اخبار الإقليم والعالم

نهب المساعدات في غزة.. هكذا تُسرق الحياة من أفواه الجياع

وكالة أنباء حضرموت

ليس القصف وحده من يكتب يومياتهم الحزينة، بل نحت الجوع تعاريجه في وجوههم وباتت أياديهم الهزيلة الممتدة بحثا عن رغيف، مُهددة بالبتر.

في غزة، تحولت المساعدات إلى ملف شائك وبالغ التعقيد، تتقاطع عنده أطراف عديدة واتهامات بالنهب موجهة لأكثر من طرف.

ففيما يتهم البعض حركة حماس بسرقة المساعدات للسيطرة عليها، يوجه آخرون الاتهام نفسه -بالتوازي أحيانا- إلى الكثير من اللصوص ممن باتوا يتخذون من هذه الجريمة مورد رزق في زمن قفزت فيه الأسعار بشكل خرافي.

وهؤلاء اللصوص قد يكون البعض منهم مواطنين عاديين، دفعتهم الحاجة والجوع لسلك طريق النهب للحصول على ما يسد رمق أطفالهم، وتدريجيا تحول الأمر إلى «عمل بديهي» في سياق حرب مدمرة.

ووسط كل تلك الاتهامات ومقاطع الفيديو المنتشرة عبر مواقع التواصل، تتداخل المعطيات والتكهنات بشكل أكبر، لتتعمق الأزمة وتخرجها عن السيطرة.

حماس بالمقصلة
لم يكن اتهام الحركة الفلسطينية بسرقة المساعدات أمرا مستجدا، فلطالما واجهت ذات الاتهامات في العديد من الأوقات.

وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "تلقى معلومات اليوم (الأربعاء) تشير إلى أن حماس تسيطر مجددا على المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى شمال قطاع غزة وتسرقها من المدنيين".

وأشار نتنياهو، في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إلى أنه وجه الجيش لإعداد خطة "لمنع حماس من الاستيلاء على المساعدات".

وفي 12 يونيو/حزيران الجاري، نشر الجيش الإسرائيلي وثائق قال إنها تظهر كيف «استغلت» حركة حماس المساعدات الإنسانية في القطاع لـ«تمويل الأعمال الإرهابية بصورة منتظمة».

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه منذ نشوب الحرب «تنظر حركة حماس إلى المساعدات الإنسانية على أنها فرصة لها فوضعت نفسها مسؤولة عن توزيع المساعدات في مناطق عديدة من القطاع، مستغلة بذلك منظمات الإغاثة الدولية».

ولفت إلى أنها «التحقت في أثناء الحرب بشاحنات المساعدات الإنسانية بصورة خفية أو مكشوفة، لتصادر المساعدات أو تسيطر عليها في الكثير من الحالات».

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، إن 549 شخصا قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ بدء مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أمريكيا، والتي حلت محل منظمات الإغاثة التقليدية المعروفة دوليا، توزيع المساعدات في 27 مايو/ أيار الماضي.
عصابات؟
في مقطع فيديو متداول عبر تطبيق «تليغرام»، ظهرت مجموعة من الأشخاص وهم على متن شاحنة تحمل كميات كبيرة من الطحين.

وأرفق صاحب الفيديو المقطع بالقول إن هؤلاء «لصوص» سرقوا كميات كبيرة من الطحين في منطقة الظهرة غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

ومع أنه لم يتسن التثبت من صحة الكلام المرفق، لكن شهادات حية من القطاع تؤكد وجود عصابات باتت تسرق المساعدات لبيعها بأسعار خيالية مقارنة بأسعارها العادية.

فيما يقول البعض إن تلك العصابات تابعة لحماس، وتشكل واجهتها لسرقة المساعدات وبيعها لاحقا لتكون من مصادر تمويل الحركة في زمن الحرب.

اتهامات وروايات وانتقادات ورفض.. حالات معقدة ترفع منسوب الضبابية في قطاع لم يعد سكانه يخشون الموت قصفا بقدر ما باتوا يخافون الموت جوعا في وقت انقرضت فيه احتياجاتهم الأساسية من الأسواق، وإن وجدت فبأسعار خرافية يعجزون عن دفع ربعها.

وما بين كل ذلك، يستمر سكان غزة بدفع ثمن حرب لم يختاروها بل وجدوا أنفسهم يدفعون حياتهم ثمنا لها.

«الصحة العالمية» تعود
سلمت منظمة الصحة العالمية شحنتها الطبية الأولى إلى غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، بحسب ما أعلن مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس الخميس، لكنه أضاف أن الشاحنات التسع تمثل "قطرة في محيط".

وقال تيدروس في منشور على منصة إكس إن الإمدادات سيتم توزيعها على المستشفيات ذات الأولوية في غضون أيام.

وأوضح تيدروس أن "تسع شاحنات محملة بإمدادات طبية أساسية و2000 وحدة دم و1500 وحدة بلازما" عبرت إلى القطاع الفلسطيني عبر معبر كرم أبو سالم "دون وقوع أي حادث نهب، رغم الظروف الخطرة على طول الطريق".

وأضاف أنه "سيتم توزيع هذه الإمدادات على المستشفيات ذات الأولوية في الأيام المقبلة".

وأشار المسؤول الأممي إلى أنه "تم تسليم الدم والبلازما إلى منشأة التخزين المبردة في مجمع ناصر الطبي لتوزيعها على المستشفيات التي تواجه نقصا حادا، وسط تدفق متزايد للإصابات، يرتبط العديد منها بحوادث في مواقع توزيع المواد الغذائية".

والأسبوع الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إن 17 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة تعمل بالحد الأدنى أو بشكل جزئي فقط، في حين أن بقية المستشفيات غير قادرة على العمل على الإطلاق.

ولفت تيدروس إلى أن أربع شاحنات تابعة لمنظمة الصحة العالمية لا تزال في معبر كرم أبو سالم والمزيد في طريقها إلى غزة.

وأضاف أن "هذه الإمدادات الطبية ليست سوى قطرة في محيط. فالمساعدات على نطاق واسع ضرورية لإنقاذ الأرواح".

وتابع "تدعو منظمة الصحة العالمية إلى إيصال المساعدات الصحية إلى غزة فورا ودون عوائق وبشكل مستدام عبر جميع الطرق الممكنة".

وتكثف تل أيب قصفها للقطاع في هجوم عسكري تقول إنه يهدف إلى هزيمة حركة حماس التي أدى هجومها غير المسبوق على جنوب إسرائيل إلى اندلاع الحرب.

محاولات نظام إيران اليائسة لخداع المجتمع الدولي في الملف النووي


القضية الإيرانية الأساسية وحلّها؟


آيت نوري يضع بصمته الأولى مع مانشستر سيتي


دارين حداد تدافع عن هند صبري: الانتقادات غير مبررة