اخبار الإقليم والعالم

من يخطط لجر دول الجوار إلى الصراع بين دقلو والبرهان

وكالة أنباء حضرموت

 تضاربت البيانات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأربعاء، فبعد أن أعلن الأول إخلاء المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان “في إطار ترتيبات دفاعية لصد العدوان،” أكدت الثانية تمكنها “في خطوة نوعية” من تحرير منطقة المثلث، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين الدول الثلاث.

ويشير بيان الدعم السريع إلى أن إخلاء قوات الجيش لم يكن تكتيكيا، بل يعود إلى أسباب عسكرية، ما يجعل المثلث الحدودي منطقة كرّ وفرّ في الفترة المقبلة، تؤدي السيولة فيها إلى جر قوات الجيش الوطني الليبي أو عناصر تابعة له، كما يصعب أن تصمت مصر على اشتباكات قد تقع على مرمى بصر من حدودها، ويمكن أن تلحق ضررا بالغا بأمنها القومي.

ويشير مراقبون إلى وجود مساع لخلط الأوراق من خلال الزج بدول الجوار في الصراع بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، محذرين من أن هذه المغامرة لن تبرّئ أيّ طرف من مسؤولية توسع دائرة الحرب، وفي نفس الوقت، فهي تجعل من مهمة السيطرة عليها أمرا مستحيلا.

وكان يمكن لقائد الجيش السوداني احتواء اشتباكات متعارف عليها في بعض المناطق الحدودية، إلا أنه سعى إلى الزج بقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في أزمة السودان المستعصية، وحرف الصراع عن مساره الداخلي، وتبرير أيّ اخفاق ميداني يواجهه، من خلال إسناده إلى طرف خارجي، يُعتقد أنه قدم أو يقدم مساندة عسكرية للدعم السريع.

انسحاب الجيش السوداني من منطقة المثلث الحدودي ضربة موجعة وهزيمة إستراتيجية سيكون لها تأثيرها على سير المعارك مستقبلا

ونفى الجيش الليبي أن يكون شارك قوات الدعم السريع في الهجوم على قوات البرهان بمنطقة المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان، فيما أعلنت القوات المسلحة السودانية في بيان مقتضب، الأربعاء، أنها أخلت منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا، وذلك بعد ساعات من إعلانها التعرض لهجوم من قوات الدعم السريع مسنودة من قوات الجيش الليبي (الكتيبة السلفية) في منطقة المثلث.

ويعد انسحاب الجيش السوداني من منطقة المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر ضربة موجعة لقواته وهزيمة إستراتيجية سيكون لها تأثيرها على سير الأحداث المنتظرة في شمال وغرب البلاد، ولاسيما في المناطق التي تعتبر مجالا حيويا لقوات التدخل السريع.

وتوجد قوات الجيش الليبي بالفعل في منطقة المثلث الحدودي لتأمين الحدود المشتركة، وللتصدي لشبكات تهريب النفط والاتجار بالبشر وزحف المهاجرين غير الشرعيين، وشبكات الجريمة المنظمة في ظل حالة الانفلات الأمني بالمناطق السودانية المجاورة.

ويقول متابعون إن تحميل الجيش السوداني مسؤولية الإخفاقات لأطراف خارجية دائما يقلل من مصداقية خطاب قيادته ويشكك المواطنين في قدراته الميدانية والاستخباراتية، ويضاعف من الشروخ المعنوية داخل هياكله، لأن هناك اتهامات ألقيت على بعض الجهات لم يقدم الجيش أدلة عليها، وأحرجته أمام المجتمع الدولي.

ويضيف هؤلاء أن الجناح الإخواني داخل الجيش لا يتوانى عن خلط الأوراق، لأن هذه الطريقة توفر فرصة لعدم المطالبة بإبعاده عن السلطة، وكلما ازدادت الأمور تعقيدا على المستوى الخارجي ضمن هذا الجناح هدوءا داخليا حيال عملية تقويضه، لكنه لم ينتبه إلى إمكانية أن تنقلب الأوضاع ضده، فتشتيت جهود الجيش وعدم قدرته على حسم معركته مع قوات الدعم السريع يفتح الباب نحو سيناريوهات ليست في صالح حليفته الحركة الإسلامية.

وقال الخبير العسكري السوداني اللواء أمين إسماعيل مجذوب إن سيطرة الدعم السريع هي سيطرة على الحدود الثلاثية، وانسحاب الجيش يعني أن النقاط الحدودية التي تقدم الإنذار المبكر بلا أهمية، ووفقا لهذه المتغيرات فإن خطوط إمداد الدعم السريع ستكون من ليبيا إلى السودان بعد تخلي رئيس تشاد محمد إدريس ديبي عن تقديم الدعم لها مؤخرا.

