اخبار الإقليم والعالم
فرنسا تكثف مسار مكافحة الإخوان
قبل 11 عاما من تقرير فرنسا.. كيف دقت الجارة ناقوس الخطر؟
قبل ١١ عامًا من صدور التقرير الفرنسي الصادم حول جماعة الإخوان، كان تحذير مماثل يدق في أروقة لندن، إثر مراجعة سرية جرى بأمر من الحكومة.
وبناءً على طلب رئيس الوزراء آنذاك، ديفيد كاميرون، جرى إعداد تقرير سري حول جماعة الإخوان، غير أن هذا التقرير واجه لاحقًا انتقادات من لجنة برلمانية، ما أدى إلى إضعاف تأثيره.
وتتشابه نتائج هذا التقرير البريطاني مع نتائج التقرير الفرنسي الصادر حديثًا، إذ أعد كليهما دبلوماسيون ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، وركّزا على تحليل خفايا التأثير والدعوة التي تمارسها جماعة الإخوان في أوروبا.
ففي أبريل/نيسان 2014، أمر كاميرون بإجراء تحقيق رسمي بشأن أنشطة جماعة الإخوان في المملكة المتحدة، وذلك على خلفية تصاعد القلق من الخطاب المتطرف الذي تنشره بعض التنظيمات الإسلاموية على الأراضي البريطانية.
وفي حينه، قال كاميرون: "يجب أن نفهم ما هي جماعة الإخوان المسلمين. يجب أن نعرف صلاتها بجماعات أخرى، وأسباب وجودها في المملكة المتحدة، وأفكارها المتعلقة بالتطرف".
وهذا التحقيق، الذي أنجزه دبلوماسيون ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، انتهى إلى نتائج مشابهة بشكل كبير لما كشفه التقرير الفرنسي الأخير.
ورغم أن التقرير البريطاني وُضع تحت تصنيف "سري"، ظهرت بعض نتائجه في جلسات نقاش برلمانية.
خطر متشعب
أما في فرنسا، فقد جاء تقرير الاستخبارات الصادر حديثًا، الذي جاء في 76 صفحة واطّلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، ليؤكد أن جماعة الإخوان تمثل تهديدًا حقيقيًا للدولة العلمانية، من خلال شبكات تمويل معقدة، وأذرع شبابية وتعليمية منظمة، وهيمنة فكرية تتسلل إلى المؤسسات الاجتماعية والتربوية.
ووفقًا للتقرير، فإن التنظيم يعمل عبر واجهة تُعرف حاليًا باسم "مسلمو فرنسا" (ex-UOIF)، والتي تُعد الفرع الفرنسي لتنظيم الإخوان.
ويترأس هذه الهيئة أحد القيادات الإخوانية التاريخية، وهو إمام معروف في مدينة مرسيليا، ويدير مسجدين بارزين هما "مريم" و"ابن خلدون".
وتوضح الوثيقة أن هذا الكيان يستغل الجمعيات الثقافية والدينية في فرنسا، معتمدًا على تمويلات خارجية ومنابر دعوية تخدم أهدافه الأيديولوجية.
وبينما تتحرك باريس اليوم لمواجهة هذا التهديد، تبقى التجربة البريطانية التي بدأت قبل أكثر من عقد تذكيرًا مهمًا بأن الإخوان ليسوا جماعة عابرة، بل شبكة دولية تتقن فنون التخفي والتغلغل داخل المجتمعات الديمقراطية.