اخبار الإقليم والعالم

النوستالجيا لغة مشتركة بين الأجيال في عايشة الدور

وكالة أنباء حضرموت

في زحام الصراع بين الأجيال الذي هيمن على المسلسلات التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي، برز مسلسل “عايشة الدور” بطولة دنيا سمير غانم كعمل استثنائي لم يكتف بطرح الإشكالية، بل قدّم حلا مبتكرا: “النوستالجيا” كلغة مشتركة تخترق حواجز العمر والزمن.

وبينما انشغلت معظم الأعمال بتضخيم الفجوة بين “جيل التسعينات” و”جيل زد” اختار المسلسل أن يعيد تعريف التواصل عبر ذاكرة جماعية توقظ المشاعر نفسها لدى الجدّ والحفيد.

العمل من إنتاج محمد أحمد السبكي وتأليف ورشة مكونة من كريم يوسف، أحمد الجندي، أشرف نصر، ندى عزت، سامح جمال، ونانسي عكيلة، وإخراج أحمد الجندي.

ولم تكن مصادفةً أن يحقق تتر المسلسل الذي غنّته دنيا سمير غانم “هلي يا فرحة هلي” بالشراكة مع إيهاب توفيق انتشارا واسعا، فاللحن الذي أعاد الجمهور إلى أيام “فوازير نيللي” وأغاني التسعينات، كان مفتاحا ذكيا لربط المشاهدين – بغض النظر عن أعمارهم – بلحظات عابرة للزمن، الفكرة التي عبّر عنها المخرج أحمد الجندي ببراعة: “الموسيقى والذكريات لا تشيخ، وإنما تنتظر من يحييها.”

في المشاهد الأكثر تأثيرا، كانت عايشة (دنيا سمير غانم) تنتقل بين هويّتيها: أمّا متعبةً من جيل الماضي، وطالبة جامعية تحاول فهم لغة “التيك توك”، لكن المفارقة أن تواصلها مع الشباب لم ينجح إلا حين استخدمت رموزا من ماضيهم المشترك: أغاني أم كلثوم التي يسمعها أيمن (محمد كيلاني) مع والده، أو أفلام كمال الشناوي التي جسّدها والدها (ماجد القلعي) في موقف كوميدي، وهنا، لم تكن النوستالجيا مجرد حنين للماضي بل أداة تفاوض عابرة للأجيال.

من اللافت أن المسلسل تجاوز النظرة النمطية للصراع بين الأجيال. فبدلاً من تصوير “جيل زد” كجيل منفصل عن الماضي، قدّمهم كورثة شرعيين لثقافة التسعينات لكن بصيغة حديثة، حين تغني عايشة “يا ما نفسي أقولك” في حفل الجامعة، لا يصفق الشباب لأنها “من زمن آبائهم”، بل لأن اللحن يحمل إحساسا إنسانيا غير مؤرّق، حتى مصطلحات “الزوومرز” التي انتُقدت لمبالغتها، تحوّلت إلى نكتة داخلية حين قارنتها عايشة بمفردات التسعينات الساخرة: “إحنا كنا بنقول يا نجم، ودلوقتي بقت يا برنس.”

وعلى الرغم من اتهام البعض العملَ بالاقتباس من أعمال أجنبية مثل “13 Going on 30″، إلا أن “عايشة الدور” تميّز بذكائه الثقافي، فالنوستالجيا هنا لم تكن مجرد ديكور، بل إستراتيجية سردية حوّلت الحنين إلى أداة درامية تدفع الحبكة إلى الأمام، وحين أعادت دنيا سمير غانم إحياء شخصية والدها الراحل سمير غانم عبر مشاهد “لهفة”، أو حين استحضرت ذكرى صلاح السعدني، لم تكن تستجدي دموع الجمهور، بل تؤكّد أن الفن الجيد لا يموت.

ربما تكون أجمل رسالة في المسلسل هي تلك التي حملتها الحلقة الأخيرة، عندما اكتشفت عايشة أن والدها الذي ظلّ يعيش في أدوار تمثيلية قديمة هو من ساعدها في حلّ أزمتها، إنّ الرمزية هنا عميقة: الماضي لا يجب أن يكون سجنا، ولا يُنبذ كله، بل يمكن أن يكون جسرا للإبداع، حتى العلاقة بين عايشة وابنتها كارما (نور محمود) لم تُصلَح إلا عندما اعترفت الأم بأن “كل جيل له لغته، لكن المشاعر تبقى واحدة.”

في الحقيقة “عايشة الدور” لم يكن مسلسلا عن صراع الأجيال بل عن إمكانية التوفيق بينها، في زمن تكثر فيه الانقسامات. لقد قدّم لنا العمل وصفةً بسيطةً للتعايش: ابحثوا عن الذكريات المشتركة، فهي اللغة الوحيدة التي يفهمها الجميع، وكما علّمتنا عايشة “مش مهم إنك تكبر، المهم إنك متنساش إنك كنت طفل.”

أنجلينا جولي تسحر «كان 2025» بعودة مبهرة بعد 14 عاما.. أناقة لا تُضاهى


أحمد الفيشاوي يهاجم منتقدي «الحلق والوشوم»: «اخرس يا اللي مبتفهمش»


رياض محرز يواصل الإمتاع بهدف خيالي


مفاجأة «لام شمسية».. أمينة خليل لم تكن المرشحة الأولى للبطولة