اخبار الإقليم والعالم
مسؤول أمريكي يحذر لبنان.. تحرك سريع أو مصير مجهول
حذر السفير الأمريكي إلى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم براك، من أن «لبنان قد يواجه تهديداً وجودياً، ما لم تتحرك بيروت لمعالجة مخزونات أسلحة حزب الله».
ومستخدما الاسم التاريخي لمنطقة سوريا، قال بارك في تصريحات لصحيفة «ذا ناشيونال»، إنه «إذا لم يتحرك لبنان، فسوف يصبح بلاد الشام مرة أخرى»، موضحا: «لديك إسرائيل على جانب واحد، ولديك إيران على الجانب الآخر، والآن لديك سوريا التي تتجلى بسرعة كبيرة».
ويقول السوريون إن «لبنان منتجعنا الساحلي، لذا علينا أن نتحرك. وأعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يُحبطني»، يضيف بارك.
وكانت القوات السورية دخلت إلى لبنان عام 1976، أي بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية؛ بتأييد من الجامعة العربية باعتبارها «قوة ردع عربية»، إلا أن الحكومة السورية تمكنت من إرساء وجودها في لبنان.
وبعد أعوام من تواجدها في لبنان، نص اتفاق الطائف الذي تم التوصل إليه بين الأطراف المتحاربة في لبنان 1989 على الانسحاب السوري إلى البقاع في شرق لبنان في غضون عامين، لكن السوريين لم يتلزموا بذلك. وبعد محطات عدة شهدت تفجيرات واغتيالات، انسحب الجيش السوري من لبنان في 26 أبريل/نيسان 2005، أي بعد 29 عاما من دخوله البلاد لأول مرة.
نزع سلاح حزب الله
والشهر الماضي، قدم بارك للمسؤولين اللبنانيين اقتراحا لنزع سلاح حزب الله وتنفيذ إصلاحات اقتصادية، للمساعدة في انتشال البلاد من أزمتها المالية المستمرة منذ ست سنوات - وهي واحدة من أسوأ الأزمات في التاريخ الحديث.
ويربط الاقتراح الأمريكي تقديم المساعدات لإعادة الإعمار ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية بنزع سلاح حزب الله بشكل كامل في جميع أنحاء البلاد.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني، سحبت الجماعة المدعومة من إيران معظم قواتها من الحدود الإسرائيلية. وتصر إسرائيل على ضرورة نزع سلاحها على مستوى البلاد.
ورداً على هذا الاقتراح، قدمت السلطات اللبنانية وثيقة من سبع صفحات تدعو إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المتنازع عليها، بما في ذلك مزارع شبعا، وإعادة تأكيد سيطرة الدولة على كل الأسلحة مع التعهد بتفكيك أسلحة حزب الله في جنوب لبنان.
وفيما لم تتطرق الوثيقة إلى الموافقة على نزع سلاح حزب الله على مستوى البلاد، قال بارك: «أعتقد أنها كانت متجاوبة للغاية»، لكنه أقر بأن نقاط الخلاف لا تزال قائمة.
فـ«هناك قضايا علينا أن نناضل من أجلها للوصول إلى حل نهائي. تذكروا، لدينا اتفاق.. كان اتفاقًا رائعًا. المشكلة هي أن أحدًا لم يلتزم به»، يقول بارك، مشددًا على ضرورة تحرك لبنان بشكل عاجل.
وعندما سُئل عما إذا كان موافقة حزب الله على إلقاء سلاحه والتحول إلى حزب سياسي بحت من شأنه أن يدفع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى إزالة المجموعة من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، كما فعلت مع هيئة تحرير الشام في سوريا، رفض بارك الخوض في التفاصيل، قائلا في تصريح سابق: أنا لا أهرب من الإجابة، ولكنني لا أستطيع الإجابة عليها.
الجيش اللبناني
وردا على سؤال حول عدم التزام الرئيس اللبناني جوزيف عون علناً بجدول زمني لنزع السلاح، قال بارك: «إنه لا يريد أن يبدأ حرباً أهلية»، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة اللبنانية تعتبر على نطاق واسع «الوسيط الأفضل والمحايد والموثوق» في الأزمة الحالية، لكنها تواجه نقصا حادا في التمويل بسبب الانهيار الاقتصادي في لبنان.
وأشار إلى أنه رغم مصداقية الجيش اللبناني، إلا أنه يعمل «بميزانية محدودة للغاية»، مما يضطر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، اليونيفيل ، إلى سد الفجوة بعشرة آلاف جندي.
وبحسب الدبلوماسي الأمريكي، فإنه رغم جهود الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل، إلا أنهم «لا يملكون حقا القيادة والسيطرة على الأمور القاسية».
واعترف بارك بأن أي محاولة لنزع سلاح حزب الله بالكامل قد تكون متقلبة وقد تؤدي إلى إشعال حرب أهلية.
واقترح أن المسار المحتمل قد يتضمن موافقة حزب الله على نزع أسلحته الثقيلة طواعية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار، وتسليمها إلى مستودعات مراقبة بموجب «آلية» تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل والجيش اللبناني.
إلا أنه قال إن الجيش اللبناني يفتقر إلى الموارد والقوى البشرية اللازمة للقيام بمثل هذه المهمة، مضيفا: «ليس لدينا جنود على الأرض ليتمكن الجيش اللبناني من القيام بذلك بعد، لأنه لا يملك المال الكافي. إنهم يستخدمون معدات عمرها 60 عامًا».
وأضاف أن حزب الله يرى نتيجة لذلك أنه لا يستطيع الاعتماد على الجيش اللبناني للحماية.
مخاوف أمنية
وتابع: «ينظر حزب الله إلى الأمر قائلاً: لا يمكننا الاعتماد على الجيش اللبناني. علينا الاعتماد على أنفسنا لأن إسرائيل تقصفنا يوميًا، وما زالت تحتل أرضنا»، في إشارة إلى المناطق الحدودية المتنازع عليها والمعروفة باسم «النقاط الخمس».
وقال بارك إن معالجة هذه المخاوف الأمنية، ومنع التصعيد إلى صراع، سيتطلب دعما دوليا لتعزيز الجيش اللبناني وآلية لإدارة الأسلحة الثقيلة، مع موافقة جميع الأطراف.
وحذر من أنه «بدون الدعم المستدام للجيش اللبناني فإنه سيظل يعاني من نقص الموارد، مما يعقد أي جهود لتحقيق الاستقرار في البلاد والحد من سيطرة حزب الله».
وطالب بدعم الجيش اللبناني. قائلا: يمكننا القيام بذلك جنبًا إلى جنب مع دول الخليج، وبالتعاون مع اليونيفيل، بينما نعيد تعريف دوره باستمرار.