اخبار الإقليم والعالم
نتنياهو لا يقيم وزنا للضغوط والانتقادات في الداخل والخارج
اعتبرت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن السبت أن نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُمثل “مشكلة في حد ذاته،” مؤكدة رغبتها في الاستفادة من تسلم بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط على إسرائيل.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يهتم للانتقادات التي تأتي من الخارج، وخاصة من أوروبا، وطالما هاجم قادتها ووصف مواقفهم بأنها تصب في خدمة حركة حماس وأنها تصنف في خانة معاداة السامية. وقالت فريدريكسن في مقابلة مع صحيفة “يولاندس بوستن” الدنماركية إن “نتنياهو بات يُمثل مشكلة في حد ذاته،” معتبرة أن حكومته "تجاوزت الحدود."
وأسفت زعيمة الحزب الاشتراكي – الديمقراطي للوضع الإنساني “المُروع والكارثي للغاية” في غزة، منددة كذلك بخطة جديدة لبناء وحدات استيطانية في الضفة الغربية. وأضافت “نحن من الدول الراغبة في زيادة الضغط على إسرائيل، لكننا لم نحصل بعد على دعم من أعضاء الاتحاد الأوروبي“.
وأوضحت رئيسة الوزراء أن الهدف هو فرض “ضغط سياسي وعقوبات، سواء ضد المستوطنين أو الوزراء أو حتى إسرائيل ككل،” في إشارة إلى عقوبات تجارية أو في مجال الأبحاث. وأشارت فريدريكسن التي لا تعتزم بلادها الاعتراف بدولة فلسطينية “لا نستبعد أيّ شيء بشكل مسبق. وكما هو الحال مع روسيا، سنصمم العقوبات بحيث تستهدف ما نعتقد أنه سيحدث أكبر تأثير“.
وأعلن وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الأسبوع الماضي خطة لإعادة بناء مستوطنة “صانور” التي تم إخلاؤها قبل عشرين عاما، وذلك ضمن مخططات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. ومع تقدم الوقت واستمرار خسائر الحرب على صورة إسرائيل ترتفع أصوات داخلية مناوئة لسياسات نتنياهو لكنه لا يأبه بها حتى ولو كشف أن شعبيته في تراجع.
وأظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه صحيفة “معاريف” العبرية، السبت، أن 59 في المئة من الإسرائيليين غير راضين عن أداء نتنياهو وسط استمرار الحرب على قطاع غزة. والاستطلاع أجراه مركز “لازار” للأبحاث يومي 13 و14 أغسطس الجاري لصالح الصحيفة الخاصة، على عينة من 502 شخص يمثلون البالغين في إسرائيل (يهودا وعربا)، بهامش خطأ 4.4 في المئة.
وذكرت “معاريف” حصول نتنياهو على أقل نسبة رضا في الاستطلاع، إذ قال 36 في المئة من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم إنهم راضون عن أداء رئيس الوزراء، بينما أعرب 59 في المئة عن عدم رضاهم، فيما لم يعبر 5 في المئة عن رأيهم. وأظهرت نتائج الاستطلاع أيضا عدم رضا 57 في المئة من الإسرائيليين عن أداء وزير الدفاع يسرائيل كاتس، مقابل 32 في المئة فقط عبروا عن رضاهم، و11 في المئة قالوا إنهم “لا يعرفون“.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس الأركان إيال زامير حظي في نتائج الاستطلاع برضا 50 في المئة من الإسرائيليين، بينما أعرب 34 في المئة عن عدم رضاهم، ولم يُحدد 16 في المئة رأيهم بهذا الخصوص. ميدانيا، قتل الجيش الإسرائيلي 36 فلسطينيا بقطاع غزة، بينهم 6 من عائلة واحدة في استهداف منزل، وخيام نازحين، ومنتظري مساعدات، وصيادين.
◙ ميته فريدريكسن أسفت للوضع الإنساني "المُروع والكارثي للغاية" في غزة ونددت بخطة جديدة لبناء وحدات استيطانية في الضفة الغربية
وحذرت حركة حماس، السبت، من تدمير إسرائيلي ممنهج لحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي تواصل تل أبيب ارتكابها منذ 22 شهرا ومخططها للفتك بالقطاع ومظاهر الحياة فيه.
وقالت الحركة في بيان “منذ قرابة الأسبوع، بدأ العدو الصهيوني المجرم هجوما مستمرا على الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة، لاسيما في حي الزيتون، حيث تعمل الطائرات الحربية والمدفعية والروبوتات المتفجرة على تدمير ممنهج للحي.” وأوضحت أن ذلك الهجوم يأتي “ضمن حرب الإبادة الوحشية والمخطط الإجرامي الساعي لتدمير قطاع غزة وكل صور ووسائل الحياة فيه“.
وحذرت من أن الفلسطينيين والبنى التحتية شرقي مدينة غزة “أمام فصل جديد ووحشي من الانتهاكات الإسرائيلية، في ظل حديث نتنياهو عن هجوم درسدن والذي يترجمه الجيش على الأرض بالقصف والمجازر والقتل والتشريد بجنوب مدينة غزة“. والأربعاء، قال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي يمكنه قصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية، وفق ما نقلته قناة “نيوز ماكس” الأميركية.
ونددت الحركة بتواطؤ الإدارة الأميركية التي وفرت الضوء الأخضر لإسرائيل للاستمرار بجرائمها في القطاع، داعية واشنطن إلى “مراجعة سياساتها التي تجعلها شريكا فعلياً في حرب إبادة التي لن يغفر التاريخ للمسؤولين عنها،” بحسب البيان. وطالبت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، والدول العربية والإسلامية بـ”مغادرة مربع الصمت والعمل لوقف جريمة الاحتلال الفاشي التي يرتكبها في مدينة غزة وعموم القطاع بهدف تحقيق حلم ما يسمى بإسرائيل الكبرى“.
كما ناشدت شعوب العالم بالانتفاض والنزول إلى الساحات والميادين لـ”تشكيل أكبر ضغط من أجل وقف حرب الإبادة المستمرة في القطاع“. وفي وقت سابق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل دمرت خلال ستة أيام نحو 400 منزل في حي الزيتون، عبر تفجيرها بروبوتات مفخخة وقصفها بطائرات حربية.
وفي 8 أغسطس الجاري، أقرّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت” خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة. وفي 11 من الشهر ذاته، وفي إطار تنفيذ الخطة، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على حي الزيتون تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، وفق شهود عيان للأناضول.