اخبار الإقليم والعالم
الملف الإيراني
القاتل العنكبوت.. قصة انتقام سعيد هنائي في شوارع إيران
قصة سعيد هنائي - القاتل العنكبوت
مقدمة: تُعد قصة سعيد هنائي، المعروف بلقب "القاتل العنكبوت"، واحدة من القصص الجنائية المثيرة للجدل في إيران. هذا الرجل، الذي بدأ حياته كشخص عادي، تحول إلى قاتل متسلسل أودى بحياة 16 امرأة، مدفوعًا برغبة الانتقام وتجاهل السلطات لشكواه. هذا التقرير يستعرض دوافع جرائمه، أساليبه، ونهاية قصته المأساوية.
خلفية القضية: بدأت القصة عندما تعرضت زوجة سعيد هنائي لاعتداء جنسي من سائق سيارة أجرة. حاول سعيد وزوجته تقديم شكوى للشرطة، لكن بسبب عدم قدرة زوجته على تذكر ملامح الجاني وتجاهل الشرطة للشكوى، شعر سعيد بالغضب والإحباط. هذا الإهمال دفعه لاتخاذ قرار خطير بالانتقام بطريقته الخاصة. في البداية، فكر في استهداف سائقي سيارات الأجرة، لكنه تخلى عن الفكرة بسبب صعوبتها، ليوجه غضبه نحو فتيات الليل، معتبرًا أنهن السبب الرئيسي في الاعتداء على زوجته.
الجرائم: اختار سعيد ضحيته الأولى، وهي "أفسانة كريم بور"، التي استدرجها إلى منزله في غياب عائلته. بعد قضاء وقت معها، هاجمها من الخلف، ضربها على رأسها، ثم خنقها ودفن جثتها خارج مدينة مشهد. منذ تلك اللحظة، تحولت جرائمه إلى هواية مرعبة، حيث استهدف المومسات في شوارع مشهد، يقيم معهن علاقات جسدية، ثم يقتلهن ويسرق ممتلكاتهن. استمر سعيد في جرائمه، مستمتعًا بمتابعة تقارير الصحف التي أطلقت عليه لقب "القاتل العنكبوت". بل وصل به الأمر إلى درجة السخرية من الشرطة، حيث كان يتطوع لمساعدتها في حمل جثث ضحاياه، متظاهرًا بأنه فاعل خير.
تأثير الجرائم على المجتمع: أثارت جرائم سعيد جدلًا واسعًا في المجتمع الإيراني. بعض الصحف ذكرت أن ضحاياه كنّ من ذوات السوابق في البغاء، مما قلل من تعاطف الجمهور معهن، وزاد من غرور سعيد. هذا الوضع ساهم في تأخير الاشتباه به لفترة طويلة، حيث لم يكن يُنظر إليه كمجرم محتمل.
القبض على سعيد ونهايته: استمر سعيد في جرائمه حتى نجحت إحدى الضحايا في الفرار منه والإبلاغ عنه للشرطة. داهمت الشرطة منزله، معتقدين أنه جزء من عصابة إجرامية، لكنهم فوجئوا بأنه كان يعمل بمفرده. أُلقي القبض على سعيد، وخضع للمحاكمة التي انتهت بالحكم عليه بالإعدام شنقًا. تم تنفيذ الحكم في صباح يوم 28 أبريل 2001.
الخاتمة: تُظهر قصة سعيد هنائي كيف يمكن للإحباط والشعور بالظلم أن يدفع شخصًا إلى ارتكاب جرائم بشعة. تجاهل الشرطة لشكواه كان الشرارة التي أشعلت سلسلة من الجرائم المروعة. تُعد هذه القضية درسًا في أهمية التعامل الجاد مع شكاوى المواطنين، وضرورة تعزيز العدالة لمنع تكرار مثل هذه المآسي.