منوعات
فيدجي سيمو.. ابنة صياد فرنسي تنضم إلى «نخبة القادة» في OpenAI
في خطوة تعكس الحضور المتزايد للعقول الفرنسية في وادي السيليكون، أعلنت شركة "أوبن إيه آي" OpenAI الرائدة عالميًا في الذكاء الاصطناعي عن تعيين الفرنسية فيدجي سيمو، البالغة من العمر 39 عامًا، في منصب الرئيسة التنفيذية لتطبيقات الشركة.
وبهذا التعيين، تنضم سيمو إلى الدائرة الضيقة لقيادة الشركة المطورة لـ"تشات جي بي تي"، إلى جانب الرئيس التنفيذي سام ألتمان، الذي ستعمل معه بشكل مباشر، دون أن تحمل رسميًا لقب "نائبة الرئيس التنفيذي"، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
من مدينة سيت إلى وادي السيليكون
وُلدت فيدجي سيمو في مدينة سيت الساحلية جنوب فرنسا، وهي ابنة لصياد سمك، ونشأت في بيئة بسيطة قبل أن تسلك طريقًا أكاديميًا ومهنيًا مميزًا جعل منها واحدة من أبرز النساء في مجال التكنولوجيا في العالم، بحسب موقع "جو فيديو" الفرنسي.
وتخرجت من HEC باريس، إحدى أعرق مدارس إدارة الأعمال في أوروبا، قبل أن تنتقل إلى كاليفورنيا، حيث بنت حياتها المهنية بالكامل.
وبدأت سيمو مسيرتها داخل عملاق التكنولوجيا ميتا (فيسبوك سابقًا)، حيث شاركت في قيادة تطوير تطبيق فيسبوك، ثم انتقلت إلى عالم ريادة الأعمال، لتصبح الرئيسة التنفيذية لشركة إنستاكارت، إحدى أبرز شركات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة.
مهامها الجديدة في أوبن أي آي
وفقًا للبيان الصادر عن سام ألتمان في 8 مايو/ أيار 2025، فإن فيدجي سيمو ستشرف على العمليات التجارية والتطبيقية في الشركة، بما في ذلك تطوير وانتشار المساعد الذكي تشات جي بي تي، الذي يستخدمه حاليًا أكثر من 500 مليون مستخدم أسبوعيًا.
وستتولى مسؤولية دمج أدوات أوبن أي آي على منصات خارجية، مثل أجهزة آيفون، وكذلك إدارة مبيعات النماذج اللغوية للشركات، سواء بشكل مباشر أو من خلال مزودي خدمات الحوسبة السحابية.
كما ستقود سيمو مجموعة من كبار المسؤولين التنفيذيين في أوبن أي آي، من بينهم: براد لايتكاب، المدير التنفيذي للعمليات، وسارة فراير، المديرة المالية، وكيفن وايل، مدير المنتجات.
وبحسب وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، فإن هذا التعيين يضع سيمو عمليًا على رأس أكبر وحدة داخل أوبن أي آي، ويجعلها الشخصية النسائية الأبرز داخل الشركة وأكثرها نفوذًا بعد ألتمان.
وجه نسائي فرنسي في قلب الثورة التكنولوجية
في السياق الفرنسي، تم النظر إلى تعيينها كنوع من "التتويج التكنولوجي". بعض الصحف وصفها بـ"البابا النسائية للتكنولوجيا"، في إشارة إلى حضورها القوي في صناعة يهيمن عليها الذكور.
وتُعد فيدجي سيمو اليوم واحدة من عدة شخصيات فرنسية لامعة تقود تحول التكنولوجيا العالمية من قلب كاليفورنيا، إلى جانب أسماء مثل لودوفيك ليتاريه في سترايب، وإيمانويل أماريج في غوغل ديب مايند.
ما الذي يجعل هذا التعيين مهمًا؟
يشير محللون إلى أن تعيين فيدجي سيمو يعكس توجه أوبن أي آي نحو تعزيز الجانب التطبيقي والتجاري للذكاء الاصطناعي، إلى جانب التركيز على الأبحاث. فبينما يقود ألتمان المسار البحثي والاستراتيجي، تتولى سيمو مهمة تحويل هذه الابتكارات إلى أدوات عملية تصل إلى ملايين المستخدمين والشركات.
أما سام ألتمان فيقول: فيدجي تمتلك خبرة نادرة في تحويل المنتجات التقنية إلى خدمات ملموسة تخدم الناس حول العالم. إنها الشخص المثالي لهذه المرحلة من نمو أوبن أي آي.
نموذج يُحتذى به
وبعيدًا عن مسيرتها المهنية اللافتة، تُعتبر فيدجي سيمو نموذجًا ملهمًا للكثير من النساء والشباب الطامحين في دخول عالم التكنولوجيا. إنها تبرهن على أن الخلفية الاجتماعية المتواضعة لا تُشكل عائقًا أمام تحقيق طموحات عالمية، إذا ما اقترنت بالإصرار والموهبة.