اخبار الإقليم والعالم

أطباء غزة المنهكون من التعب والجوع يسابقون الزمن لإنقاذ المرضى والمصابين

وكالة أنباء حضرموت

في أروقة “مستشفى العيون” بمدينة غزة تمتزج أصوات الأجهزة الطبية وصفير أجهزة المراقبة داخل غرف العمليات مع أنفاس أطباء منهكين يعملون في سباق مع الزمن لإنقاذ المصابين.

على وجوه الأطباء ترتسم ملامح إرهاق شديد، ناتج عن التجويع الإسرائيلي الممنهج والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، ضمن حرب تشنها تل أبيب منذ 22 شهرا.

ويواصل الأطباء العمل لساعات طويلة داخل غرف العمليات، مدفوعين بواجبهم الإنساني، تحت وطأة حصار حوّل رغيف الخبز إلى وجبة نادرة، وجعل السكر والبروتينات أغلى من الذهب.

وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مؤخرا، من أن “ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ أيام عدة.”

ووصف الوضع الإنساني بأنه “غير مسبوق في مستويات الجوع واليأس،” فيما تؤكد الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى المئات من شاحنات المساعدات الإنسانية يوميا لإنهاء المجاعة التي تعانيها جراء الحصار والإبادة الجماعية.

وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حربا مركبة على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأمر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الحرب 61430 قتيلا فلسطينيا و153213 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة قتلت 217 شخصا، من بينهم 100 طفل حتى الأحد.

الأطباء يسقطون مغشيا عليهم في غرف العمليات بسبب الإرهاق ونقص الغذاء، ويتم إعطاؤهم محاليل وريدية ليستمروا في عملهم

وفي 2 مارس الماضي أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، بينما تتكدس على حدودها الآلاف من الشاحنات؛ ما تسبب في تفشي مجاعة بلغت مستويات “كارثية”.

وقال محمد الطيب (33 عاما)، أخصائي طب وجراحة العيون، ويعمل منذ 7 سنوات، إن العامين الأخيرين كانا الأصعب، لاسيما منذ مارس الماضي، حيث عاش الطيب وزملاؤه “تجويعا ممنهجا” طال كل مواطني غزة.

وأضاف “نعمل بشكل مضاعف بسبب استهداف منتظري المساعدات،” في إشارة إلى إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على فلسطينيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية شحيحة.

والأحد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات استقبلت 35 قتيلا و304 جرحى من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة، ما رفع الإجمالي إلى 1778 قتيلا و12894 جريحا منذ 27 مايو الماضي.

وتابع الطيب “رواتبنا تصل كل شهرين أو ثلاثة كسلفة بالكاد تغطي سعر الطحين.”

وأفاد بأن العمليات الجراحية تضاعفت من عملية واحدة شهريا قبل الحرب إلى ثلاث عمليات يوميا الآن، أغلبها تستغرق ما بين ساعة وثلاث ساعات.

ومع وجبة طعام واحدة في اليوم، قال الطيب “خسرت 10 كيلوغرامات منذ مارس الماضي.”

العمليات الجراحية تضاعفت من عملية واحدة شهريا قبل الحرب إلى ثلاث عمليات يوميا

وأردف “أذهب إلى المستشفى سيرا على الأقدام عدة كيلومترات، ولا أجد سكر أو بروتينات، حتى النساء الحوامل والأطفال محرومون من الغذاء اللازم.”

ووصف مدير مستشفى العيون عبدالسلام صبّاح واقع الطواقم الطبية والإدارية بـ”الصعب والمرير.”

وقال “الأطباء يسقطون مغشيا عليهم في غرف العمليات بسبب الإرهاق ونقص الغذاء، ونعطيهم محاليل وريدية (سوائل طبية) ليستمروا في عملهم.”

ومضى قائلا إن أغلب الموظفين يأتون إلى العمل وبطونهم فارغة، ولا يتلقون سوى وجبة واحدة في اليوم.

فيما أشار رئيس قسم التخدير بالمستشفى منذ 25 عاما الطبيب إياد أبوكرش إلى أن العمل مع سوء التغذية وقلة الطعام أدى إلى إرهاق شديد للطواقم، خاصة مع مضاعفة ساعات العمل على مدار الساعة.

وزاد أبوكرش أن العمليات الدقيقة، التي تتعلق بإنقاذ البصر أو الحياة، تتطلب تركيزا عاليا وطاقة كبيرة، لكن “وجبتنا متواضعة.”

“نشعر بإجهاد شديد ودوخة وصداع أثناء العمل،” هكذا بدأت الطبيبة مها ضبان حديثها عن تأثير نقص الغذاء على صحتهم وأدائهم.

وتابعت ضبان “كما أن ضربات القلب أصبحت أسرع، وفقدت 8 كيلوغرامات من وزني، والحصار حرمنا من الفيتامينات والبروتينات.”

وقالت الطبيبة الفلسطينية “أجسادنا تحتاج إلى تغذية، وبدونها لن أستطيع أن أقدم نفس الطاقة في إنقاذ المرضى.”

وأقر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني (الكابينت)، فجر الجمعة، خطة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ما ينذر بالمزيد من المصابين والضغط على الطواقم الطبية.

الأمم المتحدة تحذر من أعمال استفزازية في طرابلس قبل الكشف عن خارطة الطريق


ما بعد الاعتراف: تحديات قيام دولة فلسطينية هائلة


بعثة الناتو في العراق: نموذج ناجح للانخراط الأمني منخفض التكلفة قد يمتد إلى لبنان وسوريا


البرهان يضغط على التشكيلات المسلحة لإخلاء الخرطوم قبل تولي حكومة إدريس مهامها