اخبار الإقليم والعالم

الانتخابات البلدية أمل حزب الله لتعزيز نفوذه مع تزايد الضغوط لنزع سلاحه

وكالة أنباء حضرموت

 يراهن حزب الله اللبناني على الانتخابات البلدية لحشد صفوفه والحفاظ على نفوذه السياسي بعد الحرب مع إسرائيل، وسط مساعيه لإظهار أنه لا يزال يتمتع بنفوذ قوي على الرغم من الضربات الموجعة والأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان، حيث تبرز بينها ملصقات دعائية تحث الناخبين على التصويت للحزب اليوم السبت.

ودعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أهل الجنوب لتكثيف مشاركتهم في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية المقررة اليوم السبت. وقال في رسالته ”يأتي استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام كتحد من تحديات الصمود وقوة الموقف والتمسك بالأرض وإعمارها بأهلها وبساتينها وبيوتها وكل أسباب الحياة فيها.” وأضاف ”كل المراهنين مع العدوان الإسرائيلي ينتظرون النتائج.”

والانتخابات البلدية بالنسبة إلى حزب الله أكثر أهمية من أيّ وقت مضى، إذ تتزامن مع تزايد الدعوات لنزع سلاح الجماعة واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي وقت لا يزال فيه الكثيرون ممن يشكلون قاعدتها الانتخابية من الشيعة يئنون تحت وطأة تداعيات الصراع.

ومضت بالفعل ثلاث جولات انتخابية أجريت هذا الشهر بشكل جيد بالنسبة إلى الجماعة المدعومة من إيران. وفي الجنوب، لن تكون هناك منافسة في الكثير من الدوائر، ما يمنح حزب الله وحلفاءه انتصارات مبكرة.

وقال علي طباجة البالغ من العمر 21 عاما “بالدم نريد أن ننتخب،” في إشارة إلى ولائه لحزب الله. وسيكون إدلاؤه بصوته في مدينة النبطية بدلا من قريته العديسة بسبب ما لحق بها من دمار. وأضاف “العديسة صارت صحراء، راحت كلها، لم يعد فيها شيء.”

ويعكس مشهد الأنقاض في الجنوب التداعيات المدمرة للحرب التي بدأت مع قصف جماعة حزب الله لإسرائيل “إسنادا” لحركة حماس مع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، وتطور الأمر إلى أن بلغ ذروته بهجوم إسرائيلي واسع النطاق.

وباتت الجماعة أضعف مما كانت عليه في السابق بعد مقتل العديد من قياداتها والآلاف من مقاتليها وتضاؤل نفوذها على الدولة اللبنانية بشكل كبير وتزايد نفوذ خصومها في البلاد.

وفي مؤشر على مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة ما يعني ضرورة نزع سلاح حزب الله كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن نتائج الانتخابات تشير بناء على ذلك إلى أن “الحرب لم تحقق هدفها المتمثل في خفض شعبية حزب الله.. بل على العكس، يشعر الكثير من الشيعة الآن بأن مصيرهم مرتبط بمصير حزب الله.”

ولطالما كان سلاح الجماعة مصدر انقسام في لبنان ما أشعل فتيل اقتتال قصير عام 2008. ويقول منتقدون إن حزب الله جر لبنان إلى القتال.

وقال وزير الخارجية يوسف راجي، وهو معارض لحزب الله، إنه تم إبلاغ لبنان بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار حتى يكون السلاح بيد الدولة وحدها.

من ناحيته، ألقى حزب الله بعبء إعادة الإعمار على عاتق الحكومة واتهمها بالتقصير في اتخاذ خطوات تجاه هذا الأمر رغم وعود الحكومة.

وقال الحاج علي إن الهدف من ربط مساعدات إعادة الإعمار بنزع سلاح الجماعة هو تسريع العملية، لكن “من الصعب أن يقبل حزب الله بذلك.”

وذكرت الجماعة أنه لا يوجد أيّ سلاح لها حاليا في الجنوب، لكنها تربط أيّ نقاش عمّا تبقى من ترسانة أسلحتها بانسحاب إسرائيل من خمسة مواقع لا تزال تسيطر عليها وبوقف الهجمات الإسرائيلية.

وتقول إسرائيل إن حزب الله لا يزال يمتلك بنية تحتية قتالية في الجنوب تضم منصات إطلاق صواريخ، ووصفت ذلك بأنه “انتهاك صارخ للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.”

وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن إعادة الإعمار لن تتحقق إذا استمرت إسرائيل في القصف وإذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية بالسرعة الكافية لنزع السلاح. ويريد المانحون أيضا أن يقوم لبنان بإصلاحات اقتصادية.

وقال هاشم حيدر، رئيس مجلس الجنوب، إن الدولة ليست لديها الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، لكنه أشار إلى أن هناك تقدما في رفع الأنقاض. ووفقا لتقديرات البنك الدولي، يحتاج لبنان إلى 11 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي.

حزب الله يتهم السلطات اللبنانية بعرقلة وصول الأموال القادمة من إيران التي بدورها تعاني أيضا من ضائقة مالية

وتشير كومة من الأنقاض في النبطية إلى مكان متجر خليل ترحيني (71 عاما) الذي كان بين عشرات المتاجر التي دمرها القصف الإسرائيلي في سوق النبطية المركزي.

ولم يحصل ترحيني على أيّ تعويض، ولا يرى جدوى من التصويت. وقال “الدولة لم تقف إلى جانبا،” في تعبير عن شعوره بالخذلان.

لكن الوضع كان مختلفا تماما بعد حرب سابقة بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006 حين تدفقت المساعدات من إيران ودول الخليج العربية.

وقال حزب الله إنه ساعد 400 ألف شخص ودفع تكاليف الإيجار والأثاث وترميم الأضرار، لكن المستفيدين يقولون إن الأموال المتاحة له تبدو أقل بكثير من عام 2006.

واتهم حزب الله السلطات الحكومية بعرقلة وصول الأموال القادمة من إيران رغم أن طهران تعاني أيضا من ضائقة مالية أكبر ممّا كانت عليه قبل عقدين بسبب تشديد الولايات المتحدة للعقوبات التي تفرضها عليها وعودتها من جديد لسياسة ممارسة “أقصى الضغوط”.

أما دول الخليج، فقد توقفت مساعداتها للبنان مع انخراط حزب الله في صراعات إقليمية وتصنيفها له منظمة إرهابية في عام 2016. وأيدت السعودية موقف الحكومة اللبنانية بأن تكون المتحكم الوحيد في السلاح.

وقال حسن فضل الله النائب البرلماني عن حزب الله إن تأمين تمويل لإعادة الإعمار يقع على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ “أي تحركات فعالة في هذا السياق.”

وحذر من أن هذه المسألة قد تفاقم الانقسامات في لبنان إذا لم تُعالج. وتساءل “هل يمكن أن يستقر جزء من الوطن وجزء آخر يتألم؟ هذا لا يستقيم” في إشارة إلى الشيعة في الجنوب ومناطق أخرى، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت التي يُهيمن عليها حزب الله، والتي تضررت بشدة من القصف الإسرائيلي.

 

على خط الخلاف بين إسرائيل وأوروبا: مصر هي المستفيد


جماعة الإخوان تغسل سمعتها على حساب الشرع


الأزمة في مناطق الشرعية اليمنية تزداد استفحالا متجاهلة التغيير على رأس الحكومة


الطبيبة التي لم يسعفها قلبها.. فقدت 9 من أبنائها بغارة إسرائيلية على غزة