اخبار الإقليم والعالم

«الفأر الراقص».. مدمرة أمريكية تحدت «وحوش طوكيو»

وكالة أنباء حضرموت

من عمق يتجاوز 5 آلاف متر، عادت إلى الضوء واحدة من أكثر القصص إثارة في تاريخ البحرية الأمريكية.

إنها المدمرة الصغيرة "يو إس إس إدسال"، التي واجهت وحدها جحيم الأسطول الياباني في ربيع عام 1942، والتي عادت لتروي قصتها بعد أن عُثر على حطامها المفقود منذ أكثر من 80 عامًا.

لم تكن "إدسال" مجرد قطعة بحرية منسية، بل "فأر راقص" دار حول عمالقة الحرب بمناورة وحيدة استمرت ساعتين، أذهلت حتى خصومها اليابانيين. قصة الفداء التي سُطّرت بدماء 195 بحارًا، تحولت إلى أسطورة عسكرية، لا لأن السفينة نجت، بل لأنها قاتلت حتى الرمق الأخير في رقصة موت حُفرت في وجدان التاريخ.

فماذا نعرف عن إدسال؟
بحسب مجلة ناشيونال إنترست، عثر على حطام المدمرة في منتصف عام 2023 على عمق نحو 18 ألف قدم تحت سطح المحيط الهندي، في موقع ظلت فيه مفقودة منذ 1 مارس/ آذار 1942، بحسب مجلة ناشيونال إنترست.

جاء الإعلان الرسمي عن الاكتشاف في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بعد تأكيد الهوية من قبل السلطات الأمريكية والأسترالية، مرفقًا بصور دقيقة لحطام السفينة.

دخلت "إدسال" - التي سُميت تكريماً للبحار نورمان إدسال - الخدمة عام 1920. ورغم تصنيفها ضمن فئة "كليمسون" المتواضعة، تميزت بكفاءتها العالية في مهام متنوعة امتدت من الإغاثة الإنسانية في المتوسط إلى حماية المصالح الأمريكية في المياه الآسيوية المضطربة، وخاصة قبالة الصين والفلبين.

ومع اندلاع الحرب في المحيط الهادئ، وجدت "إدسال" نفسها في الخطوط الأمامية بجزر الهند الشرقية الهولندية. سجلت السفينة إنجازًا مبكرًا بإغراقها الغواصة اليابانية I-124 قرب داروين بأستراليا في يناير/كانون الثاني 1942، مسجلة أول انتصار أمريكي على غواصة يابانية في تلك المرحلة.

المعركة الأخيرة:
في الأول من مارس/آذار 1942، بينما كانت تحاول الانسحاب إلى جاوة، حوصرت "إدسال" من قبل حاملة الطائرات اليابانية "أكاجي" التي رصدتها، لتبدأ واحدة من أشرس الاشتباكات البحرية المبكرة.

ووجدت المدمرة "إدسال" - التي لا يتجاوز وزنها 1190 طنًا - نفسها فجأة في مرمى نيران ساحقة. وانقض عليها تشكيل بحري ياباني ضخم ضم بارجتين ثقيلتين، وعدة مدمرات حديثة، وسرب من الطائرات القاذفة المنطلقة من حاملة الطائرات "أكاجي". وكانت المواجهة أشبه بمعجزة مستحيلة أمام تفوق العدو الساحق في العدد والتسليح.

رقصة البطولة:
ورغم الاحتمالات شبه المعدومة، دخلت "إدسال" في رقصة موت مذهلة استمرت لأكثر من ساعتين. فقاد قائدها السفينة بمناورات حادة ومحترفة، مستخدمًا ستائر الدخان الكثيفة وإطلاق الطوربيدات بذكاء لتعطيل هجمات العدو.

ونجحت في تفادي وابل مدمر تجاوز 1300 قذيفة من مختلف العيارات، في أداء بطولي أبهر حتى خصومها اليابانيين الذين أطلقوا عليها لقب "الفأر الراقص" (The Dancing Mouse) تقديرًا لرشاقتها وخفة حركتها تحت وطأة النيران.

لكن حظوظ "الفأر الراقص" نفدت أخيرًا، نتيجة ضربات جوية مركزة شطرت دفة السفينة ودمرت محركاتها، لتحولها إلى هدف ثابت وسط بحر من اللهب والدخان. وفي السابعة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، انسحقت "إدسال" تحت وطأة الهجمات المتتالية وغاصت في أعماق المحيط الهندي، منهية معركة ملحمية استنزفت كل دفاعاتها وإمكانات طاقمها.

رافق السفينة إلى القاع 195 بحارًا وطيارًا أمريكيًا كانوا على متنها، بينهم أفراد تم إنقاذهم قبل أيام فقط. وأنقذ اليابانيون ثمانية من الناجين، لكن الفرحة لم تدم طويلاً. فكشفت محاكمات جرائم الحرب لاحقًا فصلاً مروّعًا، حيث أُعدم عدد من الأسرى - من الطيارين والبحارة - بوحشية في مطار كينداري بجزيرة سولاويسي الإندونيسية بعد أسابيع من أسرهم.

وأعلنت البحرية الأمريكية وفاة جميع المفقودين رسميًا في نوفمبر/تشرين الثاني 1945. لكن قصة "إدسال" لم تُطوَّ صفحتها، ففي اعتراف دائم بشجاعتها النادرة، مُنحت المدمرة الصغيرة وسامين قتاليين رفيعين تقديرًا لبطولتها الاستثنائية في معارك الفلبين وجاوة، لتبقى "رقصة الموت" الأخيرة في المحيط الهندي أسطورة خالدة في سجلات البحرية.

 

شرطة تعز تطيح بمتهمين في جريمة اختطاف


مليشيا الحوثي تقود أكبر حملة نهب منظم لتراث إب


تحسن طفيف في سعر صرف الريال اليمني بعدن.. وفارق كبير مع صنعاء


مراقبون: بيان البرلمان يحبط مخططات الطامعين في السيطرة على محافظة حضرموت ومقدراتها