الإضرابات الجوية في فرنسا.. اختبار صعب لاستدامة السفر بموسم الصيف

بدأ مراقبون للحركة الجوية في فرنسا إضراباً لمدة يومين اليوم الخميس احتجاجاً على نقص الموظفين وتقادم المعدات، مما أدى إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية مع بدء موسم الصيف.

وأثر الإضراب على العمليات في المطارات الفرنسية، بما فيها شارل ديجول في باريس، وهو أحد أكثر المطارات ازدحاماً في أوروبا، ومن المقرر أن يستمر لليوم الثاني غداً الجمعة.

أعلنت منظمة إيرلاينز فور يوروب، وهي جماعة ضغط أوروبية معنية بقطاع الطيران، إلغاء أكثر من 1500 رحلة جوية اليوم وغدا، مما أثر على نحو 300 ألف مسافر.

وأعلنت شركة رايان إير للطيران منخفض التكلفة أنها ألغت 468 رحلة، وتوقعت استمرار ارتفاع العدد.

وطلبت الإدارة العامة للطيران المدني في فرنسا من شركات الطيران خفض رحلة واحدة من كل أربع رحلات من مطارات باريس وإليها، ونحو نصف الرحلات المغادرة من العاصمة غداً الجمعة. وفي أماكن أخرى، طُلب من شركات الطيران خفض رحلاتها 30 إلى 50%، وكان جنوب فرنسا أشد المناطق تأثراً.

وقالت الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) إنها عدلت جدول رحلاتها مع الحفاظ على رحلاتها الطويلة بالكامل.

وأعلنت شركة إيزي جيت إلغاء 274 رحلة اليوم وغداً. وخفضت لوفتهانزا جدول رحلاتها خلال اليومين، مما أثر على بعض الرحلات من مطارات نيس وباريس ومرسيليا وليون ومونبلييه وإليها.

ولجأت الخطوط الجوية البريطانية المملوكة لمجموعة (آي.إيه.جي) لاستخدام طائرات أكبر حجما لتقليل نطاق تعطل الرحلات.

وتزامن الإضراب مع بداية شهور العطلة الصيفية في أوروبا، وهي واحدة من أكثر فترات السفر ازدحاما في العام.

وقالت ثاني أكبر نقابة للمراقبين الجويين في فرنسا، وهي الاتحاد الوطني للنقابات العمالية المستقلة-مهندسو مراقبة الملاحة الجوية، إن أعضاءها أضربوا عن العمل بسبب النقص المستمر في عدد الموظفين والمعدات القديمة وثقافة الإدارة السامة.

وقالت نقابة أخرى، وهي اتحاد الطيران المدني -سي.جي.تي، إن الإدارة العامة للطيران المدني أخفقت في استيعاب مدى الإحباط الذي يشعر به المراقبون الجويون.

ولم ترد الإدارة العامة للطيران المدني بعد على طلب للتعليق على مخاوف النقابات.

وتتشابه تلك الشكاوى مع ما عبر عنه مراقبون للحركة الجوية في الولايات المتحدة بشأن تقادم البنية التحتية والنقص الحاد في الموظفين والتقنيات التي تشهد أعطالا متكررة.

ووصف وزير النقل الفرنسي مطالبات النقابات فيما يتعلق بخفض عدد الرحلات بأنها غير مقبولة.

وحث الرئيس التنفيذي لـ"ريان إير" المفوضية الأوروبية على تنفيذ إصلاحات في خدمات المراقبة الجوية في الاتحاد الأوروبي لضمان وجود العدد الكافي من الموظفين في فترات الذروة وعلى حماية الرحلات العابرة التي تمر فوق دولة أو منطقة دون الهبوط فيها خلال فترات الإضراب.