اخبار الإقليم والعالم
حذر من «ذهان الذكاء الاصطناعي».. من هو مصطفى سليمان «عقل غوغل»؟
أطلق مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، تحذيراً صادماً في ظل تسارع وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي.
ونقل موقع "تايمز أوف إنديا" عن سليمان خلال مقابلة حديثة أن واحدة من أبرز القضايا التي تشغل العالم اليوم: تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. وبعكس المخاوف الشائعة من فقدان الوظائف، قلّل سليمان من احتمال حدوث ذلك، لكنه حذّر من مشكلة أكثر تعقيدًا، تتمثل في اتساع الفجوة المهارية، قائلاً: "قلقي الأساسي هو أن العديد من الناس لن يتمكنوا من التكيف سريعًا مع التغيرات التي يحدثها الذكاء الاصطناعي."
وخلال المقابلة، أوضح سليمان أن الذكاء الاصطناعي لا يقضي على الوظائف، بل يعيد تشكيلها بوتيرة متسارعة، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام القوى العاملة. من خدمة العملاء إلى البرمجة، يشهد العالم بالفعل تحولًا جذريًا في طبيعة العمل. كما يعتقد أن الفئات التي تفتقر إلى فرص التدريب أو التعليم الحديث، ستكون الأكثر عرضة للتخلف عن الركب.
ولا يرى سليمان أن تصريحاته تمثل ناقوس خطر بقدر ما هي دعوة إلى التحرك المبكر. وشدد على ضرورة تعاون الحكومات، والشركات، والمؤسسات التعليمية لضمان توفر برامج لإعادة التأهيل المهني، وتعزيز الثقافة الرقمية، وإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي للجميع بشكل منصف. وقال إن "الهدف ليس فقط أن يتأقلم الناس مع الواقع الجديد، بل أن يزدهروا فيه".
«ذهان الذكاء الاصطناعي»
ومن جانب آخر، أطلق سليمان تحذيرًا من ظاهرة نفسية متنامية وصفها بـ"ذهان الذكاء الاصطناعي" (AI Psychosis)، وفيها يفقد بعض الأفراد ارتباطهم بالواقع بسبب تفاعلهم المفرط مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن هذه الظاهرة تمثل "خطرًا حقيقيًا وناشئًا"، وقد تؤثر بشكل خاص على الأشخاص الأكثر عرضة للانعزال، ممن تبدأ علاقاتهم مع أنظمة الذكاء الاصطناعي في طمس الخط الفاصل بين الإنسان والآلة.
وتسلط تحذيرات سليمان الضوء على الحاجة إلى تعامل أكثر وعيًا مع التقدم التقني. فالتحديات القادمة ليست فقط تقنية، بل اجتماعية ونفسية أيضًا، وتتطلب استعدادًا جماعيًا لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة تمكين، لا مصدر تهديد.
ومنذ مارس/آذار ٢٠٢٤، انضم سليمان، لمايكروسوفت في خطوة استراتيجية تهدف إلى تسريع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي. وانضم سليمان إلى الفريق القيادي الأعلى للشركة، ويقدم تقاريره مباشرة إلى الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا.
من هو مصطفى سليمان؟
وولد سليمان عام 1984 في لندن لأب سوري يعمل سائق تاكسي وأم إنجليزية كانت ممرضة. وفي حين نشأ في بيئة متواضعة، ودرس الفلسفة في جامعة أكسفورد، ترك الدراسة مبكرًا للعمل في المجال المجتمعي، حيث أسس في سن الـ19 خدمة دعم نفسي للشباب المسلمين في المملكة المتحدة.
وبرز اسم سليمان عالميًا عندما شارك في تأسيس شركة DeepMind عام 2010، والتي استحوذت عليها غوغل في 2014، لتصبح إحدى أهم شركات الذكاء الاصطناعي في العالم. وهناك، ساهم في تطوير مشاريع أبرزها خفض استهلاك الطاقة في مراكز بيانات غوغل، كما أسس وحدة خاصة بالأخلاقيات والذكاء الاصطناعي.
وفي 2022، أسس شركة Inflection AI، التي طورت نموذج المحادثة "Pi"، ونجحت بجمع استثمارات تجاوزت 1.5 مليار دولار.
ويعرف سليمان برؤيته الأخلاقية للتكنولوجيا، وقد ألف كتابًا بعنوان The Coming Wave، تناول فيه مخاطر الذكاء الاصطناعي غير المنضبط، ودعا إلى تقنينه عالميًا. وقد اختارته مجلة Time ضمن أكثر الشخصيات تأثيرًا في الذكاء الاصطناعي عامي 2023 و2024.