اخبار الإقليم والعالم

طفرة الذكاء الاصطناعي تغير اتجاهات التسوق الرقمي

وكالة أنباء حضرموت

تستعد شركات التكنولوجيا العملاقة لطرح أدوات مساعدة في التسوق الرقمي تتيح للمستخدمين تجربة السلع افتراضيا بعد البحث عن أفضل الأسعار والنماذج التي تناسب مختلف الأذواق، حتى أن في استطاعتها، في حال السماح لها، دفع ثمن المشتريات.

وبينما تتسابق شركات التكنولوجيا على تبني هذه التقنيات، يتوقع أن يزداد تأثيرها على طريقة اتخاذ قرارات الشراء وتوقعات المستهلكين في العصر الرقمي الجديد.

وبعدما كان تجار التجزئة في العديد من الأسواق يشتكون من زحف التسوق الإلكتروني، باتوا الآن على موعد مع طفرة الذكاء الاصطناعي التي من المتوقع أن تغير فلسفة البيع والشراء.

وأجبر القلق الممزوج بالإحباط جراء تداعيات تأثير شركات التكنولوجيا على استقرار أعمال متاجر التجزئة على مجاراة ارتفاع وتيرة التسوق الرقمي للحفاظ على نشاطها أو على أقل تقدير جني بعض الأرباح دون تسجيل خسائر.

ويقول خبراء إن مواجهة المنصات الرقمية البارزة تشكل تحديا كبيرا جدا، ولكنّ على تجار التجزئة حتى لو لم تكن لديهم الإمكانيات لمواجهة هذه المنصات بشكل مباشر أن يفكروا في وضع خطط تتعلق بتعزيز الحضور على الإنترنت، ومنها مثلا إقامة تحالفات.

وقبل خمس سنوات ساهمت الجائحة وما استتبعته من تدابير إغلاق اقتصادي وحجر منزلي في ترسيخ التجارة الإلكترونية كجزء من العادات الاستهلاكية، ما يستلزم تحوّلاً قسرياً في النماذج الاقتصادية القائمة، قد يؤدي إلى تسريح الكثير من الموظفين.

وعلق المحلل في شركة سي.أف.آر.أي للبحوث أنجيلو زينو على هذا التحول الذي تحدثه التقنيات المتقدمة قائلا إن “هذه هي المرحلة التالية من عالم التسوق.”

وأصبحت هذه الثورة ممكنة بفضل ظهور برامج الذكاء الاصطناعي التي لم تعد تكتفي بالإجابة على الأسئلة أو إنشاء محتوى على غرار مساعدي الجيل الأول، بل أصبحت قادرة على أداء الكثير من المهام عند الطلب بلغة الحياة اليومية.

وكشفت شركة غوغل الأميركية العملاقة الأسبوع الماضي عن ميزات تسوق في محرك البحث المُحسّن بالذكاء الاصطناعي، أي.آي فاشن الذي “يُقلل وقت البحث من أيام إلى دقائق،” بحسب رئيسة قسم الإعلان والتجارة في المجموعة فيديا سرينيفاسان.

وفي حالة تجارة الملابس بات يُمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صورة للشخص المعني مرتديا بدلة أو قميصا يُفضّله، مع مراعاة القياسات والشكل بناءً على الخامة والقصّة.

كما يمكن للمستخدم بعد ذلك تحديد الحد الأقصى للسعر والسماح لمحرك غوغل بالبحث في الإنترنت حتى يجد عرضا مُطابقا، حتى لو استغرق الأمر ساعات أو أياما. ويمكن للزبائن والمشترين بعد ذلك إتمام عملية دفع مقابل المشتريات باستخدام منصة الدفع الخاصة بالشركة غوغل باي.

وقال المحلل في شركة تكسبوننشل آفي غرينغارت “إنهم ينافسون أمازون قليلاً،” معتبرا أن التسوق “وسيلة لتحقيق الربح” من الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه زيادة عدد الزيارات وإيرادات الإعلانات.

◙ بعض الشركات بدأت في طرح أدوات مساعدة متطورة لتسهيل البيع والشراء، لكن نضج التجربة وجدواها يتطلبان وقتا

وفي نهاية أبريل الماضي أضافت شركة أوبن أي.آي الأميركية ميزة تسوق إلى برنامجها الثوري تشات جي.بي.تي تستجيب لطلب يتضمن أفكارا للمنتجات وتقييمات المستهلكين وروابط لمواقع التجار.

