها لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وهو صراع يواجه ترامب صعوبة في إنهائه رغم التهديدات المتكررة بتشديد العقوبات على موسكو وشركائها.
ويواجه ترامب -أيضا- انتقادات داخلية لتكراره تحديد مهلة أسبوعين لروسيا لخفض التصعيد دون اتخاذ أي تحرك ملموس. وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في أغسطس/آب الماضي، أن 54% من الأمريكيين يرون أن الرئيس منحاز أكثر مما ينبغي لروسيا.
عقوبات أوروبية
وناقش وزراء مالية مجموعة السبع في اجتماع أمس الجمعة مواصلة العقوبات على روسيا وإمكانية فرض رسوم جمركية على الدول التي يعتبرونها "تساعد" روسيا في حربها في أوكرانيا.
وتبقى عوائد الطاقة المصدر الأهم لإمداد موسكو بالأموال التي تحتاج إليها لتمويل المجهود الحربي، ما يجعل صادرات النفط والغاز هدفا رئيسيا للعقوبات الغربية.
لكنّ مسؤولين ومحللين يحذرون من أن القيود الصارمة على الخام الروسي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميا، وهو ما قد يضغط على اقتصادات الغرب ويضعف الدعم الشعبي لهذه الإجراءات.
وذكر مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف أن تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، أصبحت منذ عام 2023 ثالث أكبر مشتر للخام الروسي بعد الصين والهند.
رسوم جمركية
واقترح ترامب، الذي يقضي عطلة نهاية الأسبوع في نادي الجولف الذي يملكه في بيدمينستر بولاية نيوجيرزي، أن يفرض الحلف، كمجموعة، رسوما جمركية تتراوح بين 50% و100% على الصين لإضعاف تعاونها الاقتصادي مع روسيا.
وفرض الرئيس الأمريكي رسوما جمركية إضافية 25% على البضائع الهندية، عازيا ذلك إلى استمرار واردات نيودلهي من النفط الروسي، لكنه لم يتخذ إجراء مماثلا مع الصين.
ويوم الجمعة، طالبت وزارة الخزانة الأمريكية مجموعة الدول الصناعية السبع والدول الحليفة في الاتحاد الأوروبي بفرض «رسوم جمركية مؤثرة» على الواردات من الصين والهند لوقف مشترياتهما من النفط الروسي.
ودعت الوزارة إلى عقد اجتماع لوزراء مالية مجموعة السبع لبحث الجهود الرامية إلى ممارسة مزيد من الضغط على موسكو لإنهاء الحرب التي تشنها في أوكرانيا.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية في بيان: «المشتريات الصينية والهندية من النفط الروسي تمول آلة الحرب التي يستخدمها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وتطيل أمد القتل غير المبرر للشعب الأوكراني».
وأضاف: «في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أوضحنا لحلفائنا في الاتحاد الأوروبي أنه إذا كانوا جادين في إنهاء الحرب، فإنه يتعين عليهم الانضمام لنا وفرض رسوم جمركية مؤثرة والتي سيجري إلغاؤها في اليوم الذي تضع فيه الحرب أوزارها».
وأضاف المتحدث: رؤية الرئيس ترامب للسلام والازدهار جاهزة، وعلى شركائنا في مجموعة السبع أن يتعاونوا معنا».