وأوضح لـ”العرب” أن انسحاب قوات الجيش لتأمين الولاية الشمالية التي تريد الدعم السريع اختراقها الأيام المقبلة لفتح جبهة جديدة تمنع الجيش من فك حصار الفاشر، وهي تحركات مهمة على مستوى الحرب، لافتا إلى أن الصادرات التجارية بين مصر وليبيا والسودان ستتأثر بسيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي.

وهددت قوات الدعم السريع سابقا باجتياح الولاية الشمالية، القريبة من الحدود الجنوبية لمصر، في محاولة لتشتيت جهود قوات الجيش بين الغرب والشرق والشمال والجنوب، وتعويض خسائر إستراتيجية تكبدتها عقب سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم، وهو ما اعتبرته قيادته دليلا على قرب حسم الصراع.

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا، الثلاثاء، حول مشاركة كتيبة “سبل السلام” السلفية الليبية التابعة لقوات خليفة حفتر في هجوم قالت إن قوات الدعم السريع شنته على نقاط حدودية للجيش داخل الأراضي السودانية، من أجل الاستيلاء على المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان، في إشارة ضمنية إلى توريط مصر في الأزمة.

وأعلن الجيش أنه أخلى منطقة المثلث الحدودي، في إطار ترتيباته الدفاعية لصد أيّ اعتداء محتمل، وذلك بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على منطقة العوينات في المثلث الحدودي، ونشرها فيديوهات عدة من هناك.

ولم تصمت القيادة العامة للجيش الليبي على الاتهامات، ونفت مهاجمة الأراضي السودانية أو الانحياز لأحد طرفي النزاع، ووصفت ذلك بأنه “مزاعم باطلة ورواية مكرّرة لا تمتّ إلى الواقع بصلة، ومحاولة مفضوحة لتصدير الأزمة الداخلية السودانية وخلق عدوّ خارجي افتراضي“.

المغامرة لن تبرّئ أيّ طرف من مسؤولية توسع دائرة الحرب، وفي نفس الوقت، فهي تجعل من مهمة السيطرة عليها أمرا مستحيلا

ومن الواضح أن هناك تصعيدا حدث، لكن لا أحد يقطع بأنه كان متعمدا أو يمكن اتخاذه ذريعة على تعاون وتنسيق بين قوات الجيش الليبي المدعومة من القاهرة، والدعم السريع التي لا تحتفظ معها بعلاقات ودية، وعلى العكس تقف مصر في صف الجيش.

وقالت تقارير محلية إن منطقة العوينات الحدودية، شهدت اشتباكات عنيفة بين القوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني وقوات ليبية، يوم الجمعة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وأسرى من الجانبين.

وأوضحت تقارير أخرى أن المواجهات جرت بين القوة المشتركة السودانية وكتيبة “سبل السلام” السلفية التابعة لرئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني الليبي. وذكر قائد الكتيبة الشيخ عبدالرحمن هاشم أن المواجهات أدت إلى مقتل اثنين من أفراد القوة السودانية وأسر عدد من جنودها، وأسر ثلاثة جنود من الكتيبة الليبية.

وتوغلت عناصر من كتيبة “سُبل السلام” في السادس من يونيو الجاري لمسافة ثلاث كيلومترات داخل الأراضي السودانية القريبة، وهو ما دفع قوة تابعة للحركات المساندة للجيش السوداني للاشتباك معها بالقرب من جبل العوينات، ثم وصلت مجموعة من مدينة الكفرة بشرق ليبيا، هاجمت موقعًا للحركات المسلحة ما تسبب في وقوع خسائر.

وشهدت المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا وتشاد معارك عنيفة بين الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة ضد الدعم السريع، ويسعى كل طرف إلى فرض سيطرته على المنطقة الإستراتيجية من أجل تأمين الإمدادات أو قطعها.

وقام الجيش السوداني بوضع تعزيزات عسكرية في مناطق بالصحراء الكبرى مؤخرا، وحققت قوات الدعم السريع تقدمًا ملحوظًا في المنطقة عبر سيطرتها على بلدة المالحة التابعة لولاية شمال دارفور، ومنطقة الراهب القريبة من الولاية الشمالية.

وكانت السلطات المحلية في مدينة الدبة بالولاية الشمالية، أعلنت عن إصابة 3 أشخاص بعد استهداف منشآت حيوية بواسطة طائرات مسيّرة تابعة للدعم السريع. ويتهم الجيش السوداني منذ فترة الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية حيوية، وبنية تحتية بشمال البلاد، والوصول إلى شرق السودان مؤخرا.

الجيش الإسرائيلي: الهجوم الإيراني مستمر وعشرات الصواريخ الإضافية في الطريق


«لولو وبلو».. رزان جمّال تدخل عالم قصص الأطفال


إصابة 3 أطفال فلسطينيين بشظايا صاروخ أطلق من اليمن


بعد ضربات إيران.. واشنطن توجه رسالة تحذير لبغداد