منوعات
الغذاء يستأثر بقرابة ثلث نفقات المواطن التونسي
يعتبر الاستهلاك اليومي للمواد الغذائية في تونس الهاجس الأول للمواطنين، في ظل غلاء المعيشة ووصول أسعار المنتوجات الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة. ويقول خبراء إن تزايد متطلبات الحياة اليومية، مع ارتفاع أسعارها، فرض قيام التونسيين بمراجعات لأولوياتهم الحيوية بما يتلاءم مع الراتب أو اللجوء إلى التداين المناسباتي من الجمعيات المالية والبنوك المحلية لتجاوز العقبات الظرفية.
وتستحوذ المواد الغذائية على النسبة الأكبر من إجمالي إنفاق الأسر التونسية وفقا لما أظهرته مؤشرات المعهد الوطني للإحصاء استنادا إلى المسح الوطني للإنفاق والاستهلاك الذي يجريه بصفة دورية.
وقال المدير المركزي للإحصائيات والظرف الاقتصادي إلياس العاصمي، في تصريح للإذاعة الوطنية التونسية، إن نسبة إنفاق التونسي على المواد الغذائية تبلغ 26 في المئة من مجموع ما ينفقه شهريا.
وأضاف أن نسبة التضخم تراجعت من 5.4 في المئة خلال شهر يونيو الماضي إلى 5.3 في المئة خلال شهر يوليو الماضي، وكانت في حدود 6 في المئة في مطلع السنة الحالية، مبينا أنه تتم من خلال هذه النسبة متابعة نسق ارتفاع الأسعار مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
وأكد العاصمي أن المعهد يتابع تطور الأسعار من خلال ضبط سلة المواد الاستهلاكية والقيام بمسح للإنفاق والاستهلاك العائلي كل 5 سنوات، بهدف تحديد التغيرات الاستهلاكية لدى الأسر التونسية، مؤكدا أن رفع الأسعار يتم في مختلف الجهات ويأخذ بعين الاعتبار كل أصناف نقاط البيع على غرار المساحات الكبرى ومحلات المواد الغذائية والأسواق الأسبوعية.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية باحتساب الانزلاق السنوي بنسبة 5.9 في المئـة، وفقـا لآخـر مـؤشرات المعـهد، ويعـود ذلـك بالأسـاس إلى ارتفـاع أسعـار الخضر الطازجة بنسبة 25.3 في المئة وأسعار لحم الضأن بنسبة 19.1 في المئـة وأسعـار الغـلال الطـازجة 15.1 في المئـة وأسعـار الأسمـاك الطـازجة بنسبـة 11 في المئة. في المقابل تراجعت أسعار الزيوت الغذائية بنسبة 9.22 في المئة وأسعار البيض بنسبة 4.7 في المئة.
وتعتبر المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والزيت النباتي والسكر والحليب من أكثر المواد استهلاكا في تونس، بالإضافة إلى المواد البترولية مثل البنزين والغاز الطبيعي المستخدم في إنتاج الكهرباء.
ويعد استهلاك الخبز في تونس مرتفعا جدا، حيث تحتل البلاد المرتبة الأولى عالميا في استهلاك الفرد من الخبز، وفقا لتقارير المعهد الوطني للاستهلاك. ويستهلك التونسيون حوالي 74 كيلوغراما من الخبز سنويا للفرد، ويرتفع هذا الاستهلاك بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان.
وأفاد لطفـي الريـاحي، رئيس المنظمة التونسية لإرشـاد المستهلك، بأن “نفقات التونسي تتوزع بين 26 في المئة للغذاء وما بيـن 35 و45 في المئة للسكن و12 في المئـة لنفقات الماء والكهرباء، وهـذا ما يولّد ضغطا كبيرا على الأسر التونسية”.
وأضاف في تصريح لـ“العرب” أن “20 في المئة المتبقية من الراتب لا تكفي للترفيه والنفقات الأخرى”. وتابع الرياحي “هناك مواد غذائية مؤطرة مثل اللحوم الحمراء والخبز، على عكس الخضر والغلال التي تخضع للتضخّم، وهذا ما يستدعي ضرورة رقمنة مسالك التوزيع”.
وتفيد تقارير المعهد التونسي للاستهلاك بأن نحو 900 ألف قطعة خبز يتم إلقاؤها في سلة المهملات أو تركها لعدم الحاجة إليها، وتصل تكلفة التبذير في استهلاك مادة الخبز إلى 100 مليون دينار (ما يعادل 33 مليون دولار) في السنة.