تقارير وحوارات
المعارضة الإيرانية بين نضج التنظيم وقرب الانفجار؛ والمجلس الوطني للمقاومة ومجاهدو خلق في مواجهة نظام يحتضر
المعارضة الإيرانية بين نضج التنظيم وقرب الانفجار؛ والمجلس الوطني للمقاومة ومجاهدو خلق في مواجهة نظام يحتضر
المعارضة الإيرانية بين نضج التنظيم وقرب الانفجار؛ والمجلس الوطني للمقاومة ومجاهدو خلق في مواجهة نظام يحتضر
بقلم عبدالرزاق الزرزو کاتب و باحث سیاسی خبیر فی شوؤن ایران
منذ سنوات، والنظام الإيراني يترنح على حافة الهاوية، ليس فقط بسبب العقوبات الدولية التي أنهكت اقتصاده، بل والأهم من ذلك هو ما نتج عن تعفنه الداخلي.. لقد تفشى الفساد في مفاصل الدولة، وتدهورت الأوضاع المعيشية بفعل سوء الإدارة، وتصاعد القمع الوحشي بحق كل صوت معارض.. هذا التآكل الذاتي أنتج ثلاث انتفاضات كبرى منذ عام 2017، كل واحدة منها كانت أكثر شمولًا وجرأة من سابقتها حتى جاءت احتجاجات عام 2022، والتي تفجّرت عقب وفاة الشابة مهسا أميني لتعلن بشكل قاطع أن الشعب الإيراني لم يعد يحتمل نظامًا يحكم بالخوف والقمع بدلًا من رضا الناس ومشاركتهم في السلطة.؛ لكن هذه الموجات من الغضب لم تكن نابعة فقط من الألم، بل من أمل منظم يقوده تيار معارض راسخ يمتلك رؤية واضحة لما بعد إسقاط النظام، فالمعارضة الإيرانية ممثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي لم تعد مجرد أصوات معزولة.. بل حركة ناضجة تقدم بديلاً سياسياً مدنياً وعلمانيًا يقوم على أساس العدالة والديمقراطية والمساواة.
هذا المجلس الذي يضم في طليعته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية يمثل اليوم النواة الصلبة للمقاومة المنظمة داخل إيران وخارجها.. وقد نجح مجاهدو خلق في إنشاء ما يُعرف بـ"وحدات المقاومة" التي تقود الإنتفاضة.. وهي خلايا نشطة تقود الحراك الشعبي الثائر في عمق المجتمع الإيراني متحدية القبضة الأمنية الحديدية للنظام.. هذه الوحدات لم تدع للفراغ بل رفعت شعاراً واضحاً: "الموت للدكتاتور سواء كان الشاه أو خامنئي"، في إشارة ذكية إلى رفضهم لكل أشكال الاستبداد سواء كانت دينية أو شاهنشاهية، وطمأنةً للمجتمع الدولي بأن البديل لن يكون فوضى بل نظامًا ديمقراطيًا مدنيًا.
أهمية هذه المقاومة تكمن في أنها لا تطرح مجرد رفض للنظام.. بل تقدم خارطة طريق حقيقية لما بعد سقوطه: انتخابات حرة خلال ستة أشهر، دستور جديد يضمن الحقوق والحريات، والمساواة التامة بين النساء والرجال، فضلًا عن احترام حقوق الأقليات، وهي كلها مبادئ تكاد تغيب كليًا في النظام القائم.
لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتعامل مع هذه المعارضة الجادة باعتبارها شريكًا استراتيجيًا في رسم مستقبل إيران، لا مجرد ظاهرة احتجاجية مؤقتة. فالتغيير آت لا محالة، وليس السؤال هنا "هل سيسقط النظام؟" بل "متى؟"، ومن سيملأ الفراغ؟ والإجابة التي يقدمها مجلس قيادة الثورة والمجلس الوطني للمقاومة واضحة وثابتة: بديل ديمقراطي منظم وجاهز من خلال برنامج المواد العشر الذي قدمته السيدة مريم رجوي أمام البرلمان الأوروبي وكافة دول وشعوب العالم والمنطقة من خلال وسائل الإعلام، البرنامج يحدد الوجه الذي ستكون عليه إيران الغد والمنطقة والعالم.. وامتداد لسياق هذا البرنامج كان موقف المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي من الحرب موقفا راسخا وواضحا فيما طرحته بالخيار الثالث خيار لا للحرب ولا للمهادنة ولا للدكتاتورية.. ونعم للخيار الشعبي الرافض لأي تدخل عسكري في إيران.. مضيفة "اتركوا الشعب الإيراني يُسقِط النظام بنفسه" وتلك هي الحقيقة التي عليها المقاومة الإيرانية.. قراءة دقيقة للتاريخ والأحداث وما يجري في الخفاء من مهادنة واسترضاء بين الغرب والملالي، وما يتطلبه الموقف من شجاعة وقرارات صائبة.
فهل يتحلى الغرب بالنزاهة يوما ويتخلى عن مخططاته التدميرية في المنطقة ويترك للشعب الإيراني حق اتخاذ قرار تقرير مصيره بنفسه أم سيمضي قدما في نهجه الذي لم يكن يوما إلى جانب الشعب الإيراني وشعوب المنطقة؟ إن غدا لناظره قريب.