اخبار الإقليم والعالم

واشنطن تتهيأ عسكريا لتصعيد أكبر بين إيران وإسرائيل

وكالة أنباء حضرموت

 قال مسؤولان أميركيان طلبا عدم نشر اسميهما لرويترز الاثنين إن الجيش الأميركي نقل عددا كبيرا من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا لتوفير خيارات للرئيس دونالد ترامب مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

وأفاد موقع "إير ناف سيستمز" المتخصص في تتبع الرحلات الجوية بأن أكثر من 31 طائرة تزويد بالوقود تابعة لسلاح الجو الأميركي معظمها من طرازي كيه.سي-135 وكيه.سي-45 غادرت الولايات المتحدة مساء الأحد متجهة شرقا.

ورفض المسؤولان التعليق على عدد الطائرات لكنهما قالا إن حاملة الطائرات الأميركية نيميتز متجهة إلى الشرق الأوسط، إلا أن أحدهما قال إن تلك الخطوة أُعد لها في وقت سابق. ويمكن لحاملة الطائرات نيميتز نقل 5000 شخص وأكثر من 60 طائرة، بما في ذلك طائرات مقاتلة.

وبناء على ذلك، يشير نشر هذا النوع من الطائرات إلى أن الولايات المتحدة تُعزز قوتها الجوية بشكل كبير استعدادا لعمليات مستدامة محتملة، في ظل تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل، في حرب مفتوحة غير مسبوقة تشهد تزايدا في الخسائر المدنية من كلا الجانبين.

وقال إريك شوتن من شركة ديامي للاستخبارات الأمنية إن "الإرسال المفاجئ لأكثر من عشرين ناقلة جوية أميركية شرقا ليس بالأمر المعتاد. إنه إشارة واضحة على الاستعداد الاستراتيجي".

وسواء كان الأمر يتعلق بدعم إسرائيل، أو الاستعداد لعمليات بعيدة المدى، أو كون اللوجستيات أمرا بالغ الأهمية، فإن هذه الخطوة تُظهر أن الولايات المتحدة تُهيئ نفسها لتصعيد سريع في حال تفاقم التوترات مع إيران.

وكانت الولايات المتحدة حذرة حتى الآن، حيث ساعدت إسرائيل على إسقاط الصواريخ القادمة، لكن ترامب استخدم حق النقض (الفيتو) ضد خطة إسرائيلية في الأيام القليلة الماضية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وفقا لما ذكره مسؤولان أميركيان لرويترز أمس الأحد.

وقال أحدهما إن الولايات المتحدة لا تدعم استهداف القيادة السياسية الإيرانية طالما لم يكن الأمريكيون مستهدفين.

وامتنع مسؤول أميركي ثالث، طلب عدم الكشف عن هويته، عن التعليق على حركة الناقلات، لكنه أكد أن الأنشطة العسكرية الأميركية في المنطقة ذات طبيعة دفاعية.

وفي ظل الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، يكتسب تعزيز الولايات المتحدة لخياراتها العسكرية في الشرق الأوسط عبر طائرات التزويد بالوقود دلالات متعددة ومعقدة، يمكن تحليلها على النحو التالي:

وتُعد طائرات التزويد بالوقود حاسمة لتمكين الطائرات المقاتلة والقاذفات من تنفيذ مهام طويلة المدى وعميقة داخل أراضي العدو. فوي سياق الصراع الإيراني الإسرائيلي، هذا يعني أن طائرات التزويد بالوقود الأميركية يمكن أن تدعم بشكل فعال العمليات الجوية الإسرائيلية المحتملة ضد أهداف داخل إيران والتي تبعد حوالي 1500 كيلومتر عن إسرائيل. وهذا يوفر للأخيرة مرونة أكبر في اختيار أهدافها ومناطق انطلاق عملياتها.

ومن خلال توفير هذه القدرة، ترسل الولايات المتحدة رسالة واضحة لإيران بأنها ملتزمة بأمن إسرائيل ولديها الوسائل لدعم أي عملية عسكرية ضرورية لحماية هذا الأمن. وهذا يمكن أن يكون عاملاً ردعاً لإيران من التصعيد المفرط.

ويشير بعض المحللين إلى أن هذه الخطوة توفر للرئيس الأميركي دونالد ترامب (حسب السياق الحالي) خيارات عسكرية أوسع، بما في ذلك إمكانية التدخل المباشر إذا ما استدعت الضرورة ذلك.

وبالإضافة إلى دعم إسرائيل، يمكن استخدام هذه الطائرات لتعزيز قدرة القوات الجوية والبحرية الأميركية على حماية قواعدها ومنشآتها العسكرية في المنطقة، في حال تعرضها لهجوم إيراني مباشر أو عبر وكلائها.

والتحركات العسكرية واسعة النطاق، مثل نشر عشرات طائرات التزويد بالوقود، عادة ما تسبق تصعيدا محتملا أو استعدادًا لسيناريوهات أسوأ. وهذا يشير إلى أن واشنطن تأخذ التهديد الإيراني على محمل الجد.

وعلى الرغم من أن الهدف المعلن قد يكون ردع التصعيد، إلا أن مثل هذه التحركات العسكرية يمكن أن تزيد من التوتر في المنطقة وتجعل الوضع أكثر عرضة للانفجار.

وتثير هذه الخطوات مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها منجرفة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، وهو ما تسعى الإدارة الأميركية إلى تجنبه بشكل عام.

وفي حين يطالب البعض بالعودة إلى المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، فإن التلويح بالقوة العسكرية قد يؤثر على طبيعة هذه المفاوضات، وقد تعتبرها طهران محاولة لفرض الشروط.

وهذا الانتشار العسكري الأميركي يتماشى مع التوجه الأوسع نحو الاعتماد بشكل أكبر على القوة الجوية والبحرية في المنطقة، بدلاً من التواجد البري المكثف.

وعلى الرغم من الحديث عن تقليل الاعتماد على القواعد الأمامية، إلا أن طائرات التزويد بالوقود تسمح بالاستفادة القصوى من القواعد المتاحة من خلال توسيع نطاق العمليات.

وغالبًا ما تصرح الولايات المتحدة بأن دعمها لإسرائيل دفاعي وأنها لا تشارك بشكل مباشر في العمليات الهجومية. ومع ذلك، فإن نشر هذه الطائرات يرسل رسالة معاكسة حول القدرات العملياتية التي يمكن أن تتوفر للتل أبيب.

وتتهم طهران واشنطن بالتواطؤ في الضربات الإسرائيلية وتعتبر أن أي دعم لوجستي أو عسكري هو مشاركة فعلية في الصراع.

ويُنظر إلى تعزيز الولايات المتحدة لخياراتها العسكرية عبر طائرات التزويد بالوقود في الشرق الأوسط في ظل الصراع الإيراني الإسرائيلي على أنه خطوة استراتيجية متعددة الأوجه، فهي تهدف إلى ردع إيران وتأكيد على دعم إسرائيل وحماية المصالح الأميركية، لكنها في الوقت نفسه تزيد من تعقيد الوضع وتثير تساؤلات حول طبيعة وحجم أي تدخل أميركي محتمل.

العالم يشهد سباق تسلح نووي جديدا بقواعد أكثر هشاشة


تلويح إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي يعكس انكشافها الإستراتيجي


واقع كبار السن في البلدان العربية يفرض دورا أكبر للأسرة


خطط لبنانية جديدة لحل معضلة اللاجئين السوريين تصطدم بعدم تحمّس دمشق