منوعات
الفقيد الأستاذ صالح المقفعي.. إداريٌّ ومعلمٌ ومربيٌّ قدوة وأحد أعمدة التربية والتعليم في يافع
الميلاد والنشأة:
وُلِد الأستاذ صالح محمد أحمد أبوبكر (المقفعي) عام 1958م في قرية شريان بمديرية رصد – يافع – أبين.
الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لثمانية أولاد (اثنان ذكور وست إناث).
بدأ مسيرته التعليمية بالتحاقه بـ المعلامة (الكتاتيب) منتصف ستينيات القرن الماضي لتحفيظ القرآن الكريم، حيث تعلّم الكتابة وحفظ عدداً من سور القرآن الكريم.
وبعد الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م، التحق بالتعليم النظامي في مدرسة العدنة خلال العام الدراسي 1968/1969م، وكان الأستاذ محمد علي عبدالكريم الوعلاني معلّماً ومديراً للمدرسة آنذاك. وكان صالح ضمن أول دفعة تلتحق بالتعليم النظامي.
أكمل المرحلة الابتدائية ذات النظام ذي الست سنوات في العام الدراسي 1973/1974م، ثم واصل التعليم الإعدادي في رصد (نظام ثلاث سنوات)، وتخرّج عام 1976/1977م في فترة تناوب إدارتها من قِبل الأساتذة علي أحمد صالح وعبيد السقاف.
انتقل بعدها إلى دار المعلمين – أبين، لكنه للأسف لم يكمل دراسته هناك.
التوظيف الإجباري:
بسبب تحديث المناهج التعليمية واعتماد السلم التعليمي الجديد، توسعت الصفوف الدراسية بالمدرسة الموحدة إلى ثمانية صفوف، وأُدخل نظام التخصص في التدريس. أدى هذا إلى نقص حاد في المعلمين، مما دفع الدولة إلى اعتماد التوظيف الإلزامي للطلاب بغض النظر عن مؤهلاتهم.
وكان الأستاذ صالح ضمن طلاب السنة الثانية في دار المعلمين الذين تم تعيينهم إلزامياً في السلك التربوي، حيث عُيّن معلماً في مدارس رصد.
بدأت رحلته العملية في مدرسة الجلاء – ظلمان أثناء إدارة كاتب السطور لها، وكان هذا أول لقاء جمعنا. لكنه نُقل سريعاً إلى مدرسة ظبة، حيث كُلّف نائباً سياسياً لها في العام الدراسي 1979/1980م بإدارة الأستاذ أحمد بالليل شيخ.
كانت المدرسة تضم الصفوف من الأول حتى الثامن بعد اكتمال التعليم الموحد ذلك العام، وكان فيها 197 طالباً و159 طالبة، وعدد معلميها 13 معلماً.
ثم انتقل إلى مدرسة العدنة التي كان يديرها الأستاذ علي محمد شيخ الجابري، وفي العام الدراسي 1981/1982م عُيّن مديراً للمدرسة، حيث بلغ عدد طلابها آنذاك 391 طالباً و58 طالبة، و16 معلماً. واستمر في إدارتها حتى العام الدراسي 1986/1987م.
توطدت معرفتي به خلال لقاءاتنا في مكتب الإشراف برصد أثناء عملي مديراً لمدرسة سرار، وكذلك خلال الاجتماعات الدورية لمديري المدارس، والاحتفالات السنوية، والمعارض المدرسية، وامتحانات الصف الثامن الوزارية التي كانت تنظم مركزياً لمدارس رصد وسرار وسباح.
إدارته المدرسية وتميزه العملي:
أثبت الأستاذ صالح كفاءة عالية في الإدارة المدرسية، إذ كان يجمع بين العمل الإداري والتدريس لبعض المواد. حظي بتقدير المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وساهم في جعل مدرسته نموذجاً في الانضباط والنشاط.
عام 1984/1985م، تم ترشيحه للدراسة في معهد باذيب للعلوم الاجتماعية – فرع أبين، وتولى الأستاذ فؤاد صالح عبدربه إدارة المدرسة أثناء دراسته. وبعد حصوله على دبلوم المعهد، عاد لممارسة مهام الإدارة المدرسية بنفس الحيوية والنشاط.
لاحقاً، تم اختياره ضمن الطاقم الإداري الجديد لمكتب التربية والتعليم بعد أن أصبحت رصد مديرية مستقلة، وكان من المؤسسين للمكتب. أسندت إليه دائرة الرقابة والتفتيش المدرسي، ما أتاح لنا العمل معاً عن قرب في المكتب حين كنت مديراً للدائرة الفنية (التوجيه، الاختبارات، التدريب).
استمر في عمله قرابة 26 عاماً، وكان ملماً بالأنظمة واللوائح والمنشورات التربوية.
أنشطة متعددة وتكريمات:
شارك في العديد من الأنشطة التربوية والمجتمعية:
مبادرات تطوعية.
الحراسات الليلية.
تدريس صفوف محو الأمية للرجال والنساء.
عضوية الاتحاد الوطني واتحاد الشباب والتنظيم السياسي ولجان الدفاع الشعبي.
عضوية منظمات المجتمع المدني.
حضر أكثر من 20 دورة تدريبية في المجالات التربوية والعسكرية والمدنية، وحصل على شهادات تقدير وتكريمات عديدة من:
مجالس الآباء.
مكتب التربية والتعليم برصد.
وزارة التربية والتعليم.
جامعة عدن – كلية التربية لبعوس.
تم تكريمه في يوم العلم والمعلم بمحافظتي أبين وصنعاء.
وكان من المؤسسين لكلية التربية – يافع، حيث عمل مسجلاً لمديريات رصد وسرار وسباح من عام 1998م حتى وفاته. كما كان مشرفاً إدارياً لفرع كلية التربية – رصد.
صفاته الشخصية:
الأستاذ صالح كان معلماً ومديراً ورقابياً متميزاً. عُرف بأسلوبه المرن وشفافيته وانضباطه وحرصه على الممتلكات العامة.
كان مثالاً في الالتزام بالنظام قبل تطبيقه على الآخرين. لا يعرف التحايل أو المراوغة، متسامح القلب، سريع الصفح حتى أنه يحرج خصومه بعفوه.
كره الفوضى والعشوائية، وكان مستقبلاً للنقد.
التقاعد والنشاط السياسي:
أُحيل للتقاعد عام 2014م، لكن راتبه ظل معلقاً في مكتب التربية والتعليم – أبين، وحُرم من علاوة طبيعة العمل لعدم نقل اسمه لأي مدرسة.
انخرط لاحقاً في المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أصبح:
عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية رصد.
عضو الهيئة التنفيذية بالمجلس في رصد.
رئيس الدائرة الاجتماعية بالمجلس.
رحم الله الأستاذ صالح محمد أحمد أبوبكر (المقفعي)، وجعل مثواه الجنة.