اخبار الإقليم والعالم
ضربات استباقية وعمليات نوعية.. واشنطن ومقديشو تضيقان الخناق على «الشباب» الإرهابية
في تحول ميداني لافت، يشهد الجنوب والوسط الصومالي تصعيداً عسكرياً واسعاً ضد حركة "الشباب" الإرهابية، تقوده واشنطن ومقديشو بتنسيق غير مسبوق عبر غارات جوية وعمليات نوعية استباقية.
ونفذت القوات الأمريكية بالتعاون مع الجيش الصومالي سلسلة غارات جوية مركزة في إقليم شبيلي السفلى، بالتزامن مع عملية نوعية لوكالة الاستخبارات الصومالية في إقليم هيران، أسفرت عن مقتل 13 عنصرا من حركة الشباب، بينهم شخصيات قيادية بارزة بحسب إعلام صومالي رسمي.
غارات تُربك تحركات الشباب
وأعلنت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) تنفيذ ضربات جوية محددة في منطقتي سبيد وعانولي، بناء على طلب من مقديشو ونُفذت بالتنسيق الكامل مع القوات الحكومية، وأسفرت عن سقوط قتلى في صفوف عناصر حركة الشباب الإرهابية.
ويأتي هذا التدخل في توقيت بالغ الحساسية، إذ تشن القوات الصومالية عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على المناطق الجنوبية، في وقت تتقدم فيه ميدانيا على عدة جبهات بدعم من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية.
وأكد الجنرال سهل عبد الله، قائد القوات البرية الصومالية، من ساحة العمليات أن الجيش الصومالي يسعى إلى "تأمين المناطق المحررة وتوسيع رقعة السيطرة لطرد العناصر الإرهابية"، مشددا على أن العمليات في سبيب وآنول تمثل "تحولا استراتيجيا في موازين القوة على الأرض".
عملية نوعية في هيران
وفي جبهة موازية، أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني نجاح عملية نوعية استهدفت خلية تابعة لحركة الشباب كانت تتحرك في منطقة غيعد التابعة لبلدة مباح بإقليم هيران وسط البلاد. وقالت إن العملية العسكرية التي نُفذت بمساعدة شركاء دوليين أسفرت عن مقتل 13 عنصرًا إرهابيا، وتدمير مخبأ للأسلحة والمعدات المعدة لهجمات وشيكة.
وأضافت أن المعلومات الاستخباراتية كشفت أن بعض القتلى متورطون في مؤامرات إرهابية حديثة، وكانوا يشكلون عنصرا محوريا في البنية اللوجستية للهجمات المقبلة التي كانت تستهدف مناطق في هيران وشبيلي الوسطى.
وبحسب وكالة الاستخبارات والأمن الوطني فإن العملية العسكرية نفذت بمحورين تكتيكيين لضمان أقصى درجات الدقة، مع تقليل المخاطر على المدنيين، مؤكدة أنها وجهت ضربة قاصمة للقدرات الهجومية لحركة الشباب في وسط البلاد".
تضييق الخناق
وبحسب مصادر صومالية مطلعة تأتي هذه العمليات المتزامنة ضمن تحول ملحوظ في استراتيجية الحرب على الإرهاب في الصومال من خلال التنسيق العسكري الأمريكي الصومالي الذي يشير إلى مستوى متقدم من تبادل المعلومات وتكامل في القرار العملياتي، بما يعزز من دقة الضربات وتأثيرها.
وترسم الضربات الجوية الدقيقة في شبيلي، إلى جانب العمليات الاستخباراتية الناجحة في هيران، مشهدا جديدا من الضغط على حركة الشباب، وينذر بتراجع قدراتها على المدى القريب إذا ما استمر الزخم العملياتي.
لكن متابعين للشـن الصومالي يحذرون من أن التحدي الأكبر في تحقيق الاستقرار بعد التحرير، هو ضمان عدم عودة الإرهابيين عبر خلايا نائمة أو ثغرات أمنية، ما يجعل من الضروري أن تتبع هذه الانتصارات العسكرية خططا سياسية وتنموية متكاملة.