اخبار الإقليم والعالم

قادة أوروبيون في كييف.. عودة عبر بوابة الجفاء بين ترامب وبوتين

وكالة أنباء حضرموت

تبدو أوروبا، المنهكة من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، أكثر استعدادًا للظهور كطرف فاعل في المعادلة الجيوسياسية للأزمة، ببوصلة تضع الحل في الأفق.

خلاصة أشار إليها خبراء سياسيون قرأوا اجتماع قادة أوروبا في كييف، اليوم الأحد، لافتين إلى أن الزيارة بدت حازمة وتعكس رغبة في تنسيق موقف مشترك أكثر صرامة تجاه موسكو.

وقد بدت أوروبا خلال الأشهر الماضية وكأنها أقصيت من سيناريوهات الحل، لصالح دور أمريكي حاسم اعتمد على ثقة متبادلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

لكن الجفاء الأخير بين بوتين وترامب، على خلفية انتقادات وجهها الأخير للأول، يبدو أنه يفتح الباب لعودة أوروبية إلى المشهد.

وفيما يرفع القادة الأوروبيون سقف التهديد بفرض "عقوبات إضافية أكثر قسوة" إذا رفض الكرملين وقفًا لإطلاق النار، يطرح مراقبون تساؤلًا جوهريًا: ماذا يريد الأوروبيون فعلًا من هذا الاجتماع؟ وهل تمثل هذه الخطوة مجرد ضغط سياسي مؤقت، أم بداية لتحول أوسع في استراتيجيتهم تجاه روسيا؟

من جانبه، قال بول نواك، المحلل السياسي في معهد "مونتين" الفرنسي، لـ"العين الإخبارية"، إن الأوروبيين يهدفون من اجتماع كييف إلى "إعادة فرض حضورهم السياسي والعسكري في مسار الأزمة الأوكرانية"، خصوصًا بعد ما وصفه بـ"تراجع المبادرة الأوروبية لصالح الدورين الأمريكي والتركي خلال الأشهر الأخيرة".

وأضاف نواك: "تحمل هذه الزيارة دلالة رمزية قوية. فاختيار الذكرى الروسية للانتصار على النازية كمناسبة لظهور القادة الأوروبيين في كييف، هو رسالة مضادة موجهة مباشرة إلى بوتين: أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح بإعادة كتابة التاريخ أو فرض أمر واقع جديد بالقوة".

ويعتبر أن التهديد بالعقوبات الجديدة هو "جزء من سيناريو مزدوج: عرض التفاوض مقابل التصعيد، ولكن بشروط أوروبية هذه المرة، لا بحسب الوتيرة الروسية".

كما يرى أن هذا التهديد لا يعكس بالضرورة رغبة في التصعيد، بل هو ورقة تفاوضية تهدف إلى دفع موسكو نحو قبول "هدنة حقيقية يمكن البناء عليها سياسيًا"، معتبرًا أن الأوروبيين "يدركون أن الحسم العسكري بعيد، وأن الضغط السياسي قد يكون أكثر فعالية".

في المقابل، قال أليكسي بريجع، الباحث في الشؤون السياسية في معهد موسكو للعلاقات الدولية (MGIMO)، لـ"العين الإخبارية"، إن اجتماع كييف "يعكس قلقًا أوروبيًا من طول أمد الحرب أكثر مما يعكس استعدادًا لخوض مواجهة مفتوحة مع روسيا".

وأضاف: "إذا كان الأوروبيون يريدون وقفًا لإطلاق النار، فليبدأوا بدفع كييف إلى وقف العمليات الهجومية على خطوط التماس. موسكو، من جانبها، لا ترفض مبدئيًا فكرة التهدئة، لكنها لن تقبل بهدنة تُستغل لإعادة تسليح أوكرانيا أو تعزيز نفوذ الناتو".

ورأى أن التهديد بالعقوبات "جزء من خطاب سياسي متوقع في ظل الحشد الإعلامي، لكن أوروبا بدأت تدفع ثمن هذه السياسة، اقتصاديًا وشعبيًا. ولهذا، قد يكون ما يُطرح كتصعيد محاولة لفتح باب التفاوض بشروط أقل صرامة".

كما اعتبر أن الدعوات الأوروبية لوقف إطلاق النار تأتي في وقت تحاول فيه روسيا تعزيز موقعها التفاوضي، مشيرًا إلى أن موسكو قد تكون مستعدة للنظر في هدنة مؤقتة إذا ضمنت وقف تقدم القوات الأوكرانية وعدم تعزيز قدراتها العسكرية.

وشدد على أن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية لروسيا، خصوصًا ما يتعلق بتوسع الناتو ونشر الأسلحة الغربية قرب حدودها.

وتُعد الجهود الأوروبية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا خطوة نحو تهدئة النزاع، لكنها تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالثقة المتبادلة والأهداف الاستراتيجية لكل طرف. وبينما تسعى أوروبا لتحقيق السلام، يبقى النجاح مرهونًا بقدرة جميع الأطراف على تقديم تنازلات وضمانات أمنية متبادلة.

وفي 10 مايو الجاري، قام قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وبولندا بزيارة إلى كييف، لإظهار دعمهم لأوكرانيا والدعوة إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يومًا في ظل استمرار الغزو الروسي.

وتأتي هذه الزيارة عقب استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقادة صينيين وبرازيليين في موسكو. وقد أعربت أوكرانيا عن استعدادها لوقف إطلاق النار بشرط وجود مراقبة فعالة.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز التزامهما المشترك بدعم أوكرانيا والسعي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار.

وشدد ماكرون على ضرورة وجود "تعاون حقيقي من جانب روسيا"، متسائلًا عما إذا كان بوتين سيلتزم بالضمانات المقدمة خلال محادثاته مع الإدارة الأمريكية.

من جانبه، أعرب ميرز عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكنه امتنع عن تقديم التزامات صريحة بشأن ضمانات أمنية طويلة المدى لأوكرانيا. وأكد الزعيمان على استمرار التعاون الوثيق بين فرنسا وألمانيا لتسهيل جهود السلام الفورية، ووضع الأساس لحل دائم للنزاع.

"ثورة النسوان في عدن" تنديدا بتدهور الأوضاع الاقتصادية وانقطاع الكهرباء


الطلبة الدروز في الجامعات السورية ضحية التجييش الطائفي


القاعدة يستثمر صراع باكستان والهند بحثا عن دور في المعادلات


«زايد».. حسين الجسمي يُرزق بمولوده الأول