تقارير وحوارات
تطور مخيف لعدد الإصابات بالسرطان في اليمن
تكشف الأرقام المتعلقة بمستوى تفشي الأوبئة والأمراض، بما فيها الفتاكة والقاتلة، في أنحاء من اليمن عن مدى الهشاشة التي بلغها الوضع الصحي في البلد الفقير الممزق بالصراعات والحرب، في ظل تراجع فادح في مستوى الخدمات الصحية المسداة للسكان، ووجود بيئة مناسبة لانتشار تلك الأوبئة والأمراض بسبب رداءة المحيط وظروف العيش وسوء نوعية العناصر الأساسية من ماء وهواء وغذاء وغيرها.
وعلى مثل الأرضية المهيأة تتقدم أمراض فتاكة وتنتشر داخل أوساط يمنية، حيث كشف مسؤول طبي، الثلاثاء، عن أن مركز مكافحة السرطان في محافظة تعز بات عاجزا عن استقبال حالات جديدة نتيجة زيادة عدد المرضى في المحافظة الأكثر سكانا.
وأفاد مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بالمحافظة تيسير السامعي بتسجيل 884 حالة إصابة بمرض السرطان في تعز خلال النصف الأول من العام الجاري 2025.
وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية أن مركز مكافحة السرطان بالمدينة يواجه تحديات متراكمة تهدد استمراريته، مشيرا إلى أن “المبنى ضيق والإمكانيات شحيحة بينما الكادر الطبي محدود، وتكاليف العلاج باهظة، فيما تأتي الحالات من مناطق بعيدة بحاجة إلى مأوى وسكن لا يمكن للمركز توفيره”.
الأزمة الصحية في اليمن تأتي في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية أزمة تمويل حادة منذ مطلع العام الجاري ما أدى إلى إغلاق العديد من مراكز علاج الأوبئة
وأوضح السامعي أن المركز يعتمد بشكل كلي على التبرعات التي بدأت تتقلص مؤخرا، وسط غياب أي دعم حكومي مباشر، ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية تلوح في الأفق.
وتشير الإحصائيات الجديدة إلى أن محافظة تعز تسجل نحو خمس حالات سرطان جديدة يوميا في بلد يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية والصحية في العالم.
وبحسب بيانات مكتب الصحة، تم تسجيل 1626 حالة سرطان خلال العام الماضي، بزيادة تقارب الثلث مقارنة بعام 2023 الذي سجل 1211 حالة.
وتصدر سرطان الجهاز الهضمي قائمة أكثر أنواع السرطان انتشارا بنسبة 20 في المئة من إجمالي الحالات، ما يطرح تساؤلات حول الأسباب المحتملة، وعلاقتها بنمط الغذاء أو ممارسات أخرى كمضغ القات وغيرها.
ويترافق انتشار هذا المرض القاتل مع تفشي أوبئة أخرى في اليمن من ضمنها وباء الكوليرا الذي أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن تسجيل ارتفاع جديد في حالات الإصابة به في بعض أنحاء البلد.
وقالت المنظمة في بيان لها إنه تم استقبال ومعالجة أكثر من 2700 حالة بين العشرين من أبريل الماضي والعشرين من يوليو الجاري في مستشفى السلام بمحافظة عمران شمالي العاصمة صنعاء.
وأضافت أن انتشار المرض دفعها إلى إعادة فتح مركز متخصص لعلاج الإسهال المائي الحاد في المستشفى المذكور حيث زادت القدرة الاستيعابية للأسِرّة بأكثر من 30 في المئة لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وتأتي الأزمة الصحية في اليمن في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية أزمة تمويل حادة منذ مطلع العام الجاري ما أدى إلى إغلاق العديد من مراكز علاج الأوبئة وانخفاض القدرة على الاستجابة الطبية الطارئة لموجاتها.