اخبار الإقليم والعالم
السباق بين الأسهم والعقارات.. أيهما يربح معركة بناء الثروة؟
في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة وتصاعد المخاوف من تآكل المدخرات، يطرح كثيرون سؤالًا جوهريًا: متى يحين الوقت الأمثل لبدء الاستثمار؟ وما الخيار الأفضل لبناء ثروة مستقرة: الأسهم أم العقارات؟
يؤكد خبراء التمويل أن الاستثمار لم يعد رفاهية، بل ضرورة لمواجهة التضخم وضمان مستقبل مالي أكثر أمانًا. لكنهم يشددون على أن التوقيت ونوعية الأصول الاستثمارية هما العاملان الحاسمان لتحقيق النجاح.
معركة صامتة تهز النظام المالي العالمي.. هل انتصر الذهب على الدولار؟
وبحسب موقع Mintos، فإن أفضل وقت للبدء بالاستثمار هو الآن، حتى لو بمبالغ صغيرة. فالتأخير يعني تفويت فرصة الاستفادة من الفائدة المركبة التي تضاعف العوائد بمرور الوقت. ويشير التقرير إلى أن الاستثمار المبكر يمنح الأموال فرصة للنمو والتعافي من تقلبات السوق، بينما يؤدي التأجيل إلى خسارة سنوات من العوائد المحتملة.
لكن موقع NerdWallet يوضح أن الحماس وحده لا يكفي لبدء رحلة الاستثمار، بل لا بد من توافر بعض الشروط الأساسية قبل الإقدام على أي خطوة، مثل:
تحديد الأهداف المالية بدقة، سواء كانت قصيرة الأجل (شراء سيارة أو القيام برحلة)، أو طويلة الأجل (التقاعد أو تعليم الأبناء).
أما موقع Bayut فيشير إلى أن الأسهم تتميز بقدرتها على تحقيق عوائد مرتفعة على المدى المتوسط والطويل، سواء عبر توزيعات الأرباح أو ارتفاع أسعارها في الأسواق. غير أن هذه الميزة تقابلها مخاطر مرتفعة، إذ تتأثر الأسعار بعوامل اقتصادية وسياسية متقلبة.
في المقابل، يوفر الاستثمار العقاري عائدًا أكثر استقرارًا عادة من خلال الإيجارات المنتظمة، إلى جانب إمكانية تحقيق أرباح إضافية من إعادة البيع بعد سنوات. ومع ذلك، لا يخلو العقار من المخاطر، مثل انخفاض الطلب، أو تغيرات التشريعات الحكومية، أو ارتفاع تكاليف الصيانة التي تلتهم جزءًا من العوائد.
ويضيف Bayut أن الأسهم تمنح سيولة عالية للمستثمرين، إذ يمكن البيع والشراء بسهولة عبر الأسواق المالية، ولا تحتاج إلى مبالغ ضخمة بفضل منصات التداول الحديثة التي تسمح بالاستثمار بمبالغ صغيرة.
أما العقارات، فتتطلب رأس مالًا كبيرًا لشراء الوحدات، فضلًا عن أن البيع أو التأجير قد يستغرق وقتًا طويلًا ويستلزم إجراءات قانونية وإدارية معقدة.
من ناحية التحكم، يشير الموقع إلى أن المستثمر في الأسهم يكون تأثيره محدودًا على أداء الشركات، إلا إذا كان من كبار المساهمين أو أعضاء مجالس الإدارة.
بينما في العقارات، يمتلك المستثمر قدرة مباشرة على التحكم باستثماره، بدءًا من اختيار الموقع وتجهيز العقار، وصولًا إلى تجديده أو تحسينه لرفع قيمته السوقية وزيادة عوائده.
وبحسب AvaTrade، فإن الاختيار بين الأسهم والعقارات يتوقف في النهاية على الأهداف الاستثمارية وقدرة المستثمر على تحمل المخاطر.
فإذا كان المستثمر مبتدئًا ولا يمتلك رأس مال كبيرًا، قد تكون الأسهم الخيار الأنسب بفضل مرونتها وإمكانية تنويع المحفظة بسهولة. أما إذا كان الهدف الحصول على دخل ثابت ومستقر مع تقلبات أقل، فإن العقارات تمثل خيارًا مثاليًا، خاصة عند الاستثمار في مواقع واعدة.
ويشير الموقع نفسه إلى أن الجمع بين الأسهم والعقارات قد يكون الحل الأمثل لمن يسعى إلى التوازن طويل الأجل، إذ يسمح هذا المزيج بتنويع مصادر الدخل وتقليل المخاطر المحتملة.