اخبار الإقليم والعالم

حكومة البرهان تُداري فشلها بتصعيد حملة الافتراءات بحق الإمارات

وكالة أنباء حضرموت

 ندّد مسؤول إماراتي الخميس بـ"ادعاءات زائفة" عن تدمير الجيش السوداني طائرة إماراتية كانت تقل مرتزقة كولومبيين في جنوب دارفور في غرب السودان، داعيا الخرطوم الى تقديم أدلة على ذلك، بينما تشير كل المؤيدات وشهادات أطراف دولية إلى أن سلطة الأمر الواقع في السودان إنما تلجأ للترويج لمثل هذه المزاعم للفت الانتباه عن الانتهاكات الواسعة التي يقوم بها الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بتواطؤ مع الإسلاميين الذين عادوا وتسللوا لدوائر المؤسسات الرسمية بما في ذلك المؤسسة العسكرية.

وليست هذه المرة الأولى التي يزعم فيها الجيش السوداني تدخل الإمارات في الصراع الدائر دعما لقوات الدعم السريع، لكنه لم يقدم أي أدلة على ادعاءاته التي وصفتها أبوظبي مرارا بالأكاذيب والافتراءات بهدف تشويه سمعة الدولة الخليجية التي تؤكد أنها تقف على مسافة واحدة من طرفي الحرب وأن ما تقدمه من مساعدات إنسانية لتخفيف حدة الأزمة يمر عبر هيئات الأمم المتحدة وبالتنسيق معها.

وقال المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، ردّا على سؤال لوكالة فرانس برس، "هذه الادعاءات الباطلة التي تروجّها ما تسمّى سلطة بورتسودان زائفة تماما، وتفتقر إلى أدلة، وهي استمرار لحملة تضليل وتحريف ممنهجة".

وزعم التلفزيون الرسمي السوداني ليل الأربعاء بأنّ سلاح الجو في الجيش دمّر "طائرة إماراتية تحمل مرتزقة كولومبيين" أثناء هبوطها في مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع ما أسفر عن سقوط 40 قتيلا على الأقلّ.

وادعى مصدر عسكري طالبا عدم كشف هويته أن ما قال إنها طائرة عسكرية إماراتية "تعرضت للقصف ودُمّرت بالكامل" في مطار نيالا بدارفور، الذي شهد مؤخرا غارات جوية متكررة للجيش السوداني في خضمّ حربه المستمرة ضدّ قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

وأضاف المسؤول الإماراتي "من اللافت أن تصدر هذه الادعاءات عن أحد طرفي النزاع"، متابعا في إشارة إلى الجيش السوداني أنه "طرف منخرط مباشرة في الأعمال العدائية، ويملك كل الدوافع لتوجيه السردية بما يخدم مصالحه ومحاولة تقويض مسار السلام والتهرّب من مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والإنسانية لإنهاء هذه الحرب الأهلية الكارثية".

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، روجت سلطة بورتسودان لرواية مضللة زعمت فيها أن الإمارات تستقدم مرتزقة كولومبيين وتمولهم للقتال ضد الجيش لحساب قوات الدعم السريع.

وكانت القوات المشتركة، وهي تحالف مسلح في دارفور موال للجيش، زعمت الأسبوع الحالي وجود أكثر من 80 من المرتزقة الكولومبيين يقاتلون إلى جانب الدعم السريع في مدينة الفاشر، آخر عواصم ولايات دافور التي لا يزال الجيش يسيطر عليها.

ولفتت القوات المشتركة إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء المرتزقة قتلوا خلال عمليات لمسيّرات وقصف مدفعي شهده الهجوم الأخير للدعم السريع.

وعلى إثر مزاعمها بأن الإمارات تزودّ الدعم السريع بالأسلحة، قطعت الحكومة السودانية في مايو العلاقات مع أبوظبي، في خطوة ندد بها دبلوماسيون سابقون وحاليون يعارضون تصعيد سلطة الأمر الواقع غير المبرر ضد دولة الإمارات.

ورفضت محكمة العدل الدولية في مايو دعوى رفعها السودان ضد دولة الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية لدعمها المفترض لقوات الدعم السريع في الحرب، وهي اتهامات نفتها الإمارات.

وشكل هذا الرفض حجة إضافية على أن سردية المؤامرة والتدخل الإماراتي في الحرب لصالح الدعم السريع، مجرد افتراءات وأكاذيب، بينما يرجح أن يقود حملة التشويه التي تروج لها حكومة البرهان، الحركة الإسلامية التي كانت تهيمن على حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير وأنها تسعى من خلال تلك الافتراءات إلى إعادة تموضعها في مفاصل الدولة السودانية المنهكة.

وتهدف المزاعم السودانية إلى تضليل الرأي العام ولفت الأنظار عن الأزمة الحقيقية في السودان. وتؤكد وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أن موقفها ثابت وواضح وأنها تدعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة السودانية وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف المفاوضات.

ويرى محللون أن الحكومة السودانية قد تطلق هذه الاتهامات لأسباب عدة من بينها محاولة صرف الانتباه عن فشلها في تحقيق تقدم عسكري ضد قوات الدعم السريع، وتبرير موقفها أمام المجتمع الدولي.

وتحاول الحكومة السودانية كذلك حشد الدعم الشعبي لها من خلال تصوير الإمارات كدولة معادية تتدخل في شؤونها الداخلية وهو أمر تعمل على ترسيخه من خلال اتهامات متكررة لأبوظبي، لكنها لم تقدم ولو دليلا واحدا على مزاعمها.

وتصر الإمارات على أن دورها في الأزمة السودانية هو دور إنساني فقط، وأنها قدمت مساعدات إنسانية كبيرة للشعب السوداني منذ بداية الصراع.

تركيا تحذر ضمنا أكراد سوريا من "المماطلة" في تنفيذ اتفاق الاندماج


سلام بأسلوب ترامب: واشنطن تتحرك لجمع البرهان وحميدتي في سويسرا


الحكومة المصرية تبدأ سداد مديونيات شركات الأدوية.. خطة عاجلة خلال أيام


الإمارات والفلبين تعززان شراكتهما الاقتصادية.. 940 مليون دولار تجارة غير نفطية