حرائق الغابات تعود إلى تونس مع موجة حر قياسية

أدّت موجة حرّ شديدة تضرب مختلف محافظات تونس إلى اندلاع سلسلة حرائق اجتاحت مناطق غابية وجبلية في البلاد.

وتأتي هذه الحرائق وسط ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة التي تجاوزت 48 درجة مئوية في بعض المناطق، وفق ما أعلنت أجهزة الدفاع المدني.

وأكدت السلطات التونسية أنّ فرق الإطفاء نفّذت أكثر من 200 عملية تدخل خلال 24 ساعة فقط، في ظل استمرار درجات الحرارة في تسجيل أرقام قياسية، ما زاد من صعوبة احتواء النيران.

في محافظة باجة، شمال البلاد، تواصل وحدات الإطفاء جهودها للسيطرة على حريق ضخم اندلع في جبل "سيار" بمنطقة سيدي إسماعيل، بمشاركة مروحيات عسكرية لتطويق ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة.

وفي محافظة سليانة شمال غربي البلاد، اندلع مساء الأربعاء حريق في جبل "الدحارة" التابع لمعتمدية برقو، ما استدعى تدخلاً سريعاً من وحدات الحماية المدنية وعدد من المواطنين لمنع وصول الحريق إلى الحقول والمنازل المتاخمة.

كما اندلع حريق آخر في منطقة "الدولاب" الجبلية التابعة لمعتمدية سبيطلة بمحافظة القصرين، ما أدى إلى استنفار واسع من وحدات الدفاع المدني، خشية امتداده إلى الأحياء السكنية القريبة.

وقال عضو المجلس المحلي بسبيطلة، الناصر الهلالي، إن الحريق جرت السيطرة عليه بعد تدخل سريع من أعوان الغابات ووحدات الدفاع المدني، بدعم من فرق وصلت من محافظات الكاف وسيدي بوزيد وقفصة.

وأوضح الهلالي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن بعض الجيوب النارية ما زالت مشتعلة داخل الغابة، لافتاً إلى أن وزارة التجهيز سخّرت آليات ثقيلة لفتح المسالك الوعرة بهدف الوصول إلى بؤر النيران المتبقية وإخمادها بالكامل.

وأضاف أن ألسنة اللهب أتت على مساحات واسعة من الأشجار وأحرقت عدداً من الأعمدة الكهربائية، دون تسجيل خسائر بشرية، فيما ساهم تهاطل كمية من الأمطار خلال اندلاع الحريق في التخفيف من حدته.

وبحسب بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تغطي الغابات نحو 34% من مساحة تونس البالغة 163,610 كيلومترات مربعة، وتتركز غالبيتها في الشمال الغربي والوسط الغربي، حيث يقيم قرابة مليون تونسي.

وتقدّر القيمة الاقتصادية لهذه الغابات بحوالي 932 مليون دينار تونسي (نحو 310 ملايين دولار أميركي).

وتستعيد تونس في هذه الأجواء ذكرى صيف 2022، حين اجتاح حريق هائل منطقة "بو قرنين" قرب العاصمة، مدمراً أكثر من 500 هكتار من غابات الصنوبر، في واحدة من أسوأ حرائق البلاد خلال السنوات الأخيرة، استغرق إخمادها ثلاثة أيام متواصلة.