ثقافة وفنون

السعودية تدشن كتاب رياض الشعراء في قصور الحمراء في غرناطة

وكالة أنباء حضرموت

دشنت جائزة الملك فيصل كتاب “رياض الشعراء في قصور الحمراء” للمؤلفين الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع، الحاصل على جائزة الملك فيصل، والدكتور خوسيه ميغيل بويرتا فلتشث عضو الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، وذلك في قاعة مؤتمرات قصر كارلوس الخامس في قصر الحمراء بغرناطة مؤخرا، في حفل رعاه رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل.

وعبّر الأمير تركي الفيصل في كلمته خلال الحفل، عن سروره بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي الذي يحتفي بقصر الحمراء، بوصفه أحد الرموز العالمية النادرة التي تمثل التقاء الحضارات وتفاعل الثقافات.

وقال “إن اختيار غرناطة مكانا لتدشين الكتاب تقديرا للمكان الذي يشكّل قلبا نابضا لهذا الإرث المشترك، ومقصدا للملايين من حول العالم،” متناولا البُعد الثقافي العميق لقصر الحمراء.

وتحتل قصور الحمراء في غرناطة مكانة رفيعة بين مثيلاتها في العالم، لما تتميز به من فن معماري نادر، وطراز شكلي بديع، وقد لقيت هذه التحف المعمارية عناية خاصة لدى الدارسين العرب والمستعربين، كذلك حظيت هذه القصور إلى جانب ذلك بفن أدبي شعري كان الدافع إلى وجوده حب ملوك غرناطة لهذا الفن، فكان أن وجهوا شعراءهم إلى نظم القصائد والمقطوعات لتزين بها قصورهم فتنقش في قاعاتها وغرفها وعلى الحيطان والنوافذ والنوافير.

ووفق بيان سابق للجائزة حول دواعي إنجاز الكتاب فقد أثار وجود هذه النقوش الإبداعية عندهم – مع تقدير جهود من سبقونا – رغبة شديدة في تتبع أماكن نقشها وفي الدواوين والمصادر الأندلسية الموثوقة، والقيام، بعد جمعها، بتحقيقها وتدقيقها وضبطها وترتيبها والتعليق عليها ومحاولة تقريب تاريخ نظمها قدر المستطاع.

وأضاف البيان “إضافة إلى ذلك فقد عمدنا مقابل كل نصّ مطبوع إلى تصوير ما يقابله من نصّ منقوش قدر الممكن، وذلك لكي يتمكن القارئ من المقارنة بينهما أولا، وثانيا ليمتع ناظريه بجمال الخطوط وأنواعها وزخرفتها وما فيها من إبداع أخاذ. ونأمل أخيرا أن يحقق صدور هذا الكتاب بعض طموح دارسي الشعر الأندلسي، وشعر مملكة غرناطة على وجه الخصوص.”

ويُعَدُّ كتاب “رياض الشعراء” محاولة علمية لإحياء النصوص الشعرية المنقوشة على جدران قصور الحمراء، وإبراز بعدها الجمالي والثقافي، حيث عمل المؤلفان على جمع الأشعار من مصادرها الأندلسية، وربطها بمواضعها الأصلية داخل القصر، مع تحقيقها والتعليق عليها، وتحديد قائليها قدر الإمكان.

ومن خلال الكتاب يحضر الشِّعر بصفته شاهدا على التعايش الحضاري في الأندلس، ووثيقة تاريخية وحضارية حية علاوة على بعده الأدبي والفني.

ويغطي الكتاب نصوصا من قاعات بارزة مثل: المشور، وقمارش، وقاعة البركة، وقصر الأسود، وشرفات لندراخا، إضافة إلى مبانٍ فريدة مثل: قصر الدشار، وبرج الأميرات، فضلا عن نقوش وُجدت على شواهد قبور لملوك بني نصر في روضة الحمراء.

يستعرض الكتاب العلاقة الفريدة بين العمارة والشعر في هذه القصور، التي لم تكن مجرد تحفة معمارية، بل فضاء احتضن الشعراء الذين نُقِشت أبياتهم على جدرانها.

لقد أثار وجود هذه النقوش الإبداعية رغبة شديدة في تتبع أماكن نقشها في الدواوين والمصادر الأندلسية الموثوقة، والقيام بجمعها، وتحقيقها، وتدقيقها، وترتيبها، والتعليق عليها، في محاولة لتقريب تاريخ نظمها قدر المستطاع.

ويمنح الكتاب لقارئه تجربة بصرية متكاملة ويمتع ناظريه بجمال الخطوط وأنواعها وزخرفتها، كما يتناول دور ملوك غرناطة في رعاية الفنون، مبرزا أهمية التفاعل بين العمارة والشعر في هذا المعلم التاريخي الفريد.

يعكس هذا التدشين اهتمام الجائزة بتكريم الإبداع الثقافي بمختلف تجلياته، وحرصها على إبراز الجهود العلمية والأدبية التي تسهم في إحياء التراث العربي والإسلامي، وتُعزِّز من مكانة اللغة والشعر بوصفهما ركنين أساسيين في الهوية الحضارية.

جدير بالذكر أن كتاب “رياض الشعراء في قصور الحمراء” صدر بدعم من جائزة الملك فيصل، بالتعاون مع إدارة الحمراء وجنة العريف، في طبعة فاخرة مصحوبة بملحق بصري، يُمكّن القارئ من مقارنة النص المنقوش بالنص المطبوع، ويتيح قراءة متكاملة تمزج بين التحليل النصي والبعد الجمالي.

واختُتم الحفل بكلمات من الجهات المشاركة، تلتها ندوة قدّم فيها المؤلفان خلفيات عملهما وملحوظاتهما على النقوش. 

«سنربح بطريقة أخرى».. أموريم يصدم الهلال في صفقة برونو فرنانديز


تامر حسني يتغزل في بسمة بوسيل: «أموت نفسي ولا تزعل»


فشل في الوزارة وتعطيل للجنة: ماجد الداعري ينتقد أداء معمر الإرياني


الإمارات تترأس أعلى هيئة أممية للتنمية الحضرية لأول مرة