اخبار الإقليم والعالم

مسار صناعة الطيران عند مفترق التوترات العالمية

وكالة أنباء حضرموت

يُتيح أكبر معرض تجاري للطيران في العالم، والذي يُقام في الفترة من السادس عشر إلى العشرين من يونيو في لو بورجيه بفرنسا، لمصنعي الطائرات منصة رئيسية لعرض أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية، مع الإعلان عن طلبات تتصدر العناوين.

وقد تفتتح أيرباص المعرض بطلبيتين رئيسيتين من السعودية الاثنين المقبل، مما يُظهر نموا قويا في قطاع السفر الجوي في الخليج، بينما تواجه منافسة من شركة إمبراير البرازيلية على طلب محتمل لنحو 100 طائرة أي 220 صغيرة من طيران آسيا.

ومن المتوقع أن تستحوذ بوينغ، التي تراجعت أسهمها في أعقاب تحطم طائرة تابعة للخطوط الهندية طراز 787، على الجزء الأكبر من عملية إعادة هيكلة أسطول الخطوط الملكية المغربية، أحد زبائنها القدامى.

ومع ذلك يتجه عملاق صناع الطائرات الأميركية نحو أسبوع أكثر هدوءًا من منافسته أيرباص بعد استباقها هذا الحدث السنوي بطلبات شراء كبيرة خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة إلى الخليج العربي.

وعدّلت أيرباص الخميس توقعاتها للطلب على الطائرات خلال العقدين المقبلين، مُبلغةً المستثمرين والموردين بأن قطاع النقل الجوي قد يتجاوز موجة التوترات التجارية الحالية.

وترجح شركة صناعة الطائرات الأوروبية أن يُسلّم القطاع، الذي تُهيمن عليه هي ومنافستها بوينغ، 43420 طائرة تجارية بين عامي 2025 و2044، بزيادة قدرها اثنين في المئة عن توقعاتها السابقة التي أصدرتها قبل عام.

ويشمل ذلك 42450 طائرة ركاب، بزيادة قدرها اثنين في المئة عن التوقعات السابقة، منها 56 في المئة ستكون سعة إضافية و970 طائرة شحن مصنعة في المصنع، بزيادة قدرها 3 في المئة.

وتمسكت أيرباص بتوقعاتها السابقة بنمو حركة النقل الجوي بمعدل 3.6 في المئة سنويًا، رغم خفض توقعاتها للنمو السنوي للتجارة بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 2.6 في المئة، وخفض توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بشكل طفيف إلى 2.5 في المئة.

وصرح أنطونيو دا كوستا نائب الرئيس لتحليل السوق والتوقعات للصحافيين “هناك بالتأكيد بعض الاضطرابات بسبب الوضع الجيوسياسي والتجاري الأخير.” وأضاف “لا يزال الوقت مبكرا جدا… ومع ذلك، فإن المؤشرات المبكرة تمنحنا بعض الأمل.”

وأوضح دا كوستا أن النقل الجوي، المرتبط ارتباطا وثيقا بالاقتصاد وتزايد أعداد الطبقات المتوسطة ذات الدخل المتاح، أثبت مرارا قدرته على الصمود في وجه الصدمات.

وشهد قطاع الطيران اضطرابا بسبب الرسوم الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، واحتمالية اتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءات انتقامية، بالإضافة إلى التقلبات الحادة في الرسوم العقابية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين.

واتفق المسؤولون الأميركيون والصينيون الثلاثاء على سبل استعادة الهدنة التجارية وإلغاء القيود المتضاربة.

في المئة مقدار الزيادة في توقعات أيرباص للطلب بحلول عام 2044 أي نحو 43420 طائرة

وصرح مسؤولو أيرباص بأن أحدث التوقعات تفترض أن الرسوم الأساسية البالغة 10 في المئة التي فرضتها إدارة ترامب على معظم الواردات ستبقى سارية لفترة من الوقت، على عكس الاضطراب الأعمق الذي تهدد به الرسوم العقابية الأكبر.

ودعا غيوم فوري، الرئيس التنفيذي لأيرباص، إلى العودة إلى تجارة الفضاء والطيران المعفاة من الرسوم، منضمًا إلى مجموعة من قادة الصناعة الأميركية في التحذير من أضرار حرب الرسوم.

