اخبار الإقليم والعالم

قيادي في حزب الله: تفكيك سلاح المقاومة يعني زوال لبنان

وكالة أنباء حضرموت

حذر القيادي في حزب الله محمود قماطي من أن لبنان في خطر وأنه مهدد بالزوال في حال تخلى عن “سلاح المقاومة” في رد على تصريحات سابقة للمبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، من جعل لبنان جزءا من بلاد الشام إذا لم تنجح الحكومة اللبنانية في حصر السلاح بيد الدولة ولم تفكك سلاح حزب الله.

ويريد قماطي، وهو عضو في المجلس السياسي للحزب ووزير سابق، أن يربط بقاء لبنان ببقاء سلاح الحزب وسيطرته، ليبدو وكأن لا وزن للبلد إقليميا ودوليا سوى بوجود الحزب وسلاحه، في سردية تهدف إلى إسكات الانتقادات الواسعة لأداء الحكومة ومؤسسة الجيش المترددتين بشأن الشروع في تنفيذ إستراتيجية حصر السلاح بيد الدولة.

وعكس الجدل الذي رافق تصريحات المبعوث الأميركي وجود طيف واسع من اللبنانيين مع سحب سلاح الحزب وتحمل الدولة مسؤولياتها في الإمساك بالملف الأمني لأن ذلك سيكون المفتاح لإعادة انفتاح لبنان على المحيط واستقبال الاستثمارات والمساعدات والمضي في خطط إعادة الإعمار، وأن بقاء حزب الله يعني آليا تبديد فرصة البلد في إنقاذ نفسه من الأزمة المستمرة.

ويرى مراقبون أن حزب الله يستمر في تنفيذ أسلوبه القديم باللعب على الوقت والاستفادة من تلكؤ المؤسسات الرسمية اللبنانية في تنفيذ بنود وقف إطلاق النار وتفكيك ملف السلاح، وأن الحزب على استعداد لرهن لبنان لحالة الغموض بقطع النظر عن نتائجها وخاصة وقف الدعم الخارجي للبلد مع معرفته بأن الاستثمارات والتمويلات الخارجية متوقفة على حل مشكلة السلاح ودون ذلك فسيبقى الوضع معلقا.

وقال قماطي خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب في مجمع الإمام المجتبى – السان تيريز، أن “المشروع على المنطقة كبير وخطير جداً، ولا ينفعنا في لبنان سوى الوحدة الوطنية،” معتبراً أنّ “كل من يريد ضرب هذه الوحدة أو خرقها، فهو يخدم إسرائيل والمخطط التآمري على المنطقة.”

ويعيد الحزب استخدام نفس المفردات القديمة مثل ربط الانتقادات الموجهة له أو الدعوات لنزع سلاحه بنظرية المؤامرة وخدمة الأجندة الإسرائيلية مع التبرؤ من أن يكون الحزب واجهة لأجندة إيران.

وقال “لسنا ذراعاً لخدمة أيّ دولة في العالم، فنحن ذراع وعضد وسواعد وسلاح وقوة الوطن، وسندافع عن هذا الوطن بكل مكوناته وشعبه، ولن نخضع لأحد ولن نتنازل عن قوة وطننا وأهلنا وشعبنا مهما هددوا وتوعدوا ونددوا، لأنه إن تنازلنا عن قوتنا وسلاحنا، فهذا يعني زوال لبنان.”

وأثار تحذير توماس باراك، من جعل لبنان جزءا من بلاد الشام تساؤلات عن الرسائل الأميركية من ورائه، هل أن الأمر مجرد تهديد كلامي، أم أميركا يمكن أن تدفع نحو قيام سوريا بهجمات داخل لبنان للانتقام من حزب الله وتدخله إلى جانب الرئيس السابق بشار الأسد في سنوات ماضية.

ويعتقد المتابعون أن الهدف من كلام باراك كان تحذير المسؤولين اللبنانيين من أن الولايات المتحدة ليس لها ما يكفي للصبر على مناوراتهم وخطاب التسويف الذي يعتمدونه للتهرب من تنفيذ مهمة تفكيك سلاح حزب الله، مشيرين إلى أن المبعوث الأميركي بدا على قناعة بأن المسؤولين اللبنانيين يشترون الوقت على أمل أن يملّ الأميركيون من الضغط ويتناسوا موضوع سلاح حزب الله، كما فعلوا مع ضغوط سابقة وتدخل خارجي لحلحلة الأزمة اللبنانية.

ويكشف التلويح بدمج لبنان في سوريا ووضعه تحت نفوذها عن معرفة واشنطن بحساسية العلاقة بين البلدين، وأن اللبنانيين يرفضون العودة تحت النفوذ السوري مرة أخرى ولو من خارج منظومة عائلة الأسد التي وضعت يدها على لبنان لعقود.

وما يخيف المنظومة السياسية الحالية الواقعة تحت نفوذ حزب الله أن الحاكم الجديد في سوريا له كراهية للحزب ولدور مؤسسات لبنان في التغطية على دخوله إلى سوريا، فضلا عن استهداف اللاجئين السوريين وإذلالهم والضغط عليهم لأجل العودة في ظروف لم تكن آمنة.

لكن ليس مستبعدا أن تكون لدى الولايات المتحدة خطة لوضع لبنان تحت الهيمنة السورية لتسهيل تفكيك سلاح حزب الله ونفوذه داخل المؤسسات، وخاصة النفوذ الطائفي الذي أسسه لحماية نفسه وشراء أصوات مجموعات طائفية أخرى ضعيفة وجعلها تابعة له.

وقد يكون هذا هو الخيار الوحيد لدى الأميركيين في ظل عجز المؤسسات اللبنانية عن تنفيذ خطة نزع سلاح الحزب، وتجنب تدخل إسرائيلي جديد لما يثيره من رفض إقليمي خوفا من أن يقود إلى فوضى واسعة في حين أن التدخل السوري المباشر سيتم التعامل معه من باب الأخذ بالثأر.

مقتل 40 فلسطينيا بنيران إسرائيلية في غزة


إسرائيل تعلن استعدادها تعليق الأعمال العسكرية «مؤقتا» في مناطق من غزة


تشكيل «مجلس رئاسي» و«حكومة موازية».. «الدعم السريع» يفعّل ميثاق نيروبي


بالأسماء.. حركة تنقلات الشرطة 2025 في مصر