اخبار الإقليم والعالم

خبراء أوروبيون: خطة ترامب لدعم أوكرانيا تقوّض الناتو

وكالة أنباء حضرموت

اعتبر خبراء أوروبيون أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسليح أوكرانيا تُعد "تحولًا استراتيجيًا خطيرًا" وتقويضًا لحلف شمال الأطلسي.

ويرى الخبراء أن مقترح ترامب بإعادة هيكلة الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا عبر الناتو ليس مجرد تحول تقني، بل هو إعادة تموضع "جيواستراتيجي" يهدف إلى تخفيف المسؤولية الأمريكية وتحميل أوروبا أعباء المواجهة.

سماء أوكرانيا «تمطر» صواريخ.. وزيلينكسي يريد«أكثر من إشارات»
وفي مقابلة له مع شبكة "إن. بي. سي"، أعلن ترامب أن بلاده ستواصل إرسال الأسلحة، لكن بشروط مختلفة، قائلًا إن بلاده ستعطي الأسلحة للناتو، وعلى الأخير أن يدفع ثمنها بالكامل، ثم يتولى مهمة تسليمها إلى أوكرانيا.

وفي وقتٍ تحتاج فيه كييف إلى دعم سريع وحاسم، قد تؤدي هذه الخطوة إلى إبطاء تسليم الأسلحة وزيادة الانقسام داخل الحلف. وبينما يتحدث ترامب عن كفاءة مالية، يرى المراقبون في تحركاته إشارة خطيرة إلى تراجع الالتزام الأمريكي في صراع هو الأخطر منذ الحرب الباردة.

تآكل دور واشنطن
وقال الباحث الفرنسي بيير روسيي، المتخصص في الشأن الأوكراني والعلاقات عبر الأطلسي، لـ"العين الإخبارية" إن خطة ترامب تمثل "محاولة للانسحاب الناعم من الملف الأوكراني دون الإعلان عنه صراحة".

وأضاف: "ما يطرحه ترامب يعيد التذكير برؤيته التقليدية التي تعتبر أن أوروبا تستغل الحماية الأمريكية مجانًا. الآن، هو يحاول فرض مساهمة مالية كاملة من الناتو، دون أن يلتزم بأي تبعات سياسية مباشرة".

وأوضح روسيي أن خطة ترامب بإعادة هيكلة الدعم العسكري لأوكرانيا هدفها الرئيسي تخفيف العبء عن بلاده وإلقاء المسؤولية على حلف الناتو.. إن "الأمر بمثابة إعادة تموضع جيواستراتيجي".

أما الباحثة الفرنسية كلير دوبان، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، فتؤكد لـ"العين الإخبارية" أن الخطة تعكس نقلة في توازن القوى داخل الناتو.

وأشارت إلى أن "تحويل مسار الدعم العسكري عبر الناتو هو في الحقيقة تقليص للنفوذ الأمريكي، وليس تعزيزًا له، لأن القرار الجماعي داخل الحلف أبطأ وأكثر تعقيدًا من القرارات الأمريكية المباشرة".

وحذرت من أن هذا التحول قد يؤدي إلى تباطؤ في تسليم الأسلحة، ما يمنح موسكو فرصة لإعادة ترتيب أوراقها على الأرض.

شكوك أوروبية ومخاوف في كييف
وفي بروكسل وبرلين وباريس، قوبلت تصريحات ترامب بتوجس كبير، فالدول الأوروبية تدرك أن تحمّلها الكامل لفاتورة التسليح لن يكون ممكنًا على المدى الطويل، في ظل أزمات اقتصادية وضغوط اجتماعية متزايدة.

أما في كييف، فقد أثار التوجه الجديد مخاوف من أن يكون ذلك مقدمة لتراجع أمريكي فعلي عن الدعم العسكري والاستخباراتي، وهو ما قد يُضعف قدرة أوكرانيا على الصمود في مواجهة الهجمات الروسية، خصوصًا في مناطق الشرق والجنوب.

عقبات
وحتى لو قرر الناتو قبول الخطة الأمريكية، فإن العقبات التقنية والسياسية تبقى كبيرة، أبرزها: الحاجة إلى إجماع داخل الناتو على آلية الشراء والتسليم، وغياب صندوق تمويلي موحد قادر على تغطية التكاليف الضخمة.

وحذرت دوبان من أن روسيا تعتبر التحرك الجماعي للناتو تصعيدًا مباشرًا، ما يهدد بتوسيع رقعة الحرب.

ولم يحدد ترامب على وجه الدقة آليات تطبيق خطته المفترضة، وفي ضوء غياب التفاصيل حول كيفية تنفيذها، أثيرت الكثير من التساؤلات داخل الأوساط السياسية والأمنية.

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن الاتفاق قد يشمل أسلحة هجومية ودفاعية، مشيرًا إلى أن الخطة نوقشت مبدئيًا خلال قمة الناتو في لاهاي أواخر الشهر الماضي.

لكن ما يثير القلق، وفق المراقبين، هو أن الخطة قد تتحول إلى أداة ضغط سياسية على الأوروبيين، خاصة في ظل استمرار ترامب في تجميد بعض شحنات الأسلحة إلى كييف، وقطع الوصول الأوكراني إلى المعلومات الاستخباراتية الأمريكية – وهي خطوات تهدف على ما يبدو إلى دفع أوكرانيا إلى طاولة مفاوضات بشروط غير متوازنة.

وتُمثّل المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا حجر الزاوية في قدرة كييف على الاستمرار في ساحة المعركة، لكن تحولا طرأ عليها مؤخرا.

فالولايات المتحدة كانت تاريخيًا ولفترة طويلة، أكبر مساهم فردي في الدعم العسكري لأوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية في فبراير/شباط 2022. ومع ذلك، تشير أحدث البيانات إلى تحول في هذا النمط، خاصة في الأشهر الأخيرة من عام 2024 وأوائل عام 2025.

وفقًا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، حتى أبريل/نيسان 2025، تجاوز الدعم العسكري الإجمالي من أوروبا الولايات المتحدة لأول مرة منذ يونيو/حزيران 2022، إذ بلغ إجمالي المساعدات العسكرية الأوروبية إلى حوالي 72 مليار يورو في حين بلغ إجمالي المساعدات العسكرية الأمريكية نحو 65 مليار يورو.
 

إيران تنفي تلقيها رسالة من بوتين حول «التخصيب الصفري»


إيغا شفيونتيك.. «ملكة التراب» التي وضعت اسمها بين الكبار


نانسي عجرم تحدد موعد طرح ألبوم «Nancy 11»


«الفأر» ابن إمبراطور المخدرات «إل تشابو» يقر بالذنب