ورفعت الشركة توقعاتها للطلب على الطائرات ذات الممر الواحد، مثل عائلة أي 320 نيو وطائرات 737 ماكس المنافسة، والتي تمثل أربعًا من كل خمس عمليات تسليم، بنسبة اثنين في المئة.

وعدّلت إيرباص توقعاتها لتسليمات طائرات الركاب عريضة البدن بنسبة 3 في المئة لتصل إلى 8200 طائرة. وقد شهد هذا القطاع من سوق طائرات المسافات الطويلة طلبا متزايدا، بقيادة شركات الطيران الخليجية.

ووراء الكواليس، ستواجه شركات صناعة الطائرات التجارية، بالإضافة إلى شركات عملاقة في قطاع الدفاع وسلسلة التوريد مثل لوكهيد مارتن ورايثيون، تداعيات غامضة لإعلانات ترامب المتقلبة بشأن الرسوم والصراعات المتصاعدة.

وقال كريستيان شيرير، الرئيس التنفيذي لقسم صناعة الطائرات في أيرباص، “كنا نخرج للتو من الأزمة (بعد الوباء)، وبدأ بعض موردينا من المستويين الثاني والثالث يتنفسون الصعداء، والآن هذا الغموض”.

ولكنه أشار إلى أن الشركة “متفائلة بحذر” بشأن قدرتها على تحقيق هدفها بتسليم 820 طائرة هذا العام، رغم الاختناقات التي تركت قرابة 40 طائرة مكتملة متوقفة في مصانعها بانتظار المحركات.

ورفعت الصفقة الأميركية – الصينية لاستعادة الهدنة التجارية الهشة المعنويات قبل انعقاد مؤتمر صناعة الطيران العالمي، لكن بعض المندوبين قالوا إن القطاع يتأقلم مع احتمال استمرار الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 10 في المئة، مع ضغوطها من أجل إعفاءات.

وصرح ريتشارد أبوالعافية، المدير الإداري لشركة أيروديناميك أدفيسوري، قائلا “رغم كل هذه الفوضى، يُتوقع أن يكون هذا الحدث بمثابة عرض جوي جيد للطلبات، وخاصةً لشركة أيرباص، التي ستشارك في معرضها المحلي.”

ومع ذلك، فقد قلبت سلاسل التوريد الضعيفة والتحالفات المتصدعة في التجارة والدفاع مسار سنوات من التخطيط لصناعة تبلغ قيمتها قرابة تريليون دولار، قبل أيام على قمة حاسمة لحلف الناتو.

وأدت الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط إلى تعطيل المجال الجوي، وإعادة توجيه حركة الشحن والركاب، وزيادة تكاليف التأمين. وبالتوازي مع ذلك يُعدّ الوصول إلى المعادن النادرة موضوعا ملحا آخر.

وستُناقَش أيضا المخاوف البيئية، التي عادةً ما تكون موضوعا بارزا في معارض الطيران، مجددا في عرض مُخصّص، ولكن قد يكون الحديث عنها خافتا نسبيا هذا العام مع استخفاف ترامب بالمبادرات البيئية.

وفي قمة عالمية لشركات الطيران هذا الشهر، أكّدت شركات الطيران التزامها بأهداف صافي الانبعاثات الصفرية، لكنها أعربت عن قلقها إزاء محدودية توافر الوقود المستدام وطائرات الجيل التالي.

وتباطأت أو توقفت مجموعة من الدراسات البارزة، مثل خطط أيرباص لطائرة ركاب تعمل بالهيدروجين. يقول مُصنّعو الطائرات إن استلام الطائرات الحالية التي تحرق وقودا أقل بنسبة 15 في المئة على الأقل هو أسرع طريقة للحد من الانبعاثات.

لكن عمليات التسليم تأخرت بسبب مشاكل الإمداد، ويقول دعاة حماية البيئة إن مُصنّعي الطائرات الذين يسعون جاهدين للحصول على المزيد من الطلبات يُثقلون كاهلهم بالاعتماد على الوقود الأحفوري لفترة أطول.

«عسكري خبير».. حاتمي قائداً للجيش في إيران


الجيش الإسرائيلي: الهجوم الإيراني مستمر وعشرات الصواريخ الإضافية في الطريق


«لولو وبلو».. رزان جمّال تدخل عالم قصص الأطفال


إصابة 3 أطفال فلسطينيين بشظايا صاروخ أطلق من اليمن