اخبار الإقليم والعالم
رقية تنتهي بمأساة: وفاة شاب في إب تفجّر غضبًا شعبيًا ومطالبات بوقف دجالي الرقية
لقي شاب يمني مصرعه في مدينة إب القديمة، وسط البلاد، إثر تعرّضه لعنف جسدي شديد على يد شخص يزعم ممارسته للرقية الشرعية، في واقعة صادمة أعادت إلى الواجهة الجدل حول تجاوزات بعض الرقاة وأوهام العلاج الروحي.
وقالت مصادر محلية، إن الشاب علي محمد القاسم، توفي عقب جلسة علاجية أجراها له المدعو نبيل حارث، الذي ادعى وجود “مس شيطاني” في جسده، وأن جنيًا يُدعى “عياش” يسكنه، ما دفعه لاستخدام أساليب عنيفة بحجة طرده.
مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت الراقي وهو يضغط بعنف على عنق الشاب أثناء قراءة آيات من القرآن الكريم، في مشهد أثار صدمة الحاضرين، قبل أن يسقط القاسم مغشيًا عليه ويفارق الحياة في ذات اللحظة.
وعقب الحادثة، سارعت الأجهزة الأمنية إلى إلقاء القبض على المتهم، وفتحت تحقيقًا عاجلًا لمعرفة ملابسات ما حدث، تمهيدًا لإحالته إلى الجهات القضائية المختصة.
الواقعة أثارت غضبًا واسعًا على منصات التواصل، حيث طالب ناشطون وحقوقيون بوقف الفوضى في مجال الرقية، وتشديد الرقابة على من وصفوهم بـ”الدجالين”، الذين يستغلون ضعف الناس وجهلهم لتحقيق مكاسب تحت ستار ديني.
وأكد خبراء في الشريعة الإسلامية أن الرقية الشرعية لا علاقة لها بالعنف أو الممارسات الجسدية القاسية، وإنما تقوم على قراءة آيات من القرآن الكريم والأدعية الثابتة، في جو يسوده الهدوء والسكينة، دون تجاوز الضوابط الدينية أو الطبية.
ودعا ناشطون في محافظة إب إلى سنّ تشريعات واضحة تُنظّم نشاط “الرقاة”، وتمنع التجاوزات التي قد تُهدد حياة المواطنين، مؤكدين أن ما جرى هو جريمة مكتملة الأركان تستدعي أقصى العقوبات.