وبحسب منصة “تك كرنش” المتخصصة لن تحصل الشركة الناشئة، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقرا، على نسبة من إيرادات التجارة الإلكترونية المُحققة عبر هذه القناة. ولم تُجب شركة غوغل على أسئلة وكالة فرانس برس عند التواصل معها بهذا الشأن.

وقدّمت شركة بربلكسيتي أي.آي الناشئة أيضا في نوفمبر الماضي عرضا لمشتركي خدمتها المدفوعة يتيح لهم إكمال عمليات الدفع من دون مغادرة التطبيق. ويتوقع زينو أن “المنصات الأخرى ستحتاج إلى أن تحذو حذوها، وسيصبح هذا الوضع الطبيعي.”

وأطلق عملاق التجارة الإلكترونية أمازون مساعده الرقمي “روفوس” في سبتمبر الماضي، تلاه في أوائل أبريل وضع خدمة رقمية باسم “اشترِ نيابة عني” تتيح إجراء عملية شراء مباشرة من موقع بائع تجزئة خارجي، خارج منصة الشركة.

وفي منتصف مايو أشار كبير مسؤولي التكنولوجيا في مجموعة وول مارت هاري فاسوديف إلى وصول وكيل الذكاء الاصطناعي إلى منظومتها، لكنه أوضح أن الشركة ترغب أيضا في العمل مع منصات أخرى ليتمكن مساعدوها من التوصية بمنتجاتها.

وكشفت فيزا وماستركارد، أكبر شركتين لخدمات الدفع الإلكتروني على مستوى العالم، في أواخر الشهر الماضي عن بنية تقنية جديدة تُمهد الطريق للشراء المباشر من جانب وكيل رقمي عبر شبكتيهما.

وتتوقع إليز واتسون من شركة كلاركستون للاستشارات أن “على تجار التجزئة الآن التفكير في كيفية تحسين” مكانتهم من خلال أداة مساعدة عاملة بالذكاء الاصطناعي، وفهم “المعلومات التي ستجعل المنتج أكثر جاذبية لكل وكيل رقمي.”

وتضيف في حديثها لفرانس برس “لا يتعين على أدوات المساعدة هذه الكشف عن أنواع المعلومات التي تعطيها الأولوية، لذا سيُجبَر التجار على تجربة الخوارزمية واختبارها.”

ومع ذلك لا يتوقع زينو تحولا في هيكلية التجارة الإلكترونية. ويرى أن هذا النموذج الجديد سيفيد غوغل، وكذلك مجموعة ميتا بلاتفورمز مالكة فيسبوك التي يتوقع دخولها عالم أدوات المساعدة على التسوق.

ويقول واتسون “ربما جمعوا معلومات عن المستهلكين أكثر من أي شركة أخرى. ولهذا يُعتبرون منذ زمن بعيد من الرابحين المحتملين في هذا التحول نحو الذكاء الاصطناعي.” وتطرح الميزة التي توفرها هذه الشركات التكنولوجية معرفة الزبائن مجددا مسألة استخدام البيانات الشخصية.

ومن المحتمل أن تُحسّن شركة غوغل ملفات المستهلكين بناءً على عمليات البحث السابقة التي أجروها، إلا أنها تُؤكد أن المستخدمين سيضطرون إلى الموافقة صراحةً على استخدام معلومات إضافية مثل رسائل البريد الإلكتروني أو التطبيقات الأخرى.

وبالنسبة إلى واتسون من المرجح أن يُثني هذا الجانب أقلية من الزبائن، على الأقل لبضع سنوات. وبشكل عام، مع أن التكنولوجيا باتت على مستوى عالٍ في الوقت الحاضر، إلا أن "الإطار القانوني والتشغيلي والأخلاقي لم يستقر بعد،” وفق ما يشير إليه كريس جونز الخبير في شركة بي.أس.إي كونسلتينغ.

وتساءل في حديثه مع فرانس برس "هل يمكننا الوثوق بالآلات لتشتري نيابة عنا؟" مضيفا "ستعتمد المرحلة التالية من التجارة الإلكترونية على هذا السؤال."

الإمارات تترأس أعلى هيئة أممية للتنمية الحضرية لأول مرة


الشعب الإيراني يكره الديكتاتورية الدينية!


السيرة الذاتية للدكتور محمد العصري: مسيرة متميزة في قيادة الصحة العامة بأبين


ضباط يواجهون الفصل بعد مطالبتهم بعلاج بائع الزلابية المحروق بصنعاء