غروسي يستعجل اتفاقا يتيح استئناف عمليات تفتيش منشآت ايران النووية

دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إيران إلى التوصل سريعًا إلى اتفاق يتيح استئناف عمليات التفتيش في مواقع نووية حساسة، مؤكداً أن المفاوضات الجارية لا ينبغي أن تمتد لأشهر.

وقال غروسي في مقابلة مع وكالة رويترز من مقر الوكالة في فيينا "إنه أمر لا يمكن أن يستمر لأشهر طويلة... آمل أن نتمكن من إنجاز هذه العملية قريبًا. نسعى لعقد اجتماع جديد خلال أيام في فيينا، والتوصل إلى تفاهم يسمح ببدء عمليات التفتيش. سيكون ذلك إنجازًا مهمًا قبل الأسبوع المقبل".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه الوكالة صعوبات متزايدة في متابعة البرنامج النووي الإيراني، بعد أن علّقت طهران تعاونها استنادًا إلى قانون جديد ينص على أن أي عمليات تفتيش مستقبلية تحتاج إلى موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. ولم تقدم إيران منذ الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية في 13 يونيو، ونُسبت إلى إسرائيل والولايات المتحدة، أي بيانات حول حجم أو أماكن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.

وبينما جددت طهران التأكيد على حقها في تطوير برنامجها النووي للأغراض السلمية، يثير الغموض المحيط بمخزوناتها النووية قلقًا متناميًا لدى المجتمع الدولي، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة والتهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.

ومن الناحية العملية، استؤنفت بعض أنشطة التفتيش المحدودة مؤخرًا في محطة بوشهر النووية، وهي المحطة المدنية الوحيدة العاملة في إيران. غير أن هذه المنشأة، بحسب الوكالة، لا تمثل مصدر قلق كبير من حيث الانتشار النووي، ولا تدرج عادة في تقاريرها الفصلية الأساسية حول إيران.

وتشكل هذه الأزمة أحدث فصل في مسار طويل من التوتر بين إيران والوكالة الذرية، يزداد تعقيدًا بفعل تعثر المفاوضات الدولية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وانقسام القوى الكبرى بين داعم لنهج أكثر تشددًا تجاه طهران وداعٍ للحوار والدبلوماسية.