اخبار الإقليم والعالم

هجرة العقول تهدد مستقبل شركات الابتكار

وكالة أنباء حضرموت

في قلب مدينة "لاغوس"، حيث تُولد الأفكار ويُصاغ مستقبل التكنولوجيا، هناك صمت ثقيل بدأ يخيم، المقاعد فارغة، وشاشات الحواسيب مطفأة. ليس بسبب الإفلاس أو الفشل، بل بسبب هجرة العقول.

الشباب النيجيري الموهوب لم يعد يرى أملًا في وطنه، فبين انهيار العملة، وانفجار تكاليف المعيشة، وعروض مغرية من كندا وبريطانيا.. اختاروا الرحيل.

وتقول صحيفة "لوموند أفريك" تُعتبر نيجيريا، أكبر دولة أفريقية من حيث السكان، وواحدة من أكثر الدول نشاطًا في مجال الشركات الناشئة والابتكار. ومع ذلك، يواجه هذا القطاع الحيوي تهديدًا كبيرًا.

هجرة متسارعة للشباب المؤهل
في مركز "الشباب والتكنولوجيا" ضمن قرية التكنولوجيا في حي إيكيجا بمدينة لاجوس، تتردد أصداء الطموح والقلق معًا. ففي الوقت الذي تُثبت فيه نيجيريا ديناميكية لافتة في مجال الشركات الناشئة، بات هذا القطاع الحيوي يواجه تهديدًا حقيقيًا: هروب جماعي للعقول.

أديجي أولوو، مؤسس شركة Lendsqr، يؤكد أن أكثر ما يؤرقه منذ ثلاث سنوات ليس التحديات التجارية أو التكنولوجية، بل النزيف المستمر في فريقه، قائلا "لدي الآن 10 مهندسين برمجيات، اثنان منهم سيغادران إلى الولايات المتحدة في أغسطس/آب، أحدهما انضم إلينا فقط في ديسمبر/كانون الأول 2024. الأمر مؤلم جدًا".

لطالما سافر النيجيريون من الطبقة الوسطى والعليا إلى الخارج للدراسة والعمل، لكنّ ظاهرة "جابا" — التي تعني "الهرب" أو "الفرار" بلغة اليوروبا — تسارعت بشدة في السنوات الأخيرة، خاصة بين أصحاب المؤهلات العالية. ووفقًا لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد المهاجرين النيجيريين في عام 2024 وحده نحو 1.4 مليون شخص.

باب الهروب المفتوح
هذه الموجة الجديدة تُغذيها أزمة اقتصادية غير مسبوقة، فالعملة النيجيرية تدهورت من 400 إلى 1600 نايرا مقابل الدولار خلال عامين، وارتفع سعر الوقود 5 أضعاف، فيما تزايدت تكلفة الكهرباء، والغذاء، والسكن.

يضاف إلى ذلك انقطاعات الكهرباء المتكررة، البطالة، الفساد، وتفشي العنف في أجزاء واسعة من البلاد. وبالنسبة للكثيرين، لا تمثّل الهجرة فقط فرصة لراتب جيد، بل ضمانة لحياة أكثر راحة وأمانًا، وربما جواز سفر ثانٍ.

ساعدت سياسات الهجرة في بعض الدول الغربية على تسريع هجرة العقول. فقد فتحت الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة — خصوصًا عبر "تأشيرة المواهب العالمية" — أبوابها لاستقطاب المهارات، خاصة في قطاع التكنولوجيا.

يقول أوو نوايي، مؤسس شركة CircleTech لاستشارات الشركات الناشئة: "لطالما رغب الناس في الهجرة، لكن الأمر لم يكن سهلًا. فيزا المواهب العالمية غيرت كل شيء، خاصة في قطاع التكنولوجيا، لأن هذه المهارات قابلة للنقل بسهولة".

الهجرة ليست خيانة
تأثرت الشركات الناشئة في نيجيريا، بشكل خاص بهذه الظاهرة. فهذه الشركات تجد نفسها اليوم تواجه صعوبة في الاحتفاظ بالمواهب. ويقول سيليستين أومين، مؤسس شركة Klump المتخصصة في خدمات الدفع بالتقسيط: "لدينا وفرة من الأشخاص في المستويات الدنيا من المهارات، لكن كلما صعدت في السلم، أصبح من الصعب العثور على المؤهلين".

رغم كل ذلك، لا يُبدي رواد الأعمال أي عداء للمهاجرين، ويشرح أولوو "سيكون من الغباء أن أطلب من أحدهم البقاء"، بل يرى أن الهجرة قد تُفيد نيجيريا، بشكل مباشر، تتعزز التحويلات المالية من الجالية النيجيرية في الخارج – وهي من الأكبر عالميًا، وعلى المدى البعيد، قد يعود بعضهم حاملين خبرات جديدة، إذا ما تحسنت الأوضاع.

"السعار يهدد أبين": كلاب مصابة تجوب شوارع زنجبار وتثير قلق الأهالي


عدن تشهد موجة نزوح داخلية إلى القرى


القصيبي يشكر الملك وولي العهد على تمديد عمل "مسام" لنزع الألغام باليمن للعام الثامن


مناشدة من أحد أبناء يافع إلى الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان